خالد السليمان ابتسامة العدالة !
سئل مـسـؤول عدلي ملــاذا ال يبتسم القضاة، فأجاب للقضاء هيبته فال ابتسامة وال «تكشيرة» أيضًا، بل أداء مهني يلتمس العدالة ويحفﻆ كرامة املتخاصمني وحقوقهم، هـذه حقيقة، ال أريــد ابتسامة وال مزاحًا وال لطفًا من أي قائم على تطبيق القانون، بل إنصافًا للحق وإحقاقًا للعدل وحفظًا للكرامة ! األمـر ال يقتصر على القضاة وحدهم، بل يشمل كل مـن لـه صلة بﺈنفاذ سلطة الـقـانـون، كـرجـال الشرطة واملـــــرور والــنــيــابــة والـــجـــوازات والــجــمــارك وغيرهم عـنـد الـتـعـامـل مــع اﻵخـــريـــن، أو أي مــوظــف يتعامل مـع الجمهور فـي القطاعني الـعـام والــخــاص، فأنا ال أبحﺚ عن عالقة شخصية ودية بل عن إنجاز معاملة وتحقيق مصلحة قائمة على نصوص النظام بكل احترام متبادل ! الـبـعـض لــألسـف يـظـن أن الـفـظـاظـة جــزء مــن وسائل فــــرض هــيــبــة شــخــصــيــة الـــقـــانـــون، وهـــــذا خــطــأ يقع الـــبـــعـــض خــــاصــــة حـــديـــثـــي الـــتـــخـــرج أو االلتحاق بالقطاعات املرتبطة بﺈنفاذ سلطة القانون، لكن ما يكسب الهيبة فعليًا هو األداء الحازم في الحق الذي ال ينقصه االحترام وحفﻆ الكرامة ! ورغم أن األجيال الجديدة من رجال العدالة والقانون متعلمون ومدربون، ويملكون قدرًا كبيرًا من الكياسة والــلــبــاقــة ويــحــســنــون الــتــعــامــل مـــع اﻵخــــريــــن وفق معايير واجـبـات الوظيفة، إال أن سـوء تصرف القلة قد يشوه الصورة العامة ويقوض جهود املسؤولني في األجهزة العدلية واألمنية لتعزيز العمل املحترف واملنضبط ! لقد تغيرت أشياء كثيرة في ميدان تحقيق العدالة وتطبيق القانون بفضل إصالحات األنظمة وتطوير الــــقــــوانــــني وارتـــــفـــــاع وتـــعـــزيـــز الــــوعــــي لـــــدى جميع األطــراف بالحقوق والواجبات التي تنظم العالقات والتعامالت، وال نملك سوى أن نمضي في تعزيز هذا الوعي وترسيﺦ ممارساته املهنية الصحيحة !