ري سول جو.. الشابة الأكثر تأثيرا في «مملكة الغموض»

في عالم يرزح تحت الغموض والكثير من التكهنات وقليل جداً من الحقائق المؤكدة، تحولت الشابة الجميلة ري سول جو إلى واحدة من أكر النساء تأثيراً عى أكر رجال العصر الحالي إثارة للجدل وزعيم أكر الدول الغامضة، بسياستها المتحفظة وقوانينها الصارمة، زعيم كوريا الشمالية أو ما يطلق عليها «مملكة الغموض»، كيم جونغ أون.

غالباً ما اختفت النساء في حياة زعماء كوريا الشمالية تحت ظال خفية وكثير من الخصوصية التي وصلت إلى حد إخفاء حقائق حول عدد أبنائهن أو تواريخ ميادهن، إلا أن الأمر يختلف إلى حد كبير مع الزعيم الحالي، حيث استطاعت زوجة الزعيم الحالي التي غالباً ما تميل إلى الاختفاء غير المنطقي، أن تقدم نظرة مغايرة وعصرية تماماً حول ما يمكن اعتبارها السيدة الأولى في ذلك المجتمع الذي لم يفضل يوماً مثل هذه المسميات لسيدات زعمائه.

تكهنات

هناك القليل جداً من التكهنات حول المعلومات الشخصية لحياة ري سول جو وميادها، فهناك من يعتقد بأنها قد ولدت بين عام 1985 وعام 1989، ما يعني بأنها قد تكون في الثاثينات من العمر، ومع وجود معلومات حول واقع أن عمة الزعيم الحالي هي من دبرت لهذه الزيجة، بمباركة الزعيم والده الراحل كيم جونغ إيل، ما يعني أن سول جو كانت من عائلة مهمة ومقربة من الحكم.

يعتقد بأن والد ري سول جو بروفيسور، وبأن عمها من القادة المهمين والمقربين من الزعيم الكوري، بينما يقال إن والدتها هي طبيبة ورئيسة وحدة الطب النسائي في أحد المستشفيات المهمة في العاصمة.

بالرغم من أنه ليس هناك تأكيد رسمي لأي من المعلومات المتناقلة حول الشابة الجميلة، إلا أن التقارير الاستخبارية الكورية الجنوبية، وغيرها من التقارير الأجنبية، تبين أن سول جو درست في مدرسة «جيمسنغ» في العاصمة، لتستكمل دراستها في الصين متخصصة بالموسيقى والغناء، كما أن بعض التقارير تؤكد أنها واحدة من المغنيات في «أوركسترا أونهاسو » التي قامت بعدد من العروض خارج حدود الباد، ومنها رحلة عام 2005 إلى كوريا الجنوبية كفريق التشجيع في بطولات آسيا الرياضية إلى جانب 90 مشجعة أخرى.

ماضي سول جو الترفيهي، قد لا يكون أحد الأسباب المثيرة للفخر بالنسبة للنظام الحاكم، ويقال إن المسؤولين الكوريين الشماليين يحاولون محو ماضيها كمغنية ومؤدية ترفيهية من خال مصادرة الأقراص المدمجة التي توثق أداءها.

في مجتمع محافظ لا يعلن عن العاقات الرومانسية قبل الزواج، وبالرغم من أنه لا يمكن لشخص تأكيد أي عاقة رومانسية بين الزعيم الكوري الحالي وزوجته، تبين بعض التقارير أن ري سول جو وكيم جونغ أون قد التقيا بعد حفل غنائي لها، كما أن حرص المسؤولين لمحو ماضيها قد يكون تأكيداً لهذه الحقيقة، وسواء كان زواجهما مدبراً أو كان نتيجة عاقة رومانسية بينهما، فالحقائق تبين أن الزعيم الراحل والد جونغ أون، كيم جونغ إل، حرص عى الإسراع في تزويجهما بعد إصابته بنوبة قلبية عام 2008، ويعتقد بأن مراسيم الزفاف تمت عام 2009، بينما يعتقد بأن ري أنجبت طفلها الأول عام 2010.

بالرغم من أن الإعان عن عاقات الزواج ليست أمراً معروفاً بين الزعماء الكوريين، وبالرغم من أن زواج كيم وري تم عام 2009، إلا أن الإعان عنه لم يتم قبل عام 2012، وذلك بعد ظهور متواضع لري في يوليو من ذلك العام، والذي أثار جدلاً كبيراً حول هوية تلك الشابة، التي اعتقد البعض بأنها حبيبة الزعيم، إلا أن إعاناً رسمياً مقتضباً من الحكومة الكورية الشمالية بين أنها في الحقيقة «زوجته، الرفيقة ري سول-جو،» وهو الأمر الذي لم يحصل سابقاً في تاريخ النظام الكوري الشمالي.

أناقة

مع بدء ظهور ري في الأحداث العامة إلى جانب زوجها، انتشرت الأخبار حول أناقة الزوجة الأولى واهتمامها بتبني الإطالة الأوروبية، ما يعتبر أمراً غير متعارف عليه بين السيدات الكوريات الشماليات، الأمر الذي يمكن اعتباره محاولة لإظهار شكل عصري ومختلف للصورة النمطية المتعارف عليها، بينما وصفها طاهي السوشي السابق للزعيم الراحل كيم جونغ إل، بأنها «شخصية جذابة جداً.. لا يمكن وصف صوتها فهو ناعم جداً.»، وكهدية وداع قدمت له حقيبة من ماركة «كريستيان ديور» خاصة بها.

دور دبلوماسي

تأثير ري سول جو الكبير، سواء من خال إطالاتها الهادئة والواثقة، وقدرتها عى التخفيف من المظهر ذي الخلفية القاسية والمخيفة لزوجها، إضافة إلى سيطرتها الناعمة عى شؤون أسرتها الصغيرة داخل المنزل، ومشاعر زوجها الذي يبدو أكر راحة حولها، جعلتها تحظى بدور دبلوماسي غير مسبوق.

في أبريل 2018 زار كل من كيم وري الرئيس الصيني تشي وزوجته، خال «القمة الكورية الدولية 2018»، وقد تم تغيير مسمى ري من مجرد «رفيقة»، إلى «الزوجة الأولى»، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا المسمى منذ 1974، بعد أن تم استخدامه سابقاً للزوجة الثالثة للزعيم السابق كيم إل سونغ، ما يعد تكريماً عظيماً ورفيع المستوى يبين مدى تأثير ري، وهو الحدث الذي التقت خاله بسيدة كوريا الجنوبية الأولى، للمرة الأولى، وبيّن اللقاء القرب بين السيدتين الأوليين، كما أسهمت ري في تنظيم زيارة واستضافة رئيس الجمهورية الصينية وزوجته في زيارتهما لكوريا الشمالية في يونيو الماضي.