من المريﺾ إلى المراﺟع
يــــــزور مــعــظــم الــــنــــاس مرافق الــــخــــدمــــات الـــصـــحـــيـــة بشكل مــتــعــدد فـــي الــســنــة الواحدة؛ وذلك للقيام بإجراءات تتعلق بـالـصـحـة بـشـكـل عــــام، وكلمة صــحــة تـشـتـمـل عــلــى املفاهيم الــتــالــيــة: الـــوقـــايـــة، التثقيف، االســـتـــشـــارة، وأخـــيـــرًا العاج. أي أن الفئة املستهدفة للخدمة هـــــي املـــجـــتـــمـــع كــــكــــل، وليس بالضرورة أن يكون املستفيد (مريضًا). فقد بــدأ تعريف الصحة منذ زمـــــن بــعــيــد عــلــى أنـــهـــا حالة الــــخــــلــــو مــــــن املــــــــــــرض، إال أن املــعــطــيــات الــحــالــيــة مــع توفر املــــــــــــوارد والـــتـــقـــنـــيـــة تتطلب تــــطــــويــــرًا ملــــــؤشــــــرات الصحة بــشــكــل أوســـــع وأكـــثـــر طموحًا لتوفير جــودة حياة تتناسب مـــع اإلنـــســـان، مــمــا يــؤكــد دور الصحة الشمولي. وهـــنـــا أود اإلشـــــــــارة إلـــــى أن اســــتــــخــــدام كـــلـــمـــة (مــــريــــض) بـــــاملـــــرافـــــق الـــصـــحـــيـــة تشير الــــى تــقــلــيــص دور املنظومة الصحية كـكـل إلــى الخدمات الـــــــعـــــــاجـــــــيـــــــة لــــلــــمــــصــــابــــني بــــــاألمــــــراض، الــــتــــي تنعكس أيــضــًا عــلــى طــريــقــة التعامل مع املستفيد، كما أنها تعطي الكثير صفة ليست بهم، حيث تتم مـنـاداتـهـم بـاسـم املريض (املـــــــريـــــــض فــــــــان بــــــن فــــــان، وصل املريض، أجرى املريض التحاليل، سيتم جدولة موعد املـريـض... إلــخ)، ومـا قد يتبع ذلـــــك مــــن إيــــحــــاء بــــاملــــرض ال يـــدركـــه مــقــدم الــخــدمــة، حتى وإن كان املراجع فعليًا يعاني من مرض ما، فإن تكرار طريقة النداء بذلك ال ينعكس إيجابًا عــلــيــه مـــن الــنــاحــيــة النفسية والتفاؤلية. وتــــجــــد فــــي الـــلـــغـــات األخــــــرى أن املــــراجــــع أو املــســتــفــيــد من الــــخــــدمــــات الـــصـــحـــيـــة يحمل أســــــــمــــــــاء Patient باللغة اإلنـجـلـيـزيـة والـفـرنـسـيـة على ســبــيــل املــــثــــال، والــــتــــي تعني املنتظر، فمن املمكن استبدال التسمية بأحد األمثلة التالية: املــــراجــــع، املــســتــفــيــد، املنتظر، الــضــيــف، مــمــا يـحـمـل معاني تشمل جميع الفئات املستفيدة، وقد ينعكس أيضًا على جودة الخدمة من خال جعل تجربة املستفيد تتسم بتعامل مميز. قـد يـبـدو األمــر مـجـرد مسمى، لكن الـهـدف الـعـام هـو تطوير مفهوم خدمة املستفيد بمراكز تــقــديــم الـــخـــدمـــات الــطــبــيــة، ال ســيــمــا الــتــفــاصــيــل الصغيرة التي ال يدرك أثرها الكثير.