Emarat Al Youm

«الهالوين».. قليل من المرح كثيرٌ من الرعب

- شيماء يحيى - دبي أرشيفية

احتفل جزء كبير من العالم، أمس، كما في 31 أكتوبر من كل عام، بيوم الهالوين، أو كما يطلق عليه البعض «عيد الرعب»، وهو عبارة عن يوم ميء بالخِدَع والأجواء المرعبة، والحلوى التي يحصل عليها الأطفال من الكبار.

تقوم فكرة «الهالوين» عى مجموعة من طقوس الهلع والخوف، حيث يحاول الكثير من الأشخاص تزين منازلهم وتحويلها إلى منزل أشباح، من خال تشغيل الموسيقى المرعبة وإضاءة الشموع، أما الأطفال فيرتدون مابس مخصصة لهذا اليوم، يكون معظمها مرعباً، مثل مابس مصاصي الدماء ودراكولا، ويحاولون الاندماج في الأجواء رغم صغر سنهم.

ولا تقتصر هذه الاحتفالات عى الأسر والمنازل فحسب، بل بدأت تمتد إلى المدارس والحضانات والأندية، كنوع من المرح وتفريغ الطاقات، حيث تقبل الأسر عى شراء المستلزمات من مابس مفزعة وجماجم وغيرها.

لكن هل يؤثر ذلك في الصحة النفسية للصغار في المستقبل؟

سؤال توجهت به «الإمارات اليوم» إلى خراء الطب النفي والتربية، في محاولة للبحث عن الطرق الإيجابية للتعامل مع هذه الاحتفالية. عن تأثير هذه الاحتفالية في نفسية الطفل، قال الطبيب النفي، نادر ياغي، إن الأطفال تتأثر نفسياتهم بشكل كبير بيوم الهالوين، الذي تكر فيه مظاهر الرعب، ويضطرون غالباً إلى التفاعل معها، موضحاً أن «الطفل دون الخامسة يعاني مشكات في التمييز بن الواقع والخيال، لذلك فهذا يؤثر سلباً في حالته النفسية مستقباً، ويمكن أن يجعله شخصاً غير سوي».

وتابع: «إن الأطفال الذين تراوح أعمارهم بن ثمانية أعوام و12 عاماً تكون ذاكراتهم خصبة لاحتفاظ بالذكريات والمشاهد، ويشعرون بالخوف الشديد أثناء الهالوين، بسبب حدوث عنف واقعي أمام أعينهم، مثل اقتحام غرباء لمنازلهم أو اصطفاف أطفال في حديقتهم يرتدون مابس مرعبة».

وأضاف ياغي أنه «بمجرد أن يتعرض الأشخاص في سن صغيرة للتخويف أو عيش أجواء مرعبة، فإن هناك احتمالاً قوياً لتعرضهم إلى أمور سيئة عدة في المستقبل، منها الإصابة بالرهاب واضطرابات النوم، وأحياناً الدخول في أزمة التبول غير الإرادي، وهذه المجموعة من الاضطرابات العارضة يمكن لها أن تتطور إذا لم يتم التعامل معها من خال تدخل الطب النفي»، لافتاً إلى أن «الطفل سيجد صعوبة في التعامل مع عيد الرعب مرة أخرى، إذا كان قد تعرض لصدمة أو تخويف شديد، ويمكن أن يتطور الأمر إلى شعوره بالخوف مستقباً عند رؤية هياكل عظمية أو دماء، أو ندوب في الوجه، أو شموع، مهما تقدم به العمر، ولذلك يجب منع الأطفال إلى حد ما من العيش في أجواء رعب الهالوين حفاظًا عى صحتهم، والاكتفاء باحتفاليات قائمة عى المرح وليس الخوف».

ويؤكد ياغي أنه لا يمانع أن يحظى الأطفال بوقت ممتع في الهالوين «لكن تجب السيطرة عى نسبة الرعب التي يرونها خال هذا اليوم، مع ضرورة الابتعاد عن رواية القصص المخيفة لهم، لأن هذه الأشياء تظل محفوظة في أذهانهم، ويمكن أن تؤثر في حياتهم مع تقدمهم في العمر،» موضحاً أن «الطفل يمكن أن يعاني بعد الهالوين من حالات خوف ورعب خال ساعات الليل، ويفقد القدرة عى النوم، ويشعر بالقلق وفرط اليقظة، وبالتالي سيؤثر ذلك في حياته الدراسية والاجتماعي­ة، ويمكن أن يتطور الوضع إلى التفكير في أشياء سلبية وعواطف حزينة تؤثر في مسار حياته .»

من جهتها، تنصح الخبيرة التربوية، رشا كريديه، بأن «من الأفضل أن تبدأ المشاركة في الهالوين من سن ما بعد المراهقة، لأن الإدراك فيها يكون أكر من سن الطفولة والمراهقة نفسها، وبالتالي لن يكون لذلك تأثير سلبي كبير»، لافتة إلى أنها رصدت بنفسها معاناة بعض الأمهات نتيجة لتغير سلوكيات أطفالهن عندما شاركوا في احتفالية عيد الرعب، حيث أصابتهم حالات خوف ورعب خال ساعات الليل، فقدوا خالها القدرة عى النوم، وشعروا بالقلق وفرط اليقظة، وبالتالي أثر ذلك سلباً في حياتهم الدراسية والاجتماعي­ة.

وأوضحت كريديه أن «بعض الأطفال، خصوصاً دون السبع سنوات، يمكن أن يعانوا زيادة مستوى القلق، ما يجعلهم يعانون نوبات هلع بعد ذلك بمجرد قدوم

الهالوين الذي

الأحداث المخيفة تظل محفوظة في الأذهان وتؤثر مع التقدم في العمر

الصغير الذي يعتاد على المشاهد المخيفة يكون في الأساس لديه استعداد لممارسة العنف

«الفوبيا والقلق وفرط اليقظة، أهم تأثيرات الهالوين في الطفل.»

«الأفضل أن تبدأ المشاركة في )الهالوين( بعد سن المراهقة .»

يليه، أو الخوف الشديد عند مشاهدة أفام تحتوي عى لقطات عنف أو تخويف»، مؤكدة أن «العصبية المفرطة والعنف والدموية، أقل تأثيرات هذه الطقوس في نفسية الطفل، خصوصاً أنه يتعرض لمشاهد من الرعب مليئة بمنظر الدماء والوجوه المشوهة، وعندما ينجذب الطفل لمثل هذه الأحداث هنا يدق ناقوس الخطر»، وتحذر الخبيرة التربوية من أن «الصغير الذي تثيره هذه المشاهد ويداوم عى متابعتها، يكون في الأساس لديه استعداد لممارسة العنف، ولن تتوقف هذه الدموية عند مرحلة الطفولة إنما سيشب عليها، ثم سنحصد ثمار هذه الأعياد المليئة بالرعب بأن يصير لدينا جيل تربّى عى ثقافة التصفيق لأكر دموية .»

 ??  ??
 ??  ?? تعرّض الأشخاص في سن صغيرة للتخويف أو عيش أجواء مرعبة يؤثر سلبا في حالتهم النفسية مستقبلا.
نادر ياغي:
تعرّض الأشخاص في سن صغيرة للتخويف أو عيش أجواء مرعبة يؤثر سلبا في حالتهم النفسية مستقبلا. نادر ياغي:

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates