استجداء الذكور لﻸنثى وغريزة البقاء
ﻳﺒﻐﺾ مﻨﻬا اﻟﻘﺴﻮة واﻟﻬﺠر، ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻔﻘﺪ ﺑﺬﻟﻚ إﺷﺒاع ﺣاﺟﺘﻪ
عند اإلنسان غريزة مدفوعة جينيا بأن يخلف الذرية. فعن طريق خلفة الذرية يضمن اإلنسان البقاء. فهو يوزع جيناته إلى األبناء. ولهذا، فإن الرجل في شعره وأغانيه ال يمل من التعبير عن هذه الحاجة، ألنه في حالة استجداء دائمة لألنثى. ويريدها أن تتمتع بكل الخصال الشهية وأن تهيم في حبه، حتى يطمئن بأنها لن تخونه. ولهذا ال يمل الرجل من تكرار بغضه لألنثى الخائنة. ويكرر في شعره امتعاضه من األنثى التي ال تبادله الحب، ويبغض منها القسوة والهجر، ألنه سيفقد بذلك إشباع حاجته. كمستمعني وكمتلقني نتماهى نحن معشر الــرجــال مـع أنني الشاعر/املغني ومع حالة االستجداء التي يعبر عنها، حتى لو وصل إلى درجة الذل، فالكرامة يمكن أن تداس من أجل البقاء. وقع نظري على ديوان: دموع معلم، لشاعر بيش حسن أبوعلة. فلفتتني قــصــيــدة عــنــوانــهــا: كــل شيء فـيـك يــغــري. وقــمــت أبــحــث فيها عن استجداء األنثى، فوجدت األبيات التالية: إن ريـــــــــــــاك مـــــــن النسرين والنرجس أعطر وســـنـــا وجـــهـــك وضـــاحـــًا من األسحار أسحر وفـــــــــــــي قــــــصــــــيــــــدة أخـــــــــرى عــنــوانــهــا: مــن وحـــي حيران، يخاطب وادي ِسْر بمحافظة بيش ويذكره بمغامراته العاطفية، فيقول: ولقيا مرهف عذب تقضت في روابيكا غصني لني فعم إذا ما اهتز يغريك إن تمتع أنثى الشاعر بكل الخصال املشهية والسخية سيجعل من عملية نقل جينات الشاعر إلى أنثاه عملية ممتعة. في قصائد عـدة من الديوان يــكــرر الــشــاعــر استجداءه لــألنــثــى ولــنــفــس الهدف، لـــكـــن، ولـــألمـــانـــة فحديث الشاعر عن أنـثـاه قد خا تمامًا من مفردات الخداع والـــخـــيـــانـــة، مـــا يــشــيــر إلى املنزلة الرفيعة التي تحتلها األنـــثـــى فـــي قــلــب وعــقــل الشاعر، التي هي باألساس انعكاس لثقة الشاعر في نفسه. بل لم يفتأ الشاعر يحذر من العاشق الخائس واللئيم والــغــدار، ومــن الــذي يتقمص دور الحارس. يشير إلى ذلك ما ورد في قصيدته: شاكي الهوى يعذر، واصفًا والعني مني إلى سواه ال تنظر الحسن في وجه من تهوى ومن تذكر ويكرر ما قاله آنفًا في قصيدة عنوانها: شكوى إلى هند، فيقول: ال حسن يستهوي املـحـب وإن حـا فـي الــعــني.. إال حسن من يتعشق فألنت مـلء العني ساعة نلتقي.. وألنــت مـلء القلب إذ نتفرق ال شك بأن األغاني الذكورية طافحة باستجداء األنثى املمجوج. وهـروبـًا من ذلــك، وبهدف املقارنة، فـقـد وجــهــت اهـتـمـامـي مــؤخــرًا إلــى ســمــاع األغــانــي النسائية، لــدرجــة أن أغـنـيـة «حـــارت حــروفــي» قــد تملكتني. األغـنـيـة من كلمات الشاعرة غيوض، وأداء صانع األغنية السعودية الفنان محمد عبده.
ﻳكرر ﻓﻲ ﺷﻌره امﺘﻌاﺿﻪ مﻦ اﻷﻧﺜﻰ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒادﻟﻪ اﻟﺤﺐ