Emarat Al Youm

مراهقون يرتكبون جريمة السرقة لشراء هواتف وسلع ترفيهية

فتيات يستولين على ثياب ومراهق يفر بدراجة وآخر بصندوق تبرعات

- محمد الرفاعي – الشارقة

المستشار القانوني أحمد حافظ:

«تزايد قضايا السرقة بين المراهقين يعود إلى انشغال الآباء بتوفير متطلبات الحياة.»

قال أخصائيون اجتماعيون وقانونيون إنهم رصدوا قضايا لأحداث تنظرها المحاكم، اتهم فيها مراهقون بارتكاب جريمة السرقة، وخلصوا إلى وجود ستة عوامل وظروف محددة لهذا السلوك، لافتن إلى ضرورة دراسة هذه الأسباب، والعمل عى معالجتها.

وأوضحوا ل «الإمارات اليوم » أن الأسباب الأساسية التي تدفع المراهق، أو تغريه بارتكاب هذا النوع من الجرائم، تتمثل في: عدم تمتعه بالقوة النفسية الكافية التي تضمن له السيطرة عى رغباته ونوازعه، وعدم إحاطته الكافية بمخاطر الجريمة، ورغبته في الحصول عى الأموال بسرعة، ووجود مشكلات في محيطه الأسري، وعدم اهتمام أبويه به اهتماماً كافياً، واختلاف ثقافة الأسرة عن ثقافة المحيط الذي تعيش فيه.

المستشار أحمد السيد:

«القانون يحرص على تقويم الحدث الجانح بما لا يلحق به ضررا نفسيا أو معنويا.»

ورصدت «الإمارات اليوم» قضايا اتهم فيها مراهقون بالسرقة عى مدار الأشهر الماضية في المحاكم، منها سرقة ثلاثة مراهقن متجراً لإلكرونيات، وقضية سرقة هاتف وإعادته لصاحبه بعد ساعات، وتهديده بعدم الإبلاغ عنه، ما جعله متهماً في قضية سرقة وتهديد، وقضية سرقة فتيات يافعات ثياباً من متجر بالشارقة، وسرقة دراجة نارية من منزل، وصندوق ترعات من مسجد، وغيرها من قضايا السرقة التي اتهم فيها أحداث لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، رغبةً منهم في شراء سلع ترفيهية وموبايلات حديثة للاستعراض أمام أصدقائهم. وأبدى المستشار القانوني غسان الدايه، من مكتب تشارلز راسل سبيجليز للمحاماة، قلقه من تنامي عدد المراهقن المتورطن في قضايا سرقة، داعياً إلى زيادة التوعية القانونية للأسر، لتنشئة الأبناء عى المبادئ والقيم السوية، مضيفاً أن تخلّي بعض الآباء والأمهات عن دورهم التوعوي يجعل البيئة خصبة لوقوع أبنائهم في مشكلات سلوكية قد تغلق الأبواب أمام مستقبلهم.

وأكد المستشار القانوني، أحمد توفيق حافظ، أن تزايد قضايا السرقة بن المراهقن، يعود إلى انشغال الآباء بتوفير متطلبات الحياة المادية، وتخليهم، لقاء ذلك، عن دورهم الربوي، الذي يعني متابعتهم لأبنائهم، لافتاً إلى أن «المراهق الذي يتورط في جريمة سرقة هو شخص لم يجد من يوجهه ويقوّم سلوكه عند استحواذه مثلاً عى ممتلكات غيره من أقرانه في المدرسة، أو الحضانة. وتالياً، يتنامى سلوكه معه، فيتحول إلى عادة مجرّمة، تنتهي به خلف القضبان أو في إحدى دور الرعاية الاجتماعية .»

واقرح حافظ تنظيم حلقات توعية قانونية في المؤسسات التعليمية، لتعريف الطلبة والطالبات بتبعات السرقة، وما ينتظر مرتكبها من عقوبات، لمنع حدوث ذلك، ما يشكل حصانة للنشء.

ورأى المستشار أحمد أمن السيد، أن إحكام رقابة الوالدين عى الأبناء، ومتابعتهم، وسؤالهم

الأخصائي الاجتماعي يعقوب الحمادي:

«على الأسرة عدم تعويد أبنائها على اقتناء أشياء ليست لهم.. ومطالبتهم بإعادتها.»

عن أحوالهم وسلوكياتهم وعلاقاتهم بالمدرسة، أو خارجها، يغرس فيهم قيم الأمانة والصدق، وعدم الاعتداء عى ملكية الآخرين، لافتاً إلى ضرورة تعريف الأطفال بأن «أخذ أشياء من الآخرين خلسة، والاستحواذ عليها، يقع تحت بند السرقة، وهو سلوك مرفوض أخلاقياً وقانونياً، ولا تقبل فيه المررات»، مشدداً عى أن «رقابة الوالدين هي التحصن الأول والأساسي للأبناء .»

وشرح أن «القانون يحرص عى تقويم الأحداث الجانحن، لا عى عقابهم بالمعنى الذي يلحق بهم ضرراً نفسياً أو معنوياً، أو يؤثر سلباً في مستقبلهم التعليمي. ولذلك نص عى تنفيذ عقوبة الحبس للحدث الجانح في أماكن خاصة، تتوافر فيها مراكز الرعاية الاجتماعية والربية والتعليم .»

من جانبه، قال الأخصائي الاجتماعي، يعقوب محمد الحمادي، إن أي مشكلة تواجه المراهق يكون سببها وجود خلل أسري «فقد يسرق المراهق شيئاً ما يرغب في الحصول عليه، لعدم مقدرته المالية عى شرائه، أو لأن السرقة شيء سهل بالنسبة إليه. وهناك من يسرق ليظهر لزملائه أنه قوي ولا يخاف ولا يكرث للعواقب. ولكن، في الحالات السابقة كلها، يكون الخلل نابعاً من وجود وضع أسري غير متوازن.»

وأضاف: «عى الأسرة عدم تعويد أبنائها عى اقتناء أشياء غير مملوكة لهم، ومطالبتهم بإرجاع الأشياء إلى أصحابها إذا حصلوا عليها منهم دون إذنهم.»

وحذّر الحمادي من تأثير الأفلام التي تظهر اللصوص أبطالاً، مطالباً بمنع الأبناء من مشاهدة هذا النوع من الأفلام، حتى لا يقلدوا أبطالها.

وبنّ أن هناك أسباباً عامة للسرقة، كالرغبة في الاقتناء مع عدم وجود المال، ووجود تقصير في الربية داخل الأسرة، والصحبة السيئة، وفرق السن بن المراهقن، وحب التقليد.

وأكد ضرورة غرس القيم الدينية والاجتماعي­ة الصحيحة في نفوس اليافعن، وغرس القيم الوطنية والعادات والتقاليد الأصيلة خلال تنشئتهم وتربيتهم، ونشر الوعي بشكل أكر بن الطلبة في المدارس.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates