الشرمي: من يتحدثون العجمى ويتركون العربية اعتقادا بالرقي.. ظنهم مقلوب
أكد إمام وخطيب املسجد الحرام الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة أن الذين يستبدلون العجمى بالعربية، ظنا منهم أنها عالمة الرقي ومكمن االفـتـخـار، فظنهم لعمرالله ظـن مـقـلـوب، واسـتـسـمـان لــذي ورم، نعم قـد يبلغ التعامل بغير العربية مبلغ الـضـرورة، أو الحاجة، أو التحسني، وال حـرج في ذلك، لكن الحرج كل الحرج في أن تحل تلك اللغات محل اللغة العربية أو تتقدم عليها أو تساويها. وأضــاف الشريم أنـه ليس من الفهم السليم التشدد في منع تعلم غير العربية واألمــة بحاجة ماسة إلـى أن تكون في الصفوف األولــى دينيا وعلميا وحضاريا وسياسيا واقتصاديا، فإنه ال يمكن أن يتحقق ذلكم دون تعلم غير العربية، وال يقف ضد ذلـك من أدرك الـضـرورة إلـى ذلـك والحاجة، والـواقـع أن التعلم ال يقف عند علة أمن املكر، بل إنه يتجاوزها إلى ما هو أبعد من مجرد األمن بمراحل، وإنما الحاصل وجماع األمر في هذا أال يزاحم ذلكم كله اللغة األم، لغة القرآن والسنة، لغة األمة التي جعلها الله وسطا ليكون ذووها شهداء على الناس. وبني الشريم أن رقي املجتمع املسلم العربي وجالء هويته يكمنان في اعتزازه بدينه وتمسكه بلغته؛ فإن دين املرء ولغته هما أسان لالنتماء الحقيقي وقطبان، فالدين قلبه واللغة لسانه، وملا كان اللسان رشاء القلب وبريده فإن اللغة فرع عن الدين. وأردف لن تستطيع لغة في الوجود مقاربة اللغة العربية فضال عن مجاراتها، بل إن كثيرًا من لغات العالم تحوي كلمات ذات أصل عربي، كيف ال وقد تميزت بحروف متكاملة، مصنفة على مخارج نطقها من الحلق إلى الشفتني، يضاف إلى ذلكم تميزها بسبعة أحرف ال توجد في لغة أخرى غيرها، وهي الضاد والظاء، والعني والغني، والحاء والطاء والقاف، وال غرابة في ذلكم فـإن اللغة العربية تركة مـاض أصيل، وغنى حاضر مشرق، وميراث مستقبل مشرئب، وهذه األزمنة الثالثة ليست إال أعمار األمم املسطرة عبر التاريخ؛ لذلك شرف بها كثيرون ممن ليسوا من أهلها أصال ممن كان لهم السبق في بناء صرحها البديع.