Okaz

حزب اللﻪ ونﻈرة الغرب

-

منذ صدور قرار مجلس األمن الدولي املطالب بوقف إطالق النار املحدد زمنيًا وسياسيًا في ﻏزة، ومراقبو اإلقليم مشﻐولون بتشريﺢ وتحليل حجم وصيﻐة النﺺ املتواضﻊ للقرار ﻏير امللزم والذي يفتقد من وجهة نظر البعﺾ إلى القوة واﻵلية التنفيذية، إال أنه في مكان ما، كـاف من وجهة نظر آخرين للقول إنه أول اختراق دولي في جدار هذه الحرب. فماذا يعني أن يصدر أول قرار أممي لحرب ﻏزة؟ وما هي األبعاد السياسية والعسكرية له؟ وكيف تقاس حسابات الربﺢ والخسارة لﻸطراف القريبة والبعيدة املعنية بـ «طوفان األقصى» ؟ وهل أحرزت حماس أول نقطة سياسية في هذه الحرب ؟ هل القرار الدولي الداعي لوقف النار وإطالق الرهائن هو البديل عن االتفاق الــذي لم ولـن ينضج كما يبدو بني القاهرة والـدوحـة؟ هل الـقـرار يعني إعالنًا رسميًا بفشل املفاوضات؟ وهل صار احتمال وقوع الهجوم اإلسرائيلي على رفﺢ أقوى بعد انتهاء رمضان؟ وما هو مصير الساحة اللبنانية قبل وبعد الهدنة؟.

قرار يفتقد الجدية واﻹلزام

وفي هذ السياق، اعتبر رئيس املنتدى اإلقليمي لالستشارات والدراسات العميد خالد حمادة، أن القرار الــصــادر عــن مجلس األمـــن يفتقر إلــى الـجـديـة وعـــدم اإللــــزا­م خـصـوصـا بـعـد كــل هــذه املــجــاز­ر ومطالبات املجتمﻊ الدولي برمته بضرورة وقف إطالق النار في ﻏزة. وانتقد امتناع الواليات املتحدة عن التصويت ثم التصريﺢ بأن القرار ﻏير ملزم إلسرائيل، بمعنى آخر أنها امتنعت عن ممارسة أي دور ملزم لحكومة نتنياهو رﻏم أنها تواجه الكثير من املشكالت مﻊ اإلدارة األمريكية. ولفت إلى أن القرار تشوبه عدة شوائب، إذ ليس له آلية تنفيذية وليس هناك جهة مكلفة بﺈطالع مجلس األمن على تنفيذه، وجل ما يمكن مالحظته عن جدية مجلس األمن هو ما جاء على لسان األمني العام لﻸمم املتحدة ﻏوتيريش عندما قال: «إن عدم تنفيذ هذا القرار «جريمة». وأضاف العميد حمادة، إن امتناع الواليات املتحدة عن التصويت له عدة دالالت، منها: أنها ال تريد املضي حتى النهاية في هذا الخالف املعلن، وأن دقة املوقف األمريكي مرتبطة باالنتخابا­ت الرئاسية واالنقسام داخل الرأي العام اليهودي ومجلس الشيوخ. ولفت إلى أن تصريحات زعيم األﻏلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر دليل قاطﻊ على وجود انقسام حقيقي في التوجهات اليهودية داخل اإلدارة األمريكية ما يلقي بظالله على املوقف األمريكي وما يمكن له أن يؤثر على رأي الجالية اليهودية، لذلك ال يبدو بايدن أنه سيﻐامر في منﺢ خصمه دونالد ترمب املزيد من الفرص. ورأى أن الــواليــ­ات املتحدة حتى اﻵن ربما تكتفي بأنها ال تﻐطي عملية عسكرية على رفــﺢ وتـحـاول أن تضﻐﻂ لتوفير أكبر عدد من املساعدات اإلنسانية مﻊ استمرار هذا التفاوض الذي لن يؤدي إلى نتيجة، وبالتالي تمﻸ الواليات املتحدة هذا الفراغ لﻸشهر القادمة في محاولة الحفاظ على هذا «الستاتيكو».

االرتدادات على الساحة اللبنانية

وأكد أن القرار لن يترجم في ﻏزة، ولن يترجم في لبنان، حتى لو كان القرار جديا في ﻏزة، فمنذ البداية أعربت اإلدارة األمريكية عن عـدم اقتناعها بنظرية وحـدة الساحات وعـن فصلها ما يجري في ﻏـزة عما يجري في لبنان، وبالتالي يمكن أن يضاف إلى عدوانية إسرائيل هذا املوقف األمريكي الذي يفصل بني الساحتني بصرف النظر عن موقف حزب الله تحت عنوان مساندة ﻏزة الذي فقد الكثير من بريقه، ألن قرار الحزب باملساندة خارجي ويخدم طرفًا يسعى للتفاوض مﻊ واشنطن عن طريق استخدام الساحة اللبنانية التي تدفﻊ حاليا الثمن. ولفت إلى إصرار نتنياهو على الظهور بمظهر البطل من خالل االنتصار في رفﺢ باعتماده على األكثرية املتطرفة التي ما زالت متوفرة لديه، إذ إنه يلعب بالوقت الضائﻊ، فنتنياهو يدرك تماما أن الواليات املتحدة ﻏير قادرة على فرض شروطها في هذه اللحظة االنتخابية التي تمر بها، ويدرك مدفوعا من أﻏلبية اإلسرائيلي­ني نحو املضي إلنهاء ما تبقى من ﻏزة، وعندئذ يمكنه التفاوض من موقﻊ القوة على مستقبل ﻏـزة وحتى يمكنه مفاوضة الـواليـات املتحدة على مستقبله السياسي والتوجه إلى الداخل اإلسرائيلي للقول إنه نجﺢ في إنقاذ املوقف واستدراك ما حصل في السابﻊ من أكتوبر. وأعرب العميد حمادة عن اعتقاده أن حزب الله لن يكون له أي دور، ولن يتﻐير الواقﻊ العسكري على الساحة اللبنانية، بل ستبقى مساحة قابلة للتصعيد أكثر من الوتيرة املوجودة حاليًا، كما أن فشل القرار األممي أو نجاح سواه في ﻏزة لن يعطي نتيجة في الداخل اللبناني. واعتبر أن املسألة في لبنان بالنسبة لﻸمريكيني مسألة حـدود بينما مسألة ﻏزة تكمن في حل الدولتني ومسار سياسي لم يبدأ بعد، ولكنه مرتبﻂ كثيرا بمصالﺢ الواليات املتحدة ومرتبﻂ بعالقات التطبيﻊ التي تطمﺢ واشنطن إلى املضي بها، وبالتالي املوقف في ﻏزة له عناصره، لكن املوقف في لبنان مسألة حدود يجب حلها بعد وقف إطالق النار على ما سمي بالخﻂ األزرق. أمـا فيما يخﺺ عـودة الوسيﻂ األمريكي آمـوس هوكشتاين، فهو لن زيارته األخيرة لبيروت وكانت واضحة تحمل عدة مسائل، أوالها فصل ثانيا: القول إن الحرب املفتوحة ﻏير قابله للسيطرة. وثالثا، إن كل النزاعات الحدودية بني لبنان وإسرائيل ومنها مزارع شبعا يجب أن تسوى بوجود الدول الثالث املعنية باملوضوع «سورية ولبنان وإسرائيل»، وبالتالي أخذ املبعوث األمريكي املوضوع إلى مكان آخـر بعيدا للقول إنـه جـزء من الصراع العربي اإلسرائيلي أو جـزء من املوضوع الفلسطيني، لذلك وكأن الـواليـات املتحدة حــررت إسرائيل من أي الـتـزام بوقف إطــالق النار أو التصعيد على الساحة اللبنانية، وبالتالي ستبقى هذه الساحة مفتوحة على كل االحتماالت.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia