مشاورات السويد والنتائج املرجوة
اتجهت األنـظـار األسـبـوع املـاضـي إلى مملكة السويد ملتابعة وقائع املشاورات املنعقدة بني وفـدي الحكومة الشرعية اليمنية ووفــد االنقالبيني الحوثيني، وسط تأييد ودعم من اململكة إلنجاحها. وقد لوحظ أثناء جلسة االفتتاح حالة الــــهــــوان والـــضـــعـــف واالنــــكــــســــار التي كــانــت بــاديــة عـلـى االنـقـالبـيـني نتيجة الـــهـــزائـــم والـــضـــربـــات املــتــوالــيــة التي تلقوها من الجيش واملقاومة اليمنية، إضافة إلى القلق من عدم التوصل إلى حــل إلنــهــاء انـقــالبـهـم يـحـفـظ لـهـم ماء الوجه، والـخـروج من الـدائـرة الضيقة، التي وضعوا أنفسهم فيها، وليقينهم أن فــشــل املـــفـــاوضـــات تــعــنــي السقوط األخـيـر لهم يـؤكـده مـا ملسناه مـن سير املـشـاورات وما صدر من جانب بعض رموزهم املؤثرين من تصريحات عبر وسائل اإلعــالم والتواصل االجتماعي املختلفة عــن تلك املـــشـــاورات، وإيجاد املــــــــبــــــــررات لـــــلـــــســـــالم، واســـــتـــــعـــــدادهـــــم تـقـديـم الــتــنــازالت بـخـالف صلفهم في املـــفـــاوضـــات الــســابــقــة. وقــــد ظــهــر ذلك جــلــيــا بــعــد قــبــولــهــم بــاالنــســحــاب من الحديدة ومينائها خالل فترة محددة، والــــذي كــان سـابـقـا خـطـا أحــمــر لديهم بـاعـتـبـاره الـشـريـان الرئيسي لوصول الـــدعـــم اإليــــرانــــي. ولــعــلــمــنــا األكـــيـــد أن تـــلـــك الـــــتـــــنـــــازالت لـــــم تـــكـــن لـــتـــتـــم لوال إحـسـاسـهـم بـــأن الــشــارع الـيـمـنـي الذي يئن تحت سلطتهم قـد بلغ بـه الصبر مـبـلـغـه مــن الــظــلــم واالنــتــهــاكــات التي يعانيه منهم، والحالة التي أوصلهم إلــيــهــا مــن الــفــقــر والـــخـــوف والتهجير واالعـتـقـاالت والقتل وخـالفـهـا. وطاملا هــنــاك أمـــل لــلــتــوصــل إلـــى حـــل لأزمة فـــي الــيــمــن فــعــلــى الــحــوثــيــني أن يعوا أنهم أمـام فرصة تاريخية للسلم، وأن عليهم عدم تفويتها وفتح صفحة مع اليمنيني واملجتمع الدولي، والتعاون مــع الـحـكـومـة اليمنية إلعـــادة بالدهم إلى سابق عهدها الزاهر. وختاما طاملا تحققت األهـــداف املــرجــوة مـن التدخل فــي الــيــمــن مــن خـــالل تــفــويــت الفرصة على إيران من تحقيق أطماعها هناك، وتأمني حدود بالدنا الجنوبية، وقرب عـــــودة الــشــرعــيــة إلــــى صــنــعــاء، فعلى قـــــادة الــتــحــالــف والــجــيــش واملقاومة اليمنية املـتـابـعـة الــجــادة مــن تحقيق االنقالبيني ما استعدوا به وانسحابهم مـن كـافـة املــواقــع الـتـي سيطروا عليها وتسليم ما بحوزتهم من أسلحة بكافة أنواعها وأحجامها للحكومة الشرعية، وإنـهـاء تمردهم، وإال مواصلة الحسم العسكري دون االلتفات إلـى مطالبات بعض الــدول واملنظمات ذات األطماع اإلقليمية، فما أخـذ بالقوة ال يستعاد إال بمثلها.