«صفقة غزة»
لماذا رفﺾ مﺠلﺲ اﻷمﻦ الوﻗﻒ »الداﺋم« ﻹطﻼق النار ؟ في طريق مسدود
يبدو أن املحادثات املاراثونية بني حماس وإسرائيل للتوصل إلــى وقــف إطــاق الـنـار فـي غــزة قـد انهارت، إذ كـشـفـت هـيـئـة الــبــث اإلســرائــيــلــيــة، أمـــس (اإلثنني)، أن املـفـاوضـات الـجـاريـة منذ أشـهـر دخـلـت فـي طريق مـــســـدود. وأفــــــادت، أن الــطــريــق أغــلــق بـسـبـب مطالب حركة حماس، التي رفضت بقاء القوات اإلسرائيلية فــي غـــزة خـــال الــهــدنــة.ووفــقــًا لـلـهـيـئـة، فـــإن إسرائيل لـن يكون لها «حــق الفيتو» على قائمة املـفـرج عنهم مقابل الجنديات، بل وافقت على اإلفراج عن ٧ أسرى مـحـكـومـني بــاملــؤبــد مــقــابــل كــل جــنــديــة، فـيـمـا اعتبر مسؤول إسرائيلي، أن تل أبيب وافقت على دفع أثمان بـاهـظـة فــي املــفــاوضــات األخــيــرة بــالــدوحــة، فــي حني تعنتت حركة حماس، على حد قوله.من جهته، اتهم عضو املكتب السياسي لحماس حسام بدران، اإلدارة األمريكية بأنها سبب أساسي في تعطيل أي اتفاق مع إسرائيل بشأن غزة. وقال، في تصريح له أمس، إنه ال يمكن اعتبار املوقف األمريكي وسيطًا، بل هو شريك أساسي وسياسي وعسكري في دعم االحتال. واعتبر أن اإلشكالية في االتفاق مع إسرائيل ليست مرتبطة بـــاألســـرى وأعـــــدادهـــــم، إنــمــا تــتــمــثــل فـــي أن الجانب اإلسرائيلي يرفض أن يعطي أي ضمانات للوسطاء في القضايا األساسية في حياة الناس في غزة. وجدد بدران التأكيد على أن أولويات «حماس»، تتمثل في وقــف الــحــرب على غـــزة، وإدخــــال املــســاعــدات، وعودة النازحني، وخطة واضحة إلعادة اإلعمار، مؤكدًا أنها ال تقتصر على اإلفراج عن األسرى، كما يروج الجانب اإلسرائيلي. في غضون ذلك، وافق مجلس األمن الدولي، أمس، على تمرير مشروع قرار وقف إطاق النار في غزة، وفيما امـتـنـعـت الـــواليـــات املــتــحــدة عــن الــتــصــويــت، أضافت روسيا تعديا على مشروع القانون وهو كلمة وقف نار «دائــم»، إال أنه لم يتم املوافقة على التعديل، وتم التصويت على النسخة األسـاسـيـة. وطـالـب املجلس بـــإفـــراج فــــوري وغــيــر مـــشـــروط عـــن جــمــيــع الرهائن، مشددًا على الحاجة امللحة لزيادة املساعدات إلى غزة وطالب بإزالة جميع العوائق أمام تسليمها.
جرائم الحرب واإلبادة الجماعية. يوم الثاثاء املاضي أعلنت كندا أنها حظرت تصدير األسلحة إلسرائيل، وقبلها دول أوروبية فعلت أو هددت بفعل ذلك مثل: هولندا وبلجيكا وإسبانيا وأستراليا وإيرلندا ونـيـوزيـلـنـدا. بريطانيا أيـضـًا هـي األخـــرى هــددت باتخاذ هــذا اإلجـــراء. بعض الدول األوروبية، مثل بلجيكا أعلنت اعتزامها االنضمام لجنوب أفريقيا في قضية اإلبادة الجماعية املرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. حتى الواليات املتحدة هددت بوقف تصدير األسلحة إلى إسرائيل لو حكومة نتنياهو أقدمت على اقتحام مدينة رفح، دون اتخاذ اإلجـراءات الكافية لحماية املدنيني. قالها صراحة وزير الخارجية األمريكي يوم الجمعة املاضي عند مغادرته إسرائيل: إن عملية عسكرية كبيرة في رفح ستعزل إسرائيل تمامًا عامليًا. األربعاء املاضي، من جانبه، أكد تشاك شومر زعيم األغلبية في مجلس الشيوخ موقفه ضد رئيس الوزراء اإلسرائيلي، ومـطـالـبـتـه بــإجــراء انـتـخـابـات مـبـكـرة فــي إســرائــيــل، بــرفــض طـلـب نتنياهو التحدث لألعضاء الديمقراطيني في مجلس الشيوخ عبر الفيديو. كل ذلك التحول في تلك املجتمعات الديمقراطية ما كان له أن يتطور لوال حراك الشارع السلمي، الذي استفزته جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، حيث خشي الساسة في السلطة املخاطرة بفقدان تأييد وثقة دوائرهم االنتخابية عند أي انتخابات عامة قادمة. من يحكم دول الديمقراطيات الغربية، هذه األيام، ليست النخب السياسية التي تشغل مناصب السلطة في مؤسسات الحكم الرسمية بل «حكومات الـشـوارع»، التي تصعد يـومـًا بعد يــوم حـراكـهـا السلمي تـحـذيـرًا ملـن هـم فـي السلطة، بانتزاعها منهم ساعة الحساب (يوم االنتخابات).