زكي داغستاني.. أطفﺄ الجدري بصره فﺄضاءت بصيرته
ينفرد الشيﺦ محمد زكــي بـن عمر داغستاني (رحـمـه الـلـه)، بوراثته للقراءة الحجازية، وإتقانه للمقامات، فحنجرته النورانية، أضاءت صدورًا بروحانية اإليمان، وعمرت دورًا بالطاعة للرحمن، وسطع وهﺞ آيات الذكر الحكيم على لسان شيﺦ شغله (القرآن) تعلمًا وتعليمًا، وإن كان نال الجدري من بصره، فإن الله أنار ببركة القرآن بصيرته. والــشــيــﺦ زكــــي مـــن مــوالــيــد مــكــة املــكــرمــة عام 54٣١هـــــــــ، وأصـــيـــب بـــالـــجـــدري وعـــمـــره سنة ونــصــف الـسـنـة، ففقد بــصــره، وحــفــظ القرآن الكريم عـن طريق االسـتـمـاع، وفــاز بتجويده وقــــراءتــــه فـــي عــــام 96٣١هـــــــــ بــــروايــــة حفص عـن عـاصـم، على يـد شيﺦ الـقـراء الشيﺦ أحمد حجازي، ثم أعـاد مراجعته معه مرة أخـرى عام ٠٧٣١هـ، ونال إجازة تاوة القرآن الكريم وتدريسه عام 4٧٣١هـ وقرأ أيضًا على الشيﺦ جعفر جميل. ثــم عـمـل مــدرســًا لــلــقــرآن الــكــريــم فــي الــحــرم املــكــي الشريف، وفي عام ٢٨٣١هـــ عني معلمًا ملـادة القرآن الكريم بــوزارة املعارف في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم االبتدائية (تسمى حاليًا مدرسة الشيﺦ عبدالعزيز بــن بــاز لتحفيظ الــقــرآن الــكــريــم)، وتــخــرج على يــده عدد كبير من حفظة كتاب الله، منهم محمد أيوب يوسف، عبدالله نذير، عبدالغفور عبدالكريم عبيد. ولـلـشـيـﺦ - رحــمــه الــلــه - نــشــاط واســـع ومــشــاركــات فـاعـلـة فــي اإلذاعة والــتــلــفــزيــون واالحــتــفــاالت املـلـكـيـة الــرســمــيــة، إذ كـــان من الــقــراء األوائـــل باململكة، وعـرفـه الكثيرون مـن خال صــوتــه املـتـمـيـز بــالــقــراءة الــحــجــازيــة املشهورة، وكــان يؤكد دومــًا لطابه على ضــرورة تطبيق أحـــكـــام الــتــجــويــد فـــي قــــــراءة الـــقـــرآن الكريم، ويــرى أن املقامات مكملة ومحسنة للتاوة، ويــفــضــل تـعـلـيـمـهـا حــتــى يـسـتـطـيـع القارئ املحافظة على األوزان والطبقات الصوتية أثناء القراءة، وينصح طابه دومًا بضرورة املــراجــعــة املـسـتـمـرة لـلـقـرآن الــكــريــم، ويذكرهم بالحديث النبوي (تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نـفـس مـحـمـد بــيــده لـهـو أشـــد تـفـلـتـًا مــن اإلبــــل في عقلها) رواه مسلم. أصيب الشيﺦ زكــي داغستاني بمرض الشلل الـرعـاش في عام 5٠4١هــ، وعانى منه الكثير لعدة سنوات وانقطع عن الناس في السنوات األخيرة من عمره عندما زاد عليه املرض، وانتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة ١٢/5/5٢4١هـ املوافق 9/٧/4٠٠٢، وصلي عليه في الحرم املكي الشريف عقب صاة املغرب ودفن بمقابر املعاة.
أﺻيﺐ ﺑالﺠدري وعمره ﺳنﺔ ونﺼﻒ السنﺔ وﺣﻔﻆ القرآن عﻦ طريق اﻻﺳﺘماع
اﻧﻘﻄﻊ ﻋﻦ الﻨﺎس في السﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻋﻨدﻣﺎ زاد ﻋﻠﻴﻪ الﻤﺮض