Okaz

كلما هكبت هّبت

- علي بن محمد الرباعي @Al_ARobai كاتب سعودي

تعكزت على الــزافــر، واستنزلت عصاتها، وســاطــت؛ أوالد ابنها سوط العصيدة، وسحبت األﻏطية مـن فوقهم، ونﻐزتهم بـالـبـاكـ­ورة، فصاح الكبير املدهفل )هويه ياجدة(، فـردت؛ هويت يا حشو وعيش، تناصف نهاركم، وأنتم كما ذيابة الﻐداري متبطحني؛ فقال الصﻐير؛ من يوم مات جدي وقازك حامي يا مفحوسة الركبة خلينا ننتسم الــيــوم، فتناولت طـاسـة املــا، ورشـتـه بــروس أصابعها، وقالت؛ قم يا حرباء العقشة، قامت قيامتك. اسـتـشـعـر­ت أن الــوقــت يـجـري وهــي مــديــرة البيت والوادي سرحت أمهم جهمة، ودقت ابنها بالكالم مـــﻊ شـــــروق الــشــمــ­س )املـــرجــ­ـلـــة مـــا هـــي كــمــا عود البشام، كما طريق الشوك يا حافي القدم؛ انك ما بـيـضـت وجـهـك فــي مــقــام، تشمتت فـيـك الصقارة والرخم(، فحزم عمامته على رأسه، وربﻂ كمره في وسطه، وتناول مسحاته وانكلت على واديه. خففت حــدة لهجتها، مــﻊ األحــفــا­د؛ ولـيـنـت هرجتها؛ قوموا نافداكم؛ ولكم عندي عيدية، سألها )املدهفل( وين نــقــوم وانــحــن صـايـمـني فــي هــذي الـقـيـلـة الــلــي تــبــول الـحـمـار دم؟ فقالت؛ اﻇهروا حاللكم؛ وشيلوا زنبيل الدمن وكبوه في الرباع األعلى وســمــوا بـالـرحـمـ­ن العـديـتـم فــوق املــرمــد، وبـشـويـش عـلـى بــاب الـسـفـل ال تتناصل مفاصله، ودرجوا ﻏنمكم حولنا وحوالينا؛ واصرموا لي حلفاء للبقرة، وافزعوا ألبوكم في الوادي، سرح يعفي، قال الكبير؛ وهو يتمﻐﻂ؛ يوصي املوصي ويعيا الوارث، ولكي تقطﻊ عليهم الحكي؛ خرجت تتوكأ على عصاتها وهي تردد )وش فايدة حن يجيك أعمى يقود أعمى(. سأل الصﻐير الكبير؛ ﻇنك بتاهب لنا )كهلة خيبر( عيدية؟ قال؛ جدتي مــا تـتـكـذب، فانتفرا وهـمـا خــارجــني مــن الشقيق، طلبت منهم يقلبون الزنوبة على وجهها؛ وقالت بصوت خافت؛ اقلبوها ال يجيكم ضيف وأنتم مرزقكم كما )سـوق صبيﺢ( قلبوها، والتفت الكبير نحو الجدة، وقال؛ ليش ياجدة ما تنشني الذبان عن سيقانك، فردت عليه؛ وشعليك مــنــهــا، هـــي فـــي ســيــقــا­نــك وإال فـــي ســـاقـــي، ساقك بطنك يــا الــدبــشـ­ـة؛ انـبـسـطـو­ا مــن ردهــــا؛ وحفشوا ثـيـابـهـم، وافـتـكـوا الـحـمـارة مــن مربطها وطولوا لها في صكاكها، واستاقوا الﻐنم، وتحضن الصﻐير البقرة، وقال للكبير؛ ليتني حـسـيـل أرضـــﻊ وانـــســـ­دح!! فسأله الكبير؛ وإذا تشركوك الجماعة؟ قال؛ بامﻐصهم في بطونهم، فتعالت ضحكاتهم. انــشــﻐــ­لــت الـــجـــد­ة بالهروج مﻊ نفسها؛ عهدي بها دفأ؛ إال وهي )كلما هكبت هبت( سألتها زوجة ابنها الطالعة مـــن الــــدرجـ­ـــة بــحــزمــ­ة قشاش، وحـــوكـــ­ة مــلــيــا­نــة خــلــفــة؛ شنهي يـا عمة؟ فقالت؛ هــذي الـريـاح مدري شامية مدري يمانية )كلما هكبت هبت( هبهب الله عليها وعلى ﻏار تخرج منه! كررت عليها السؤال؛ فسوت نفسها ما سمعتها؛ قامت ولقتها ﻇهرها، ودخلت فراشها؛ ولحيها يرتقف، ﻏطت وجهها بالكسا، وقالت وش دراني عنها افلحي انشديها. طميا عن عيون القرية، فقال الكبير نسينا املحش، وطلب من الصﻐير يـعـود يــأخــذه، فـقـال؛ عــود إنــت، إال إنــت؛ فالتقﻂ مـــروة مـحـدبـة ورجمه بها، إال وهو يصيﺢ ويتزوى؛ بﻐى يشرد ويخليه، إال وهذي )شيهانة( ســارحــة؛ فصاحت؛ الـلـه يعطب ايــدك يـا ثــور الــبــدو، كيف تحدحد على اخوك بفهرة؛ حدحدوا بك منيه ال تهامة، انحنت على الصﻐير وساعدته يقوم، ومدت له بحبات قسبة، فابتلعها بعجمها، وسألها؛ ما عليه إثم؟ فقالت؛ اثمك في رقبتي، فرمقها بنظرة مودة وتخيل إنه كبير وتزوجها؛ وساروا في الطريق متالزمني باأليدي، فتخنطل في عبعبة وخبﻂ على وجهه، ففزع أخوه وسمى عليه؛ وقال؛ على نياتكم تــرزقــون، فلمﺢ شيهانة تــراقــبـ­ـه، فـسـوى نفسه ما يوجعه شيء، ونفﺾ ثوبه من الﻐبار وكملوا.

األخـوان يصرمون الحلفاء، ويرددون أهــزوجــة )بـــارك فالبقرة والجدة، ياللي كفانك مـمـتـدة، يــا مفرج عـــنـــا الــــــشـ­ـــــدة؛ والـــبـــ­نـــت اللي تــتــحــر­ى الـــــصــ­ـــدة، قلطوها مـــــن رأس الـــــــح­ـــــــدة( علقت شـــــيـــ­ــهـــــان­ـــــة؛ قـــــلـــ­ــطـــــوك­ـــــم في خشلة؛ فتضاحكوا ونصف جسديهما ّفــي الـﻐـديـر، وهي تلف وتـحـزم، فقال املدهفل؛ إن شــاء الـلـه مــا يــأخــذك إال آنـــا! ردت عــلــيــه؛ لـــو إنــــك طــمــرة مـــا مــشــيــت بك خشمي، فافنفجر الصﻐير ضاحكًا ومرددًا؛ ليته أشكل ذقها؛ تكفيك سنة؛ والعزباء تتبسم تبسم خجل، ما ودها يكون جرحت مشاعره. تركهما وصعد ألعلى الﻐدير، وطـم في املـاء وشـرب شـرب الهيم، ملحته شيهانة فقالت؛ ليش يـا كلب رمـضـان تفطر؟ فـقـال؛ ربــي رحـيـم؛ صيام وشقى، وما حد بيدري عني، إال إن كان بتفضحيني؟ فقالت؛ يابى الله عليه، وقال؛ تحسبيني ما شفتك يوم أعطيتيه القسبة؛ فسكتت وحملوا الحلفاء، ومــروا على أبيهم؛ فقال ﻏلقت العفاي؛ شيلوا معكم النجمة، وقصيل البقرة، وروحوا الحمارة، واسبقوني على البيت. بــدأ الصﻐير يهدد الكبير؛ تعطيني النبالة وال أعـلـم؟ فـقـال؛ أسكت يا لﻐلﻐي ال تفرط السبحة، فرطواّ سنونك إللي كما املعباش؛ قالت الجدة )كلما هكبت هبت( فأعطاه النبالة وخــرج، ومﻐطها وال صفق الحجر إال في ذراع الفقيه، ويطن بالصايﺢ، كسر ذراعــي، ولد )معالق الطفي( قطبوه؛ خرع الولد ودخل السفل، ورقد فوق العلف. اجتمعوا بعد الفطور في بيت العريفة، وقال صدق اللي قال )كلما هكبت هبت(؛ ومسﺢ على لحية الفقيه وقال أبشر خاتمتك عندي، والصﻐار ما حد يشره عليهم، ما يعرف الصﻐير إال لحذفة وإال قذفة، وانحن قبلية عيد، فقال الشاعر؛ فقيهكم كما الجمل يكرع من إذنه؛ وايده ما عطبت ما ﻏير وده يتدلل عليها؛ فقال الفقيه؛ عطبوا ايدك يا ولد )فضخة الجن( والزمـوا بحلوق بعﺾ وما دون الحلق إال اليدين؛ وﻏصبان فرعوا بينهم، ونسيوا املشكلة االولـة، ودخلوا في أشكل منها. رمــى العريفة عمامته عند أقـدامـهـم؛ فالتقطها املؤذن، وردها فوق رأسه، وقال صاح الله عليكم يـا قليلني الشيمة، فقال العريفة؛ خلهم يـا مذن؛ ســاق الرفيق أحــرش، تصالحوا، وســروا مـن عنده، ولزم العريفة الفقيه، فقال؛ أقعد، فقعد؛ ومد بخريطة تــنــبــا­ك وعـــكـــة ســمــن، قـــال تــخــفــس وعـــفـــر ودهـــــن لحيتك، وبكرة تصلي بنا في املسقى أرب الله يرحمنا؛ ويجينا بﻐرة نثبي الـخـريـف، فــقــال؛ الفقيه والــلــه مــا استسقي بـكـم؛ والـشـاعـر معنا، فأقنﻊ العريفة الشاعر؛ يرتاح ومـا يصلي معهم، والشاعر ميس بها، رقد، صلوا االستسقاء، وما نزل من سحاب ربي نقطة واحدة؛ وفي آخر عصرية من رمضان اعتزى الشاعر بصﻐار األوالد والبنات؛ وطاف بهم مساريب القرية وبدع لهم )يا الله في ﻏيﺚ يشوق الخاطر، والفقيه انثر خريطته( والورعان يرددون وراه بصوت صداه يهز الجبال؛ والنسوان يتفرجن من فـوق الجنﺢ والـدكـاك؛ وبـني ﻏمضة عني وفتحها، انقلبت السما، ودق الــراعــد، وقــال ربــي؛ سـمـوا بالرحمن، وثـالثـة أيــام مـا خرج منهم الـخـارج، وانتقلت الفقاهة عند الشاعر، والفقيه بــارت بضاعته وفسدت طواعته؛ فشد من القرية، بعدما قالوا عنه؛ عاق والدين ودعوته ما هي مستجابة.

اﻟﻤرﺟﻠﺔ ما ﻫﻲ كﻤا ﻋﻮد اﻟﺒﺸام، كﻤا ﻃرﻳﻖ اﻟﺸﻮك ﻳا ﺣاﻓﻲ اﻟﻘﺪم

وش ﻓاﻳﺪة ﺣﻦ ﻳﺠﻴﻚ أﻋﻤﻰ ﻳﻘﻮد أﻋﻤﻰ

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia