أنظار العرب تتجه إلى البحرين
في السادس عشر من الشهر الجاري في عام ،2024 ستكون البحرين على موعد مﻊ حدث استثنائي، وللمرة األولى في تاريخها، تكون ملتقى القادة والزعماء على أرض السالم، في وقت أحوج ما تكون فيه المنطقة إلى السالم، بعد عقود من األزمات والحروب والصراعات. تﺄتي استﻀافة مملكة البحرين للقمة العربية في دورتها الـ33، في ﻇل ﻇروف عربية ودولية بالﻐة التعقيد على المستوى السياسي واألمني، في الوقت الذي بدأ القطار العربي، وعلى وجه التحديد الخليجي، بالعمل على التنمية واالستقرار بعد موجات ﺿربت أمن واستقرار المنطقة. وال شﻚ أن قﻀايا العالم العربي منذ مطلﻊ القرن الواحد والعشرين ﻛانت الشﻐل الشاﻏل لصناع القرار الدولي، لما لهذه المنطقة من أهمية على المستوى الجيوسياسي، وتﺄﺛيراتها على األمن العالمي، لذا ﻛان وال يزال العرب في عين العاصفة، األمر الذي يستدعي صيﻐة سياسية وأمنية متطورة بين الحين واﻵخر للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
ﺗرﺗيﺐ اﻷوﻟوﻳﺎت اﻟسيﺎسية
إن الـتـطـورات األخـيـرة التي ضربت املنطقة فـي العقد املاضي، فــي ســوريــة والـيـمـن والــعــراق ولـيـبـيـا، وأخــيــرًا فــي غـــزة، تفرض على العالم العربي، فعليًا، إعــادة النظر في ترتيب األولويات السياسية، إذ أصبحت املنطقة ساحة مفتوحة ال تتوقف عند حدود الجغرافيا، ومن هنا تأتي أهمية العمل العربي والتشاور املستمر. كــل مــا ســبــق يــقــودنــا إلـــى ســــؤال مــحــوري وهــــو: مــــاذا عــن قمة الــبــحــريــن؟ ومـــا أهـمـيـة هـــذه الــقــمــة، ومـــا يـنـتـج عـنـهـا ســـواء من بيانات أو قـرارات أو نقل مستوى التنسيق العربي العربي إلى مستويات أكثر حيوية ودينامية واقعية، تخدم بالدرجة األولى املصالح العربية العربية. وهذا ما يجعل من قمة البحرين قمة من نوع آخر، قمة تحتضن العرب بكل همومهم وقضاياهم الساخنة، علها تجد طريقها إلى الحل أو املقاربة في أضعف الحاالت، لذا فمن املؤكد أن أنظار العالم العربي وحتى اإلسالمي والـدولـي تتجه إلـى هـذه القمة النوعية من حيث املكان والتوقيت. تــعــكــس اســتــضــافــة املــنــامــة لــلــقــمــة الــعــربــيــة املــكــانــة الراسخة والعميقة ململكة البحرين ودورهـــا التاريخي فـي إرســاء األمن واالستقرار، فمن املعروف عن اململكة أنها الدولة الصفرية من ناحية املشكالت تحظى بسمعة دولية وعربية ناصعة، إذ باتت اململكة وجـهـة إقليمية مهمة للتجمعات الـدولـيـة؛ الـتـي تخدم اإلنـسـانـيـة فــي مختلف املـــجـــاالت، وهـــذا مــا يـجـعـل مــن اختيار البحرين كمستضيف للقمة في مقدمة املسؤولية السياسية أمام العالم العربي.
مرحلة ﺟدﻳدة ﻓﻲ مسيرة اﻟﻌمﻞ اﻟﻌربﻲ
قمة البحرين تشكل مرحلة جـديـدة فـي مسيرة العمل العربي املشترك، حيث تنعقد القمة في ﻇل أوضاع جيوسياسية دولية معقدة، تواجه خاللها األمة العربية مرحلة تاريخية دقيقة في ﻇل ازديــاد حـدة التحديات السياسية واالقتصادية، وبالتالي فﺈن اللقاء العربي له دالالت وأهمية وأبعاد تفرضها الظروف والتحديات. وال يخفى على العرب دعم مملكة البحرين كل ما يسهم في توحيد الكلمة بني األشقاء العرب ويقوي األواصـر املشتركة ويعزز من قوة ومنعة الدول العربية في مواجهة التحديات كافة، وبالشكل الذي يعود بالخير على البلدان العربية وشعوبها؛ حفاﻇا على التئام الشمل العربي ووقف استنزاف طاقات ومقدرات الشعوب العربية. هـذه املـرة ربما األنظار تتجه بكل عناية وحـرص إلـى ما ينتج عن هذه القمة التاريخية التي تستضيفها مملكة البحرين للمرة األولى في تاريخها، ملناقشة الرؤية العربية عن قرب وبشفافية أكثر، ذلك أن الظروف املحيطة بالعالم العربي لم تعد تنتظر في ﻇل الحركة التاريخية التي سيطرت على املجتمعات والدول.
مسﺎر سيﺎسﻲ ﻧﺤو سالم ﻋﺎدل
إن القضية الفلسطينية كانت وال تزال خالدة في الوجدان السياسي العربي، رغم محاوالت البعﺾ خلط األوراق في العالقة العربية مع فلسطني، خصوصًا مملكة البحرين، هذه القضية التاريخية التي تعكس هوية وعروبة األمة العربية، تفرض نفسها اليوم على قمة البحرين كما كانت فــي كــل مــرة، إال أن الــظــروف واملـعـطـيـات الــيــوم تجعل من تناول هذه القضية ذات أهمية بالغة، من منطلق عروبي وإسالمي وإنساني. قمة البحرين فرصة لتجديد التأكيد على موقف العرب جميعًا الراسﺦ تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة وقف إطالق النار في قطاع غزة، وإيصال املساعدات اإلنسانية، ووقف التصعيد في منطقة الشرق األوسط وضمان السالم واألمن واالستقرار اإلقليمي، والحاجة إلى مسار سياسي نحو سالم عادل ودائم في املنطقة على أساس حل الدولتني وقبول فلسطني كعضو كامل العضوية في األمم املتحدة؛ لينال الشعب الفلسطيني حقوقه املشروعة. منذ قمة أنشاص األولى في 28 مايو في عام ٦٤٩1، يرافق كل قمة عنوان عريﺾ، إال أن املأمول في قمة البحرين أن تـكـون قمة الـحـلـول لقضايا الـعـالـم الـعـربـي، وقـمـة نهاية الحرب على غزة؛ التي ما زالت القضية األولى على املسرح العربي والدولي.
ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗوة وم َن َﻌة اﻟدول اﻟﻌربية ﻓﻲ مواﺟﻬة اﻟﺘﺤدﻳﺎت ﻛﺎﻓة
ﺗشﻜﻞ مرحلة ﺟدﻳدة ﻓﻲ مسيرة اﻟﻌمﻞ اﻟﻌربﻲ اﻟمشﺘرك