مفهوم خاﻃﺊ لﻼستقﻼلية
األخصائية االجتماعية آمــال عبدالقادر، قـالـت: البداية هـي األســاس الــذي يتم تنميته فــي شخصية الــفــرد؛ فـاالنـضـبـاط هــو الهيكل الـــذي يـسـاعـد الــفــرد على مواكبة الحياة، وتنمية االنضباط الداخلي تكون من األسـرة خال مراحل نمو الطفل مــرورًا باملراهقة وحتى مرحلة النضﺞ، وبذلك يتعلم السلوك الصحيح واملرﻏوب ويعرف الحدود التي ال يمكن تجاوزها، وعند تفحص ظاهرة الغياب الجماعي للطاب ال بد أن نعرف من هو املسؤول عنها وعلى من تقع مسؤولية هـذه الظاهرة التي عمدت وانتشرت فـي األوســـاط املـدرسـيـة، هـل ذلـك يعود إلى إحساس الطالب بواجبه بالتصرف باستقالية وتأييد أصدقائه للقيام بهذا الـفـعـل بــاالتــفــاق، وإذا خـالـف ذلــك أصـبـح مـنـبـوذًا عـنـهـم، أو قــد يـظـنـون أنــه با شخصية وﻏير قادر على اتخاذ قرار التغيب عن املدرسة. هنا يظهر دور التربية الـوالـديـة وأثــرهــا فـي تكوين شخصية الطالب وقدرته على التمسك باملبدأ؛ الـذي يـراه مناسبًا وعـدم التأثر بأقرانه وفـرض شخصيته برﻏبته في الحضور إلى الصفوف الدراسية وقدرته على تجاوز التنمر الذي قد يوجه إليه منهم. وال ينتهي دور اﻵباء هنا، ولكن ال بد أن تستمر عملية التربية بــاإلشــراف املستمر والــتــواصــل الـفـعـال بــني األســـرة واملــدرســة، وأن تـكـون هنالك مكافﺂت ومحفزات للفعل اإليجابي كما ستكون هنالك عقوبات متفاوتة لــﻸفــعــال ﻏـيـر املـقـبـولـة عـلـى أن ال يــكــون هـنـالـك تــصــادم قــد يفقد الوالدين السيطرة على املوقف وكذلك بعيدًا عن الصراعات الــتــي قـــد يــتــعــرضــون لــهــا نـتـيـجـة االلــــتــــزام مـــن األبناء بمجموعة األقران، وذلك بوضع قواعد ثابتة للعقاب وعدم االرتجال وتحديد أولويات لهذه القواعد حــســب املــرحــلــة الــعــمــريــة لــلــطــالــب، وهــنــا ال نقصد باالنضباط املعاقبة للطالب، ولكن نقصد تغيير سلوك سلبي إلـى سلوك جيد وبـنـاء االنضباط الـذاتـي لديه، وبذلك نكون قد أوجدنا نوعًا من االتـــــزان الــــذي يـنـعـكـس إيجابيًا عـــلـــى الـــــفـــــرد واملـــجـــتـــمـــع، فإن االنضباط املدرسي ليس فقط حــد مــن الـتـسـريـب الدراسي، وإنــــمــــا هــــو أســــلــــوب حياة ملساعدة الطاب للحصول عــلــى أقــصــى اســتــفــادة من العملية التعليمية لبناء النجاح لهم على املستوى األكاديمي وعلى املستوى املــهــنــي مـسـتـقـبـا، وهناك الــعــديــد مـــن األســئــلــة التي يـــــجـــــب عـــــلـــــى الــــتــــربــــويــــني مــنــاقــشــتــهــا لـــلـــوصـــول إلى حل للحد من ظاهرة الغياب الجماعي بعد أو قبل اإلجازات الرسمية، وكذلك في املناسبات االجتماعية.