حربنا على المخدرات!

في برنامﺞ الليوان الـذي يقدمه اإلعامي عبدالله املديفر تم تخصيص حلقة استثنائية وبشفافية بالغة تناولت املـخـدرات في اململكة، وتـم تسليﻂ الضوء على هذه اﻵفة؛ أخطر أنواعها وانتشارها وترويجها والحملة األمنية الكبيرة ضدها وعواقب املخدرات القانونية واالجتماعية، وهناك بعض املاحظات التي لفتتني في الحلقة ووددت التعليق عليها. اشتمل التقرير على لقاء مع مدير عام مكافحة املخدرات سعادة اللواء محمد القرني الذي استهل حديثه بأننا «بلد مستهدف»، وفي الواقع أن هذه الجملة قد تكون عابرة لـدى البعض ولكنها مهمة، ومهمة جـدًا ألسباب سـوف أحاول توضيحها، حيث أعلنت املديرية العامة ملكافحة املـخـدرات في شهر أغسطس ٢٢٠٢م ضبﻂ وإحـبـاط عملية تهريب احتوت على 4٧ مليون قـرص من مادة اإلمـفـيـتـامـني املــخــدرة فــي حــاويــات الـدقـيـق وتنقلت الشحنة مــن بـلـد إلــى آخر ومن ميناء إلى ميناء للتمويه وتضليل جهات الرصد حتى وصلت إلى ميناء الـريـاض الـجـاف، كما تـم إحـبـاط عملية سابقة تحتوي على ٧٢١ مليون حبة إمفيتامني و5٧ كيلو من مادة الشبو قبل وصولها للمملكة، وعندما يتم ضبﻂ «طن ونصف» من مادة الشبو املخدرة خال الحملة األمنية األخيرة، وبحسب إفادة مدير األمن العام الفريق محمد البسامي، الذي أفاد أيضًا أن أكثر من نصف معدل الجرائم فـي اململكة بسبب املــخــدرات، وأنــه خــال الحملة تـم ضبﻂ أكثر من ٧6 مليون حبة إمفيتامني وأكثر من ٢٢ طنًا من الحشيش و4٧١ كيلو من مادة الكوكائني، فما هو التحليل املنطقي لهذا الضﺦ واإلغراق للمخدرات داخل اململكة؟ أليس استهداف إجرامي لتدمير شبابها؟! تنتشر مادة الشبو بشكل واسع وبطرق مختلفة ومتجددة مما يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعنا، فالشبو مادة إدمانية بشعة وسريعة التأثير سلبًا على الفرد واملجتمع، حيث صنفت بأنها أقـوى وأخطر أنــواع املخدرات على اإلطـــاق وتـتـحـول داخــل الـجـسـم، بـاإلضـافـة إلــى خصائصها االنفعالية واإلجـــرامـــيـــة إلـــى مــــادة اإلمــفــيــتــامــني لـيـصـبـح الــشــخــص تــحــت تــأثــيــر مادتني خطرتني تتحكمان بانفعاالته وسلوكه وتحفيز السلوك اإلجرامي لديه جراء الذهان وغياب السلوك املستقيم للشخص الطبيعي، وهي ببساطة مادة صناعة املجرم وفعل الجريمة في غضون دقائق من تعاطيها، وهي املـادة األسـرع في إدمانها من أول جرعة. بحسب نظام مكافحة املخدرات، تم استثناء العقوبة ضد املتعاطي املتقدم بطلب العاج سـواء تقدم بذاته أو عن طريق ذويــه، وهـذا االستثناء قائم بنص املادة والنظام، وعليه فإن التقدم بالباغات هو واجب وطني ومتاح على مدار الساعة على الهاتف املجاني 995 مع ضمان السرية والخصوصية، فالدولة وأجهزتها األمنية تسعى إلى تطهير الوطن من هذه اﻵفة أو الحد منها بشتى الطرق املتاحة واملبتكرة وذلك بالرصد الدقيق لعمليات تغذية املروجني داخليًا ورصد وتتبع املجرمني والكيانات الخارجية على الصعيد الـدولـي، والـضـربـات االستباقية لعمليات الضبﻂ املتقدمة واملعتمدة على قواعد من البيانات املتقدمة. عطفًا على عبارة «إننا بلد مستهدف»، فإنني هنا أطرح عبارة وردت على لسان أحد املروجني (سعد) في حلقة الليوان الـذي قال إن أسعار مـادة الشبو املدمرة انخفض عن السابق بشكل كبير، حيث نزل سعر الغرام من ٠٠٢١ ريال إلى ٠5 ريــاال! وإن املهربني متهاونون جـدًا فـي عمليات دفـع املقابل املـالـي، بـل إنهم ال يحرصون على التأخير في الدفع أو حتى عدم السداد! أليس هذا النزول أو لنقل «التنازل» له محركاته وأسبابه الستهداف مجتمع آمن ومستقر؟ حفظ الله هذا الوطن بشبابه وشاباته وقيادته ورجال أمنه.