Emarat Al Youm

قراءة الروايات الشعبية.. ترسخ التسامح لدى الأطفال

- دبي - الإمارات اليوم

أكدت مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، في العدد الأخر من مطبوعة «ومضات»، الصادرة عنها، أن القراءة تشجع عى ترسيخ التسامح. وقالت إن مجموعة من الأكاديميي­ن، من جامعات في المملكة المتحدة وإيطاليا، اكتشفت أن قراءة سلسلة روائية شعبية، يمكن أن ترسخ هذا الشعور الإيجابي في نفوس الأطفال والمراهقين والشباب.

وأضافت أن الدراسة التي نشرت في مجلة «علم النفس الاجتماعي»، رصدت كيف أن سلسلة «هاري بوتر» الشهرة ل«جي كي رولينغ»، حسّنت بشكل كبر مستويات التسامح والتعاطف لدى هذه الفئات العمرية الثلاث.

واستخدمت الدراسة عدداً من أطفال المدارس الابتدائية الإيطالية، وقُسموا إلى مجموعات صغرة، وزودت بعض المجموعات بمقاطع ناقشت موضوعات التسامح ونتائجها، في حين حصلت المجموعات الأخرى عى مقاطع وصفية كان موضوعها أخف بكثر.

وأجرى باحث، عى مدى ستة أسابيع، جلسات مع الأطفال، وقرأ وناقش أفكارهم بشأن المقاطع التي يقرأونها، إذ افرض أن موضوعات التسامح والعدالة في الكتب تساعد عى تحسين مواقف المشاركين، خصوصاً مع وجود عبارات كثرة في سلسلة «هاري بوتر» تحث عى التسامح والحب وتقدير الآخرين، مثل: «الاختلافات في العادة واللغة ليست شيئاً عى الإطلاق، إذا كانت

أهدافنا متطابقة وقلوبنا مفتوحة».

وجمع الباحثون آراء الأطفال حول الفئات الاجتماعية الموصومة اجتماعياً، مثل المهاجرين واللاجئين والمهمشين، قبل قراءة المقاطع وبعدها، لقياس التغرات في مستويات التسامح تجاه الآخرين.

وقالت الكاتبة في موقع «سايكسنرال»، هانا سروس: «لوحظت مستويات محسّنة من التسامح بشكل كبر، فقط لدى المشاركين الذين تعاملوا مع الشخصية المركزية )هاري( الذي يمتلك خصالاً إيجابية

مثل الشجاعة والجرأة والانفتاح». وأضافت أن القراءة تساعد عى تعريض الأطفال للسيناريوه­ات والخرات والمعتقدات خارج تجاربهم الخاصة، مشرة إلى أن تعلّم تبني وجهة نظر، أمر بالغ الأهمية، لأن الأطفال لا يولدون بطبيعتهم مع قيم اجتماعية، وهم في الواقع مغرورون بشكل عميق، وحساسون جداً للمعاير الاجتماعية السلبية، مثل العنصرية، مؤكدة ضرورة تعليم الأطفال التعاطف والسلوكيات العامة وممارستها، من أجل تنشئة أطفال أكر لطفاً وعطفاً يشعرون بالثقة في تحدي الآراء الثقافية السلبية. وأكدت الدراسة أن القراءة يمكن أن تقلل أيضاً الميول العنيفة من خلال بناء الشبكات في أدمغتنا، المسؤولة عن التخطيط والسيطرة عى الاندفاع، لافتة إلى أن القراءة تساعد الأطفال عى التفكر في المواقف .»

ولتحسين قدرة الأطفال عى التماهي مع الآخرين، دعت إلى تشجيع قراءة القصص المثرة، باعتبارها اسراتيجية للمساعدة عى تطوير «تبنّي وجهة نظر.»

وذكرت أيضاً أنه عندما لا يتعاطف الأطفال مع شخصيات، مثل فولدمورت ودراكو مالفوي، فإنهم يغرون مواقفهم لمعارضة الشخصيات التي تحمل السمات السلبية. وقالت الكاتبة، هانا سروس: «الأشرار الدجالون، مثل فولدمورت، ممن يرسمون أوجه تشابه دقيقة مع شخصيات واقعية، يقدمون طريقة فعالة لتعليم الأطفال كيفية الاحتفاء بالاختلاف وتقديره، وعلاوة عى ذلك يوضح بطريقة صديقة للطفل الضرر الذي يمكن أن تسببه وجهات النظر ضد مسألة نقاء الدم في عالم السحرة، والتمييز العنصري في العالم الحقيقي.»

 ??  ??
 ?? أرشيفية ?? القراءة تقلل الميول العنيفة بين الشباب.
أرشيفية القراءة تقلل الميول العنيفة بين الشباب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates