Okaz

«النفاق احلركي»

ليبراليون للخارج متزمتون للداخل!

- «عكاظ» ،@Okaz_Online عبداهلل الداني (جدة) @aaaldani

ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﻣﻨّّﻈﺮﻱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻳﻔﻮﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻭﻏﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺇﺫ ﺃﻛﺴﺒﺘﻪ ﺳﻄﻮﺗﻬﻢ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻓﻲ «ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ» ﻭﻗﺪﺭﺓ ﻻﻓﺘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻭﻏﺔ. ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ، ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻛـ«ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﻴﻦ» ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﻒ ﺛﻮﺍﺑﺘﻬﻢ. ﻭﺩﺍﺧﻠﻴًﺎ، ﻳﺴﺘﻤﺪﻭﻥ ﻗﻮﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﻭﻧﺸﺮ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﺢ ﺑـ«ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ»، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻘﺎﻃﻌﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ، ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺷﺮﻋﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻭﻛﻴﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻮﺍﺩ ﺳﺒﺘﻲ ﺍﻟﻌﻨﺰﻱ ﺧﻄﻮﺓ ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ ﻟﺪﻯ «ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﻴﻦ». وأكــــد الــعــنــ­زي لــــ«عـــكـــاظ» أن مـــراوغــ­ـة «الحركين» تـفـرضـهـا املـرحـلـة الــتــي يعيشونها، لــذلــك يقدمون أنفسهم وفق مصالحهم الحزبية فقط، مضيفًا «هم يــجــيــد­ون تـوظـيـف األحــــدا­ث بـمـا يــخــدم مصالحهم الـــحـــز­بـــيـــة، لـــذلـــك ال تــعــجــب مــــن تــركــهــ­م املسلمات والـــخـــ­وض فـــي الـــــشــ­ـــذوذات، والـــتـــ­لـــون فـــي األحكام دون حياء، ثم يغلفون ذلـك بعبارات فضفاضة، ثم املصلحة والـتـجـدي­ـد فــي الـخـطـاب ومـواكـبـة التغير العصري ونحو ذلك». ويــؤكــد أســتــاذ الــدراســ­ات العليا بجامعة أم القرى الـــدكـــ­تـــور حـــاتـــم الـــشـــر­يـــف أن الـــتـــش­ـــدد ســمــة عامة لــلــتــن­ــظــيــمـ­ـات الــحــركـ­ـيــة «حـــتـــى إن أظـــهـــر بعضهم االعتدال واالنفتاح». ويــذهــب الـشـريـف، فــي حديثه إلــى «عــكــاظ»، إلــى أن حــــرص «الــحــركـ­ـيــن» عــلــى الــجــمــ­اهــيــريـ­ـة يجعلهم يسايرون الجماهير، مضيفًا «فــإن كـانـوا يعيشون فــي مجتمع مـحـافـظ ســايــروه عـلـى مـحـافـظـت­ـه، وإن وجدوا في مجتمع منفتح سايروه على انفتاحه». ولـم تكن محاولة تسويق أن مساعد األمــن التحاد الــقــرضـ­ـاوي اإلخـــوان­ـــي املـسـمـى بـــ«االتــحــا­د العاملي لعلماء املسلمن» الخاضع للمحاكمة، عبر شاشة قناة الجزيرة اإلنجليزية التي تعاني من ازدواجية الخطاب أيضًا واملستهدفة للمشاهد الغربي، تحول من املحافظة إلى االنفتاح املنادي بالتعددية وحقوق املثلين الجنسين، خارج إطار «التلون». وحملت الصحف الغربية تصريحات بدت صادمة لـلـداخـل الـســعــو­دي مــن حـركـيـن، ســرعــان مــا نفوها بعد عودتهم وإثارة الجدل حولها، كتصريح أحدهم لصحيفة سويدية بــأن املثلية الجنسية «ال تخرج مــن اإلســــال­م، وأنــهــا ال تـسـتـلـزم عـقـوبـة فــي الدنيا»، وتناولها بطرح وصفه مراقبون غربيون بـ «املختلف والــــجــ­ــريء». والـــتـــ­ف عــلــى ردة الــفــعــ­ل الــغــاضـ­ـبــة من تصريحه بتأكيده أن املثلية جنسية محرمة، وأنه لم يقل بغير حرمتها، فيما تجاهل جوهر تصريحاته املــثــيـ­ـرة الـكـامـنـ­ة فــي أنـــه «ال تـسـتـلـزم عــقــوبــ­ات على الشواذ في الدنيا». وفـــي الــلــقــ­اء ذاتــــه مــع الـصـحـيـف­ـة الــســويـ­ـديــة، رفض القول بإنكار محرقة اليهود على يد النازين األملان (هــولــوكـ­ـوســت)، متناسيًا أنـــه قــد سـبـق أن وصفها فـي لـقـاء تلفزيوني قبل أعـــوام قليلة بأنها مبالغة حـولـتـهـا املــؤســس­ــة الـصـهـيـو­نـيـة إلـــى خــدعــة ولعبة سياسية، منتقدًا تقديسها ومعاقبة منكريها. وبينما كـان ال يفوت أي محفل للتنديد بما ينعته «محاوالت التغريب» لتطبيع االختالط بن الجنسن في اململكة، أطل عند تسلمه جائزة في إسبانيا تعج بــــ«االخـــتــ­ـالط» لتضعه فــي مــوقــف مــحــرج، ليعاود التبرير بــأن «التغريبين» يقفون وراء نشر صور تسلمه الجائزة بجانب املرأة األجنبية! وفـي ذات «الـولـع بمناهضة االخــتــا­لط»، ظهر دعاة مــســكــو­نــون طــيــلــة عــقــود عــــدة بـــ«فــوبــيــ­ا االختالط املــحــرم»، فــي مـحـاضـرات خـــارج الــبــالد «مختلطة»، ليبرروا الحقًا أمام الرأي العام بأن طبيعة املجتمعات هي الفاصل في املسألة، وملحوا إلى أن ما هو محرم على السعودين قد يكون مباحًا لغيرهم! وحـــــاول حــركــيــ­ون الــتــســ­ويــق ألنــفــسـ­ـهــم عــبــر نافذة «تـحـديـث الــتــراث» إلــى املنظمات واملــراكـ­ـز البحثية الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر، التي هزت منهاتن، وامـتـدت انعكاساتها إلـى العالم، فـي وقـت كـانـوا ال يزالون يكسبون بخطاب اإلقصاء و«تقديس التراث»، فمع تسويقهم تجديد الــتــراث اإلســالمـ­ـي وتحديث الخطاب الديني إلى الخارج، أصدروا بعدها خطابا موقعا من 21 نجمًا من نجوم الحركين يدعون إلى «الـجـهـاد ضـد الــقــوات األمـريـكـ­يـة» فـي الــعــراق، وبدا أن الجمهور الداخلي السعودي هـو املستهدف من نــشــره، كــون املــقــاو­مــة الـعـراقـي­ـة بـمـا فيها الفصائل املتطرفة لـن تنتظر حينها توجيها مـن 21 داعية سعوديا ليحثوهم على القوات األمريكية!. ومـــع انـــــدال­ع الـــثـــو­رات الــعــربـ­ـيــة، حــــاول الحركيون الخليجيون تقديم خطاب أكثر انفتاحًا -يتناقض إلـى حد كبير مع ما كانوا يرونه ثابتًا- ليطمئنوا القوى الغربية ويزيلوا التصورات الغربية املريبة من تحركاتهم، في وقـت كانوا يستثمرون الهجوم على الخطوات االنفتاحية في سوق العمل السعودي لكسب جماهيرية في الداخل. ويـــرفـــ­ض الـــعـــا­رفـــون بـمـنـهـجـ­يـة الــحــركـ­ـيــن وصف مراوغاتهم بـ«البراغماتي­ة» كما يرفضون وصفها بـ «الشيزوفرين­يا» كون الحركين يمارسون الخديعة والخطاب املزدوج عن وعي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia