Emarat Al Youm

اتفاق تقاسم عبء اللاجئين يلقى استجابة فاترة من دول أوروبا

-

لقيت مساعي توسيع اتفاق مبدئي لتقاسم المهاجرين بن دول الاتحاد الأوروبي استجابة فاترة، أخيراً، ما يشكّل مؤشراً غير جيد إلى خطط إصاح سياسة الهجرة في هذا التكتل.

وناقش وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي برنامج تقاسم عبء المهاجرين، الذي توصلت إليه، الأسبوع الماضي، أربع دول، هي: فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا، ولكن في النهاية لم يحظ البرنامج سوى بدعم ثاث من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، هي: لوكسمبورغ وإيرلندا والبرتغال.

ويهدف الاتفاق، المعروف باسم «إعان مالطا»، إلى تجنب وقوع مثل هذه المآسي مستقباً، وإيجاد حل لسفن الإنقاذ التابعة لمنظمات غير حكومية مليئة بالمهاجرين، الذين غالباً ما يتم رفض دخولهم إلى موانئ الاتحاد الأوروبي لأسابيع.

ويأتي الاجتماع بعد غرق قارب كان يقلّ نحو 50 مهاجراً، الاثنن الماضي، قبالة جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، ما أدى إلى غرق 13 امرأة عى الأقل، بعضهن حوامل.

ورغم اتفاق الوزراء عى ضرورة عمل المزيد، إلا أن معظم دول الاتحاد الأوروبي قالت إنها تجد صعوبة في استيعاب المهاجرين عقب أزمة الهجرة في 2015، عندما تدفق أكر من مليون مهاجر، معظمهم من سورية، عى أوروبا.

ورغم أن أعداد المهاجرين انخفضت بشكل كبير منذ ذلك الوقت، بسبب اتفاقات أبرمها الاتحاد الأوروبي مع تركيا وليبيا، إلا أن هذه الأعداد بدأت ترتفع مرة أخرى عى الطريق الشرقي من تركيا في اليونان.

وصرح وزير خارجية لوكسمبورغ، جان إيسلبورن، للصحافين: «الوضع في اليونان يشبه في الجزر ما حدث عام .»2015

وبالنسبة ل«إعان مالطا» قال: «الأمور لم تتحرك بشكل كبير» لأن ثاث دول أخرى وافقت عى الاتفاق.

وأوضح أن عدداً أكبر، يزيد عى 12 بلداً، أبدى رغبة في المشاركة بالبرنامج لتشكيل أساس لسياسة لجوء دائمة لاتحاد الأوروبي بأكمله.

إلا أن ما حدث يشير إلى استمرار الجمود في جهود استبدال النظام الحالي، الذي يجبر الدول الواقعة عى الطرف الجنوبي من أوروبا، خصوصاً إيطاليا واليونان وإسبانيا، عى استضافة المهاجرين الذين يصلون إليها أثناء النظر في طلباتهم للجوء.

غير أن مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ديمريس افراموبولو­س، أكد أن الاجتماع خطوة أولى «ويجب إجراء المزيد من المناقشات».

هدف «إعان مالطا» إلى العثور عى سبيل لوقف مهربي البشر الذين يكدسون في قوارب متهالكة أعداداً كبيرة من المهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا.فمنذ عام 2016، لقي 19 ألف مهاجر عى الأقل حتفهم غرقاً، أو فُقدوا أثناء محاولتهم عبور مياه البحر المتوسط، بحسب منظمة الهجرة الدولية.

ومع ذلك، تخشى بعض دول الاتحاد الأوروبي أن يشكل «إعان مالطا» عامل «جذب» لمزيد من المهاجرين. بينما ترى دول أخرى أنها تستقبل أعداداً من طالبي اللجوء لا تتناسب بتاتاً مع عدد سكانها.

وصرح وزير الداخلية النمساوي، ولفغانغ بيشورن، للصحافين: «إنقاذ حياة الناس لا يعني تطبيق آلية توزيع».

حتى ألمانيا، التي أسهمت في وضع «إعان مالطا»، أبدت حذراً.

وأقرّ وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، لدى وصوله إلى الاجتماع، بوجود مخاوف، مشيراً إلى هشاشة «اتفاق مالطا». وقال «إذا انتهى الأمر بإساءة استخدام هذا الحل، بحيث يتحول مئات المهاجرين إلى آلاف، أستطيع أن أقول غداً إن الآلية المؤقتة انتهت».

 ?? رويترز ?? مخيم للاجئين في جزيرة ليسبوس باليونان حيث يواجه اللاجئون موسم برد وأمطار.
رويترز مخيم للاجئين في جزيرة ليسبوس باليونان حيث يواجه اللاجئون موسم برد وأمطار.
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates