مكان يسمﺢ فيه باقتراف ﻛل الجرائم
صــدق أو ال تــصــدق، هـنـاك مـكـان يسمح فـيـه بـاقـتـراف كــل املمنوعات والجرائم واملحرمات وال رقابة عليه وال عقوبة على مقترفي الجرائم فيه، وهذا املكان جزء من اإلنترنت لكنه غير مشمول بمحركات البحث يسمى (دارك ويــب -الشبكة املظلمة)، وقــد انتشر ذكــره مؤخرًا لـدى العرب بسبب جريمة شنيعة صادمة لكنها مألوفة في الــــ(دارك ويــب) وهـي التعاقد على تصوير عملية تـعـذيـب وقــتــل طـفـل وتـقـطـيـعـه ألجـــل بـيـع تصوير الـجـريـمـة للمصابني بــمــرض وانــحــراف السادية «االستمتاع بتعذيب الخلق»، وكان الضحية طفل مصري سمح له أهله بالصداقة مع القاتل، وهو رجل بالغ، وهذا أمر يالم عليه األهـل، فليس من الطبيعي أن يرغب رجـل بصداقة مـع طفل، فهذا -بحد ذاته- عالمة خطر والصغار يجب تحذيرهم مـن الـصـداقـة مـع البالغني حتى عبر اإلنـتـرنـت، ألنه يسهل السيطرة على الطفل من قبل البالغني واستدراجه لجريمة. ومؤخرًا وقعت عدة جرائم في مصر كانت من رجال سمح لهم األهل بمصادقة طفلهم وانتهت الصداقة بقتل الطفل، وتبني أن من حرضه للقيام بالجريمة عمره ٦1 سنة! وحسب اعترافاته قام بمثل هــذه الجريمة عــدة مـــرات، وحـسـب دراســـة لجامعة بورتسموث البريطانية حوالى 08٪ من محتوى الـــــ(دارك ويــب) هـو املـــواد اإلبـاحـيـة عـن األطــفــال ثم األســواق الـسـوداء للبضائع املمنوعة؛ مثل املخدرات والدعارة واالتجار بالبشر وتـــــجـــــارة األعـــــضـــــاء واالحتيال واالبـــــتـــــزاز وبـــخـــاصـــة قضايا الــــقــــرصــــنــــة والـــــفـــــايـــــروســـــات الـــــتـــــي تـــحـــتـــجـــز محتوى الكومبيوتر رهينة حتى يدفع صاحبه مبلغًا ماليًا مقابل إرجاعه لـه، واملواد اإلبــاحــيــة الــتــي يتضمنها هـــــي الــــتــــي تـــمـــنـــع مـــــن املــــواقــــع اإلبـــاحـــيـــة فـــي شــبــكــة اإلنـــتـــرنـــت العامة لتضمنها جـرائـم تعذيب حتى املــوت للبشر والحيوانات، باإلضافة للجرائم الجنسية، كما يتم استعماله من قبل الجماعات اإلرهابية مثل (داعش) التي لها عدة حسابات فيه، وحتى مقاطع تفننها في تعذيب وقتل الناس يتم تداولها مــن قــبــل املــصــابــني بــانــحــراف الــســاديــة الجنسية، بــــاإلضــــافــــة التــــجــــارهــــم بـــالـــبـــشـــر، والـــــدفـــــع يكون بالعمالت اإللـكـتـرونـيـة، ولـيـس مـن املعقول أن يوجد مكان يسمح بأن تقترف فيه أبشع أنــواع الـجـرائـم فـي حصانة كـامـلـة مــن املـالحـقـة القانونية، فـــــ(الــــدارك ويــــب) يــجــب إلغاء وجــــــوده والـــــدراســـــات على محتواه تبني أنه ال صحة لـلـزعـم أنـــه متعلق بحرية الـــرأي والـتـعـبـيـر؛ ألن أكثر مـا يتم تــداولــه فيه ال عالقة له بحرية الـرأي إنما هو جرائم جــنــائــيــة، وكــمــا أنـــه فــي الــعــالــم الواقعي ال يــوجــد مــكــان يسمح فـيـه بــاقــتــراف الجرائم واملمنوعات واملحرمات فكذلك في العالم االفتراضي يجب أال يكون فيه مكان يسمح فيه باقتراف أبشع وأشنع أنواع الجرائم، والتحذيرات من دخوله ال تجدي نفعًا، بل تزيد من فضول األفراد الستكشافه وفضولهم عــادة أمــر يجرهم لـلـتـورط فـي نشاطاته املظلمة واإلجــرامــيــة، فالحل الوحيد لجرائم الـ (دارك ويب) هو إلغاء وجوده، وريثما يتم ذلك يجب أن تتدخل سلطات األمن السيبراني في مالحقة املجرمني داخل الدارك ويب، واإلنتربول (البوليس الدولي) يقدم منذ عام 2015 برنامجًا خاصًا للتدريب على التحقيق األمني فـي الـــــ(دارك ويـــب)، لكن الــواضــح أن هــذا لـم يمنع الــجــرائــم املــروعــة الــتــي تـقـتـرف فــي الــــدارك ويب، وأفالم الرعب األمريكية ساهمت في جذب املزيد من الفضوليني للدارك ويب؛ ألنه بات موضوعًا رئيسيًا فيها، وتكشف جرائم مروعة كتلك التي حصلت في مصر تورط فيها الدارك ويب يجذب املــزيــد مــن الفضوليني إلــيــه، لــذا فعليًا ال جدوى مــن الــتــخــويــف مــن الــــــدارك ويـــب وال الــتــحــذيــر منه وال تدريب السلطات األمنية السيبرانية على مالحقة مجرميه، فالحل الوحيد املجدي هو إلغاء وجوده، واألفضل من التحذير منه الذي يجذب الفضوليني هو السكوت إعالميًا عنه كما قال عمر بن الخطاب «أميتوا الباطل بالسكوت عنه».
المﻜان جﺰء ﻣﻦ اﻹﻧترﻧﺖ لﻜﻨﻪ ﻏﻴر ﻣﺸمول ﺑمﺤرﻛات الﺒﺤﺚ يﺴمﻰ دارك ويﺐ
يجﺐ أن تتدﺧﻞ ﺳﻠﻄات اﻷﻣﻦ الﺴﻴﺒراﻧي لمﻼﺣقة المجرﻣﻴﻦ داﺧﻞ الدارك ويﺐ