محمد بن سلمان.. الطموح والتحديات
تمر هذه األيام الذكرى السابعة لتولي األمير الشاب محمد بن سلمان والية العهد. وهــذه الـسـنـوات لـم تكن مـجـرد سـنـوات فـي التقويم الـهـجـري؛ ذلــك أن اإلنــجــازات الـتـي تحققت خاللها تـــوازي عـقـودًا طويلة مـن التنمية واإلصالح، ويعرف جميع املواطنن واملسؤولن في كافة دول العالم شرقًا وغربًا أن األمير الشاب هو مهندس وعراب الــرؤيــة الــتــي شملت تـطـويـر كــافــة الـقـطـاعـات واملرافق فــي املـمـلـكـة، وقــد سـبـق أن ذكــــرت فــي مــقــاالت عديدة أن األجــيــال الـصـاعـدة قــد يصعب عليهم منح هذه التجربة الفذة حقها من اإلنصاف والتقييم؛ ألن ذلك يتطلب منهم اإلملــام الشامل واملـقـارنـة املوضوعية بن الوضعن االقتصادي واالجتماعي؛ اللذين كانا سائدين سابقًا لعقود ماضية وبن األوضاع الراهنة حاليًا. مثل االهتمام باملواطن واعتباره الركيزة األساسية نقطة االنطالق لعملية التحول الوطني الضخم؛ الـذي تجسد في رؤيــة ٠3٠2 (وإن تـعـددت مجاالتها ومسمياتها وفـروعـهـا)، فأي إنجاز إن لم يصب في صالح املواطن فهو ال يمثل إنجازًا يعتد به، فاملواطن هو املحور الذي دارت وتدور حوله جميع برامﺞ التنمية، وال شك أن مسيرة التنمية التي خطط لها األمير الشاب وتولى اإلشراف عليها لم تقتصر على املجال االقتصادي فقط، بل شملت مجاالت عدة أهمها املجاالت االجتماعية والقضائية والسياحية، وهو ما ساهم بدوره في تعزيز القطاع االقتصادي أيـضـًا بـطـرق غير مـبـاشـرة، ومــن املـؤكـد أن هــذه القفزة الـنـوعـيـة فــي مــجــال التنمية لــم تـكـن بــالــشــيء اليسير؛ ذلــك ألن املجتمع -وخـــالل عـقـود طـويـلـة- اعتاد الــتــشــبــث بــفــكــر مــعــن تـسـبـبـت فـــي نشره الكثير من التيارات املقاومة للتغيير، والــــتــــي ﻇـــهـــرت نــتــيــجــة النتشار الفكر الصحوي، بخالف تمسك الــبــعــﺾ بــالــتــقــالــيــد املوروثة التي ترفﺾ التغيير بطبيعة الحال. غـيـر أنـــه مــن املــؤكــد أن قيادات اململكة منذ تأسيسها لم تبخل باإلنفاق على مشروعات التنمية، إال أن أبـــــــرز املــــعــــوقــــات األساسية والـتـحـديـات الـتـي كـانـت مـفـروضـة على املــمــلــكــة خــــالل الــعــقــود املــاضــيــة كــــان سببها االعـــتـــمـــاد الــرئــيــســي عــلــى إيـــــــــرادات الـــنـــفـــط، فاململكة -وبفضل الله- كنتيجة لتمتعها باحتياطي ضخم من النفط كانت تنفق على مشروعات التنمية من تلك اإليرادات، غير أن أسعار النفط لم تكن دومًا تصب في صالح اململكة، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط في السبعينيات من القرن املاضي كنتيجة لحرب أكتوبر عـام 37٩1، إال أنها واجهت انخفاضًا حــادًا فـي أســعــاره خــالل ثمانينيات الـقـرن املاضي، كما فرضت حرب الخليﺞ الثانية أعباء إضافية على اململكة، مما تتطلب وقتها إعادة التخطيط وإرجــــاء بـعـﺾ مــشــروعــات التنمية؛ طبقًا لترتيب األولويات في تلك الفترة. عـنـدمـا أطـلـق األمــيــر الشاب رؤيـــــتـــــه الـــطـــمـــوحـــة كانت إحــــــــــــدى ركــــــائــــــزهــــــا خلق اقـــتـــصـــاد قـــــوي ال يرتبط فقط بــﺈيــرادات النفط، وقد تــحــقــق ذلــــك بــنــســبــة كبيرة طبقًا ملــؤشــرات وزارة املالية، التي أوضحت أن اإليـرادات غير النفطية قد ارتفعت بشكل ملموس خالل السنوات السبع املاضية، وال شك أن حجم مشروعات التنمية التي يرغب عــراب الرؤية في تحقيقها يتطلب إنفاقًا ضخمًا ال يستهان بـه، كما أن عمليات التطوير التي تتطلبها املرافق الحيوية (التي تمثل البنى التحتية كالنقل والصحة والتعليم وغيرها)؛ طبقًا لرؤية ٠3٠2، تتطلب الكثير من املـوارد والطاقات، أضـف إلـى ذلـك أن املرافق التي شيدت قبل انطالق الرؤية وتلك التي انتهت مــؤخــرًا أيـضـًا بـحـاجـة إلــى صـيـانـة وتـطـويـر مستمر، مستمرة إليجاد موارد متجددة. لـيـس مــن الـغـريـب أن يستغرق تحقيق املــشــروعــات املستهدفة وقتًا، خـاصـة فــي ﻇــل الـتـحـديـات السياسية واألمـنـيـة الـتـي تمر بها املنطقة هذه الفترة مما قد يستلزم إعادة ترتيب األولويات، وال سيما أن تـرتـيـب األولـــويـــات ال يـمـس االحتياجات األساسية للمواطن، ومن املالحظ أن جميع املؤشرات تــؤكــد أن رؤيـــة املـمـلـكـة الـطـمـوحـة قــد تـحـقـق الكثير منها، وأن األمير يسير بقافلة التنمية التي تحمل كل مواطن إلى مستقبل مزدهر بمشيئة الله. فـي اعتقادي الشخصي أن أهـم أسـبـاب نجاح األمير محمد بن سلمان في تحقيق املنجزات التي تحققت هــو عـــدم اهــتــمــامــه بـالـنـقـد الـــهـــدام الـــصـــادر مــن بعﺾ املنصات والصحف الصفراء، التي تهدف إلى تثبيط عزم املواطن وتشكيكه في ما تحقق، ولألسف فﺈنه في الوقت الذي تـبـذل فيه الــدولــة جـل اهتمامها للسير قـدمـًا نحو مستقبل مشرق تحاول بعﺾ األقالم املشبوهة واملأجورة التشكيك فيها، وما يثير االستغراب واالشـمـئـزاز هـو أن حملة تلك األقــالم يعيشون فـي املهجر ولــم تطأ أقدامهم اململكة منذ سنوات طويلة، وال أعلم ما هو املنطلق الذي يسمح لهم بتقييم واقع هم بعيدون عنه كل البعد، غير أنه ال غرابة في ذلك؛ فهم دمى ضالة في مسرح العبث والخيانة والغدر. مـمـا يعني أن الحاجة
المﻮاﻃن ﻫﻮ المحﻮر الﺬي دارت وتدور ﺣﻮلﻪ ﺟميﻊ ﺑﺮاﻣﺞ التﻨميﺔ
ﻣﺴيﺮة التﻨميﺔ؛ التﻲ خﻄﻂ لﻬا اﻷﻣيﺮ الﺸاب، ﺷملﺖ ﻣﺠاﻻت ﻋدة