Okaz

الوحيد الذي يحتفي بأذنه

- إبراهيم الحسين * * شاعر سعودي

* غرفة فان جوخ لم يمنعني الجو املاطر من الـذهـاب إلـى غرفة فـان جــوخ، لعلي أعثر على أذنه، فتقودني إليه، أو قطعة فحم تشدني من ذراعي وتشير إليه، أو ربما وجـدت حقا من حقوله ما يـزال محتفظًا بآثار خطواته فأتبعها، أو شيئًا من نظرته، ما يزال معلقا هـنـاك، ويـرتـب لـي لـقـاء مـعـه، هـكـذا وبــا مـقـدمـات، داهمتني الرغبة، وبشكل ملح، في التحدث ولو قليا معه. * أمانة الشتاء يبدو أن الشتاء، يعيد لألذن هيبتها، يرد إليها ما فقدته، طيلة فصل كامل، يجرف ما تراكم ومنع وصـول األصــوات إليها تامة، يجز األعــواد التي تعيق خطوها، األصـوات التي لم تكن تصل إال منهكة أو مصابة، وقد تسقط قبل مسافة فا تصل، يظهر أن الشتاء، يرفع حواجز املرء التي كانت تمنعه من قطع الطريق إلى نفسه، فتجعله يصلها بعد قطيعة، هدير عبور السيارات الذي يشبه هبوب ريح، يجأر سريعًا ثم يتضاء ل، يخفت ويختفي، ذاك الهدير ليس غير نداء من الخارج، غير حياة تــجــري وال تـتـوقـف هــنــاك، غـيـر حــديــث خـــاص مـتـقـطـع وأنت الوحيد املعني به، الوحيد الذي يحتفي بأذنه التي ردت إليه، بفضل عدالة ونزاهة أو هي أمانة الشتاء.

 ??  ?? فان جوخ
فان جوخ
 ??  ?? إبراهيم الحسين
إبراهيم الحسين

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia