السعودية والكويﺖ.. البيﺖ الواحد
اتـسـمـت الــعــالقــات الـثـنـائـيـة بــني املـمـلـكـة والـشـقـيـقـة الكويت بــطــابــع أخــــوي حـمـيـمـي خــــاص، وتــمــيــزت بــخــصــائــﺺ لها داللــتــهــا، فـــاإلمـــام عــبــدالــرحــمــن الـفـيـصـل آل ســعــود، ونجله املــلــك عـبـدالـعـزيـز آل ســعــود – رحـمـهـمـا الــلــه – حـــال ضيوفًا على الـكـويـت، فـي عــام ،1891 إبــان فـتـرة اسـتـعـداد املؤسس الستعادة عاصمته الـريـاض عـام ،1902 وكــان محل إجالل وتـقـديـر وحــفــاوة الـشـيـوخ فــي تـلـك الـحـقـبـة؛ مــا أسـهــم بهذه املـواقـف النبيلة فـي توطيد العالقات التي تتخطى مفهوم الجوار إلى األخوة، والشراكة في املال والدم. وعزز التأسيس الراسﺦ للعالقات أواصر التعاون والتحالف مــا ســــّرع تــجــاوز الـكـثـيـر مــن الــعــقــبــات والــتــحــديــات فــي ظل روح االنــســجــام واملــــــودة، وكــــان الــبــلــدان عــلــى وعـــي وإدراك بأهمية حفﻆ روابط البيت الواحد على املستويني الحكومي والشعبي، وغدت االتفاقيات املوقعة في أجواء نقية نموذجًا رائدًا للتكامل والتعاون بني البلدين في جميع امللفات. وفـــــي عـــهـــد خـــــــادم الـــحـــرمـــني الـــشـــريـــفـــني املـــلـــك ســـلـــمـــان بن عبدالعزيز آل سعود، غدت املصالح املشتركة مع األشقاء في دولة الكويت متكاملة، ومتجانسة، خصوصًا عقب تأسيس مجلس التنسيق السعودي الكويتي، الـذي ردف دعم العمل الثنائي املكثف بـني البلدين، ووثــق عــرى العمل الخليجي والعربي املشترك. وتظل العالقات أقوى متانة وأكثر رسوخًا برغم كل األحداث التي عصفت وتعصف باملنطقة، في ظل ما تضفيه املشاعر األخـويـة مـن أبـعـاد إستراتيجية دفعت بالشقيقتني إلعالن الوقوف صفًا واحـدًا والـرد بيد واحـدة ضد كل من تسول له نفسه املساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما. وال يــنــفــك الــخــطــاب الــســيــاســي لــلــبــلــديــن عـــن تــأكــيــد وحدة املـسـيـر واملــصــيــر عـبـر مــواقــف مـعـالـجـة الـقـضـايـا بالرسائل الــرســمــيــة، أو االتـــصـــاالت الـهـاتـفـيـة، أو الـــزيـــارات املتبادلة، وتـــوافـــقـــت الــتــوجــهــات عــلــى رؤى مــشــتــركــة مــنــهــا مكافحة اإلرهاب والتطرف، والتصدي لنشاطات املنظمات اإلرهابية، والتنسيق املستمر في املستجدات كافة. وترجم مجلس التنسيق السعودي الكويتي عمق الروابط بالتوافق الكبير بني نهﺞ البلدين، وتخطيطهما للمستقبل، وفق نهﺞ سياسي معتدل، والوصول إلى التكامل، في سبيل تحقيق أمن ورخاء وسعادة الشعبني، وتعزيز مراتب البلدين على مستويات دولية. وما زيارة أمير الكويت الشيﺦ مشعل األحمد الجابر الصباح، والوفد الرسمي املرافق له، اليوم للمملكة إال دليل واضح على التقارب الكبير في األولويات واملبادرات املؤكدة دائمًا وأبدًا بأن العالقة السعودية الكويتية تعد مضرب مثل في صفاء أجوائها واتساع أفقها ورحابة مداها.