Okaz

نشيﺞ المرايا..

- بقلم/ عبدالله البشيري

ﺛمة شـيء يشبه الغياب، يشبه تضاريس املكان وذاكــرة الـزمـن، نصف تعب ونصف شجن، أول الهم، أول الوهم، وربما أول الحلم، شيء ما، من فيوض الذاكرة تازم القلب والعقل والوجد، بهم جميعًا، أشعر إزاءه بحيرة تحملني إلـى عالم يﺌن تحت وطــﺄة عـذابـات الذاكرة، يمأل القلب لوعة وحرقة،، عالم يطفﺊ كرنفاالت الفرح. يتنقل بن ضمير املـخـاطـب وضمير الـغـائـب، عـالـم لـم يكن الـجـمـال مصطلحًا مفهومًا بما فيه الكفاية، عالم أقصه دخانًا في حضور من الحزن لتسمع ما خبﺄته القرى وتمدد عمقه العاطفي في رغـبة البوح تحت سطوة لعل وعسى. بــادئ األمــر، واقفًا على خط املشيﺌة، استرجع قــراءة نشيج املـرايـا وارتعاشاته­ا املفعمة باملشاهد واملﺂﺛر وأضغاث األحام. املرايا: شظايا الجسد، طيﺶ النزوات، مكرالنهايا­ت، صريحة كاملوت، رمادية كالخرافة، وجعها: قامة بدوية أصيلة لها هيبة في وجوه القبيلة، أصله ﺛابت في حنايا الضلوع، فرعه صاخب في الفضاء ومتاهات الغموض، شيمته ديمومة وﺛبات، لم تشتته ريـاح الشمال، ولم تكبح جماحه أعـراف أهل الجنوب. الشبابيك.. الشبابيك هي ذات املرايا تكشف أشكال نهايات الشغف والشغب، ونهايات الخيبات ومشاهد الغائبن والتنبؤ بما هو آت من وراء الظلمة من قيود الـعـدم.. الشبابيك: أنـن الرياح، رائحة الغيمة تتسلل على حياء، وأنا أعوذ برب السماء من اكتظاظ السحابة بماء يقن تستدل به العاديات لتغازل شقوق الحنن. أقــول: ال أتذكر أن روايــة أدخلتني في دوامــة الـسـؤال، وشتتت مملكة الـــروح فــي ذلــك الــزمــن الـبـهـي، وآســـرت حــواســي مــن بواكيراستغ­راقي وشغفي بقراء ة الروايات، كالرواية الكبرى لعبدالرحمن منيف (قصة حب مجوسية) من حينها والقلق يتسلل كضوء في أوردتــي، واأللم أيـنـع واســتــوى سـوقـه. شـعـور تستدعيه الــذاكــر­ة ال أستطيع تفسيره وحل شفرته بقراءة التعاويذ أوتمتمات الفقيه. شهقة في مـدارات الرمال، شعور الفقد والحنن الكﺌيب، يرحل في سفر املرايا وأينما يمم ناصيته أما في تباشير ترضي دوامة األسﺌلة، أوصدته اإلجابة: من الحطام إلى الركام.. الزمن الذي حفر في الجسد نفقًا معبﺄ بصقيع الخجل اللعن، مثقا بارتجاع الحنن وفرط الظنون الظاهرة وآهات األنن املضمرة، زمن ما زال رن صداه كقرع النواقيس، كﺄجراس الكنائس، وكﺄني غدوت متعته األبدية، ومحميته الراسخة املغرقة املورقة، متربعًا على عرشه، حارسًا إلرﺛــه وتﺄريخه وبوصلة لتضاريسه وأشــاء خرائطه. الزمن، كلما توسلت إليه أن نتقاسم غباراملساف­ات، أطراف الخطيﺌة، شكل الغياب، شاح بوجهه وتوارى بالحجاب، لست مبالغًا أو مغاليًا -ال واللهفقناع­اتي مـتـجـذرة هزتها فـيـوضـات اليقن الـسـمـاوي الامتناهي، لم أستطع نسيانه طوعًا أو كرهًا، قهرًا وقـسـرًا، وعيًا أو بغير وعــي، كنت أتمنى أن تثقب الذاكرة لنسيانه. لكنه بقي ماذ شغف وإمتاع، أشعر له باالمتنان والــوفــا­ء، جماال روحـيـًا، شجرة لـوز كريمة، غيمة ندية، نجمة ضوء بهية، ضوء كوكب كوني، ورقة توت في كف نسمة هواء صباحية، تعويضًا يختزل عاملًا بـاذخـًا بالجمال واالشـتـيـ­اق، بقي السكن والسكينة، قيمة أسمى للمعدم املتوكل وحلم املتعب الحائر، الباحﺚ فـي العتمة عـن جنة األرض، املتشبﺚ بمواسم العبور إلى نبوء ات الفرح وشمس السنابل. هذه هي الحكاية من شروق املرايا املتعبة بالشروخ واالنكسارا­ت، إلى مراتب احتماالت البياض، عزائي فيه رغم رقرقات الدموع وحرقته وقسوته: طيب الله ذكراه وغسله بماء الياسمن ونور الشمس وضوء القمر.

 ?? ?? غالفالرواي­ة.
غالفالرواي­ة.
 ?? ?? عبدالله البشيري
عبدالله البشيري

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia