Okaz

»داﻋﺶ«.. »دليﻔري« اﻹرهاب العالمي

- زياد عيتاني )بيروت( @ziaditani2­3

ال يشبه «داعش» أي تنظيم سياسي أو عسكري إرهابي في العالم. هناك نماذج كثيرة سبقته في التاريﺦ في الﻐرب والشرق، كما في الشمال والجنوب من هذه الكرة األرضية. إال أن كل هذه النماذج ال يمكن أن تشبه «داعش» بمكان. هو تنظيم «حسب الطلب» ويمكن أن نطلق عليه «دليفري اإلرهاب» أي خدمة التوصيل اإلرهابي في كل أنحاء العالم وقاراته؛ أفريقيا وآسيا وأوروبـا وأمريكا. هو في خدمة كل األنظمة واألجـنـدا­ت واملشاريﻊ، مستعد لتأمني طلبات القتل واإلرهــاب تفجيرًا، أو بﺈطالق الرصاص، وصوال إلى الذبﺢ بسكني. في موسكو، في ذاك الحفل الجماهيري الكبير، أطل «داعش» مجددًا و«حسب الطلب» لــزوم التجاذب فـي العالم بـني الكبار مـن مجلس األمــن مــرورًا بأوكرانيا، وصــوال إلى الصني. أربعة إرهابيني تم تجنيدهم عبر تطبيق في العالم االفتراضي، اتفقوا على األجر وعلى املهمة. املبلﻎ املفاجﺊ ليس بالكبير؛ ٥,000 دوالر كلفة خدمة التوصيل اإلرهابي في العاصمة الروسية، فكيف في عواصم دول العالم الثالﺚ الفقير؟ «داعــش» لم يعد تنظيمًا إرهابيًا وحسب، ولـم يعد صاحب قضية ينادي بها الكبير وتلقن للصﻐير. لقد خسر هويته املزورة التي بدأت في بالد الرافدين في املوصل قبل زمـن ليس بالبعيد. خسر الدعاية التي صنعت تحت اسمه وسقﻂ القناع عـن الوجه القبيﺢ. هـو تنظيم إرهـابـي يؤمن بخدمات قتل األبــريــ­اء، وسبي الـنـسـاء، وتفجير املؤسسات العامة والخاصة، وزعزعة األمـن واالستقرار، وإرهــاب املدنيني، وتشويه صـورة الدين اإلسالمي. «داعش» في مهماته كلها التي ذكرناها، بات مجموعة إرهابية في خدمة أنظمة الدول التي تعبﺚ باألمن واالستقرار العاملي. «حـسـب الــطــلــ­ب».. يتﻐيب لـزمـن ثــم يـعـود فــجــأة، ال لـشـيء إال ألنــه فـقـﻂ مكتب لخدمة التوصيل. لم نسمﻊ عنه من أجل القضايا الكبرى وأبرزها قضية فلسطني. نراه ينفذ أجندات ﻏريبة ملعرفة أبعادها نحتاج ليس إلى محلل سياسي بل إلى منجم كبير. فــي مـوسـكـو كــان «داعــــش» يقتل الــنــاس حـتـى تــجــاوز عــدد الـضـحـايـ­ا الـــــ001 ببعﺾ العشرات، وفي املكان نفسه كان هناك شاب مسلم اسمه «إسالم» أنقذ املﺌات من املدنيني من سكني التنظيم اإلرهـابـي ودلهم على أفضل مخرج من ذاك الجحيم. «إســالم» كان اسمًا على مسمى وقدم صورة مشرفة عن دينه الحنيف. أما «داعش» فلم يقدم إال السوء والشر والسمعة السيﺌة للدين اإلسالمي. مالحظة أخيرة؛ األكثرية العظمى من ضحايا «داعش» هم من املسلمني. «داعـــش» سيﻐيب بعد مـجـزرة موسكو ليس لوقت طـويـل. هـو ينتظر جـرس الهاتف، حيﺚ على الخﻂ معه دولة أو جهاز يقول «نريد في سياق اإلرهاب خدمة التوصيل».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia