Okaz

الحد المقبول من الراحة

-

إن مـمـا يـفـقـهـه اإلنــســا­ن الــعـــار­ف هــو مــا تحتمه تـغـيـرات الـوقـت ومــا تستدعيه غالبًا فـي وجوب الــتــأقـ­ـلــم مــعــه فـــي أمـــــوره املـــرنــ­ـة الــتــي ال تخالف مبدأ وال قيمة، ومن ذلك هي العالقات اإلنسانية وباألخﺺ بني الزوجني، بما أنهما أكثر من يواجه املشاكل لكثرة اختالطهما ببعض وإحساسهما بــاالرتــ­بــاط الـــذي قــد يـبـدو أحـيـانـًا ثـقـيـال أو غير مبرر في بعض صـوره التي تحيطه بإطار قاتم وضيق. وبما أننا في زمن كثرت فيه مشاغله وضاق وقته، وفتح على بعضه، وبذات الوقت تحثه نفسه على أخذ الحيطة، وبات على نمط يحب تلك املساحة مــن الــراحــة وعـــدم الـضـغـط واســتــنـ­ـزاف الـــذات من الطرف اآلخر بشكل كبير ومؤذ؛ فتجد أن الغالبية تمنحهم الحياة التي ال تقيد وال تعقد وال تصبح شبيهة بسباق القفز فوق السياج، وأي خطأ فيه يـكـب فــرســه عـلـى وجــهــه، وال أســالــيـ­ـب املحاسبة والــتــجـ­ـريــح والــتــحـ­ـدي واملــالحـ­ـقــة والــلــوم وكثرة العتاب والتشكي. إنـــمـــا هــــي تـــلـــك الـــحـــي­ـــاة املـــريــ­ـحـــة لـــطـــرف­ـــني بما يبقيهما على صلة وثيقة تحمل كل مسؤوليات الحياة وودهــا وسكينتها، وحفظها وكرامتها، ومـــصـــا­لـــحـــهـ­ــا، وفــــــي ذات الــــوقــ­ــت تــــكــــ­ون أشبه باألرجوحة التي تسليك في الهواء أينما ذهبت بك إلى أي اتجاهيها. برأيي أن طبيعة الحياة اليوم تصنع منا نوعًا مختلفًا، قـد ال يكون متباينًا كثيرًا مـع املاضي، بــقــدر مــا أصــبــح أكــثــر تـعـقـيـدًا حـتـى ولــو لــم يكن كـذلـك فـي أصــل تركيبته، ولـكـن هـي أحــد أشكاله الراهنة ولو كانت مؤقتة متقلبة. لﺬلﻚ ما يحﻔﻆ ﻃول العﺸرة وبقاءﻫا والعاﻃﻔة بﻬا، ﻫو معرفة ﻫﺬا والتﺄﻗلم معﻪ لمن لم يعﻬده، أما من أدرك ﺣكمتﻪ فﻬو يجد لﺬتﻪ دون أن يبدي تﺄفﻔًا واستﻐرابًا، أو يبحث عن النمﻂ التقليدي الﺬي ليﺲ بالضرورة أن يكون ﻫو الﺼواب، أو باألﺻح ﻫو السعادة التي نبتﻐي.

 ?? ?? حسناء محمد H_Hashimi@yah
حسناء محمد H_Hashimi@yah

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia