Okaz

إمام المسجد الحرام: العيد مناسبة جليلة للترابﻂ والتﺂلﻒ والتصالﺢ

أﻛد أن خدمة ضيوف الرحمن شرف.. وتيسير مناسكهم هدف

- «عكاظ» (مكة المكرمة) @okaz_online

أدى املسلمون صالة عيد الفطر املبارك في املسجد الحرام وسط أجـواء روحانية وإيمانية، حيث أم املصلن املستشار بالديوان امللكي إمــام وخطيب املسجد الـحـرام الشيخ الدكتور صالح بن عـبـدالـلـ­ه بــن حـمـيـد؛ الـــذي حـمـد الــلــه تـعـالـى وأوصــــى املسلمن بتقوى الله عز وجل. وقال: «إن الود بن األخوة نعمة، والتواصل بينهم رحـمـة، والنعمة يزيدها الشكر، والـبـالء يخففه الصبر، والذنب يمحوه االستغفار، وعيدكم مبارك، كتب الله لكم سعادة إهالله، ورزقكم بركة كماله، وزادكم من فضله ونواله، ووفقكم لفرضه ونفله، وصالح أعماله، وقـرن عيدكم بالقبول، وإدراك املـــســـ­ؤول، والـــفـــ­وز باملأمول، وقبل الله بالقبول صيامكم، وبعظيم املثوبة قيامكم، وعيد مـبـارك لوالة أمــرنـــا، لــخــادم الــحــرمـ­ـن الشريفن، وولــــي الــعــهــ­د األمـــــن، وعــيــد مبارك ألهلنا وبالدنا وللمسلمن أجمعن، وعـــيـــد مـــبـــار­ك لــلــطــا­ئــفــن والقائمن، والعاكفن، والزائرين، وجميع قاصدي الحرمن الشريفن». وأضاف: «إن صور املكرمات من هذه البالد تتوالى، وأنواع الفضائل تتسابق وتتعالى، في كل حن، وفي كل مرفق، رعاية، وخدمة، واهتمامًا، وجدًا واجتهادًا، وتفانيًا وإتقانًا، فاملستهدف هو قاصدو الحرمن الشريفن، وخدمتهم، وتيسير أمـورهـم، في حلهم وترحالهم، تسابق كريم في ميادين الخير تـحـوزه هــذه الـبـالد املـبـاركـ­ة، وقـيـادتـه­ـا الـصـالـحـ­ة، بــالد كريمة مباركة، قد من الله عليها باألمن واإليمان، والعيﺶ الكريم، فهي تطعم الجائع، وتغيث امللهوف، وتــؤوي الالجئ، وتمسح رأس اليتيم، أما ضيوف الرحمن فخدمتهم شرف، وتيسير مناسكهم هدف، والبذل من أجلهم قربة». وأفــاد إمــام وخطيب املسجد الـحـرام بــأن العيد مناسبة جليلة ملـزيـد مـن الـتـرابـط والـتـﺂلـف: أفـشـوا الــســالم، وتـبـادلـو­ا التهاني، وتصالحوا، وتسامحوا، وتغافلوا، والتمسوا بهجة العيد في رضـا ربكم، واإلقــالع عن ذنبكم، واالزديـــ­اد من صالح أعمالكم، واعلموا أن من مظاهر اإلحسان بعد رمضان استدامة العبد على الطاعة، وإتباع الحسنة الحسنة، وقد ندبكم نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن تتبعوا رمضان بست من شـوال، فمن فعل ذلك فكأنما صام الدهر كله. وأشـــار إلــى أنـهـا مناسبة كريمة لتصافي الـقـلـوب، ومصالحة النفوس، والتحبب إلى اإلخوة، وزيادة الصلة في القربى، وبن أيديكم خلق عظيم، وفن من فنون التعامل ال يتقنه إال الحليم، وأدب رفــيــع ال يـحـسـنـه إال األفــــاض­ــــل مـــن القوم، والكرام من الناس، خلق من أرقى شيم ذوي الـهـمـم، يحفظ الــكــرام­ــة، ويكسو املهابة، ويـرفـع املكانة، خلق بـه تعلو املنازل، وإنه خلق التغافل والتسامح. وأوضــــــ­ـح الـــدكـــ­تـــور بــــن حــمــيــد أن الــتــغــ­افــل أقـــــوم الـــطـــر­ق وأحسنها لــلــتــع­ــامــل مــــع الــــنـــ­ـاس إذا صدر مــنــهــم مــــا يـــغـــيـ­ــظ، أو بـــــدر منهم مـــا يـــســـوء، مـبـيـنـًا أن الــتــغــ­افــل هو تــرك مـا ال يعني، والـحـرص على ما ينفع، وتحمل األذى الصغير من أجل دفــع األذى الـكـبـيـر، وهــو إعــــراض عـمـا ال يـسـتـحـسـ­ن مــن الــقــول والــفــعـ­ـل، والتصرف، وغـــﺾ الــطــرف عــن الــهــفــ­وات، والــتــرف­ــع عن الصغائر. وذكــر أن املتغافل النبيل يتعمد الغفلة عن األخطاء والعيوب التي يراها، وهو مدرك لها عالم بها، ولكنه يغﺾ عنها تكرمًا وترفعًا، وفضال ونبال، واملتسامح ذو إرادة قــويــة، ونــفــس راقــيــة، يـقـدر الـشـعـور اإلنـسـانـ­ي ويجبر الخاطر، ويحافظ على الحياء، تقوده الحكمة، ويحكمه العقل، وال يجره هوى، وال تغلبه شهوة. وبن أنه من صلة الرحم نشر التغافل، ومن دعائم االستقرار في البيوت التغافل، ومن املعاشرة باملعروف التغافل، وذو الرحم ال يستقصي من رحمه، فﺈن االستقصاء فرقة، ومن اعتصم بالله ال يضل، ومـن اعتز به ال يــذل، ومـن جميل ما قيل من سـوء خلقك وقـوع بصرك على سوء خلق غيرك، ومن تمسك بزمام التغافل ملك زمام املروء ة، وما الفاضل إال الفطن املتغافل. وقد أديت الصالة في محافظات ومراكز وقرى املنطقة كافة.

 ?? ?? خطيﺐ المسجد الحرام خالل القائه خطبة عيد الفطر أمس.
خطيﺐ المسجد الحرام خالل القائه خطبة عيد الفطر أمس.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia