الويل والثبور لهذا الداعية
بالله عليك، هل تستيقظ في الربع األخير من الليل من أجل أن تدعو على خلق الله بالويل والثبور. ولو كنت مؤمنًا حقًا ملا فعلت هذا أبدًا، فمن مأل الله قلبه إيمانًا وورعًا ال ينشغل باإليذاء. أو أن تتلقى وصـيـة بتكثيف دعــائــك فــي العشر األواخـــر على أناس بعينهم، أو أنـاس منتشرين في األرض بِملل وِنحل مغايرة لك، فأي توصية هذه، وأي عقل يحرص على تنفيذ تلك الوصايا؟ وإذا كــان اإليــمــان راســخــًا باستجابة دعــواتــك، فـلـمـاذا ال توجه دعـــاءك بالخير لكل الــنــاس، وألن منفذ الــدعــاء هـو الفم، فلماذا ال يكون هذا املخرج حاما للدعاء بالخير لكل البشر، أم أن حمر النعم ليس لها ذكـر فـي حياتنا اليومية؟ كــمــا أن الــــدعــــاء بــحــلــول مـــــرض الـــطـــاعـــون على املخالفني ليس متواجدًا، وأقصى مرض معاصر هو السرطان، فأصبح الدعاء به على املخالفني هو الدعاء الفاخر. وإذا كــان مـخـرج الــدعــاء واحـــدًا، فــإن فــؤاد الــداعــي به لوثة، فيقدم الخبث فا تستقيم معه دعوات الخير. ومــن اسـتـوطـن فــي داخــلــه الــكــره فـهـذا ال يستبني الـحـب الذي أوصى به الله في كل األديان، فكيف ألي إنسان اختيار مفردات الكره أكثر من مفردات الحب في الدعوة إلى الله؟ هذه البغضاء تصب ليا ونهارًا على من يخالفك الرأي في املعتقد، أو يكون على دينك ويختلف معك في فهم الدين، فلماذا تسخر األفواه في إيذاء املختلف معك؟ والسؤال الحقيقي الذي يستوجب هزة في كل حني: كيف يمكن تخفيف اإليغال في الكره؟ هذا السؤال ليس قادمًا من الفراغ أو عن حالة افتراضية، وإنما أتحدث عن الواقع الذي طغت فيه الكراهية في جوانب الحياة املختلفة. وطــغــيــان حــالــة الــكــره يــدلــل عـلـى رقـــة فـكـر الـــكـــاره، فكلما تواضعت معرفة اإلنـسـان كلما كـان برميا قـابـا لانفجار، فقﻂ يحتاج إلــــــــــــــى تعبئة بمزايا اإليذاء في سبيل الله لينفجر بمجرد مخالفة اعتقاده. ولـو كـان لـدى املبغض معرفة تبعده عـن التعبئة ملـا احـتـاج إلـى سن لسانه، وتفريﻎ حمولة الكراهية التي يحملها. وقـلـيـل املـعـرفـة هــو بـرمـيـل املــحــرضــني، ويــا كـثـر الـبـرامـيـل املدحرجة في حياتنا، واملحرضون يبحثون عن تلك البراميل لنشر فيروسات الكره. ومناسبة هذا القول، وصول دعوات الكره على الداعية وسيم يوسف (الترند). وجل املحرضني استخدموا البراميل املتدحرجة في صب الدعاء بالويل والثبور على إنسان أعلن أنه أصيب بداء (السرطان).. والداعية وسيم له آراء تخصه، وملجرد اختاف تلك اﻵراء مع البعض تم تحويله إلى مادة لنفث الكره. وإذا كان الداعية (وسيم) على مذهب الداعني عليه بالويل والثبور، وتركيز الدعاء بأن ال يشفيه الله مما أصابه، فكيف الحال مع املخالفني في املذهب، وفي الديانة؟ صدقًا ال تنفع النصائح مـع رقيق العقل، وال تنفع معه الــدعــوة إلــى تـوسـيـع مـــداره املـعـرفـي، واملـقـابـل لــهــذا، التوصية املعكوسة: ال ينفع اإلصغاء إليه، فاألمر النافع هو إهماله. وإن تزايدت أعداد الكارهني، فاألمر يشير إلى أهمية تكثيف مصادر التنوير لعقليات مظلمة. مع ماحظة أن هذه العقليات تتناسل تناسا طرديًا، فوجود هذه الــنــوعــيــة مــنــذ مــئــات الــســنــوات، ومـــع ذلـــك فـــإن حالة التنوير تقلل مـن وبــاء وضخامة تلك األعداد.
ﻛلما ﺗواﺿﻌﺖ مﻌرفﺔ اﻹنسان ﻛلما ﻛان ﺑرميﻼ ﻗاﺑﻼ لﻼنﻔﺠار
مﻦ مﻸ اﻟﻠﻪ ﻗﻠﺒﻪ إﻳﻤاﻧا وورﻋا ﻻ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﺑاﻹﻳﺬاء