Emarat Al Youm

دجى بن فرج: «أخيرا وجدت أمي» زورق نجاتي من السرطان

- حياة الحرزي - دبي

الإيمان بالله، والرضا والأمل وحب الحياة، هي المفاتيح التي استطاعت دجى بن فرج، التمسك بها للنجاة من مرض السرطان، والانتصار عليه بفضل ما تحقق لها من رعاية كاملة من زوجها وطفلها الوحيد، اللذين شكّلا حالة نموذجية للدعم الأسري الهائل الذي يتحدى المصاعب للوصول إلى بر الأمان، زد عى ذلك دعم أسرتها الإعلامية في إذاعة «نور دبي»، التي ساندت خطواتها لتواصل معها مشوار العمل الإعلامي مذيعة لأخبار، تطل عى رأس الساعة لتحمل لمستمعيها أخبار الإمارات

والعالم بنرة هادئة، تخفي وراءها تصميماً كبيرا عى مساعدة الآخرين، وتعميم تجربتها الناجحة في التغلب عى المرض الخبيث.

قصص للأطفال

رغبة دجى في الحياة، ودفاعها عن حقها في رعاية طفلها الوحيد، انعكسا عى تجربتها في الكتابة الأدبية، حيث استلهمت من تجربتها الشخصية ومعاناتها مع مرض السرطان، لتقديم مجموعة قصصية جديدة صدرت حديثاً بعنوان «أخيراً وجدت أمي ،» كان

لا يعلم الكثيرون أن كلفة علاج سرطان الثدي تقارب 1.٣ مليون درهم، وهذا ما يجعل الكثير من النساء حول العالم غير قادرات على الشفاء.

بمثابة زورق نجاة من معاناة السرطان، وقالت دجى ل«الإمارات اليوم»: «في فرة مرضي اكتشفت معاني جديدة للطفولة والأمومة، تتلخص في أسمى المعاني وأنقاها، وتجمع الحب والأمل والعطاء وتفاني الأم، إلى جانب معانٍ مثل الراءة والذكاء، وأسئلة الأطفال الكثيرة التي جعلتني لا أنى لحظات المرض القاسية، لكنني استطعت التعايش معها من دون أن أقدر عى نسيانها، بعد أن ترك السرطان آثاره الكبيرة في جسدي وحياتي»، وتضيف «منذ الأيام الأولى لاكتشافي المرض، لجأت إلى نشر يوميات عن كيفية التعامل مع الحالة الجديدة عر )فيس بوك(، وشجعني تقبل الناس عى مواصلة الكتابة. كان ذلك في عام 2016 حين لاحظ ابني قاسم، بأعوامه الستة، التغييرات التي كنت أمرّ بها كل مرة، إلى أن جاء يوم أسرّ فيه بمحبته الكبيرة لشعري، فسألته عن السبب فأخرني أن إليكسا تضع شعراً مستعاراً بعد أن تساقط شعرها، فاستفسرت عن صاحبة الاسم فباح لي ابني بمتابعته لحلقات المسلسل الأجنبي Katie( & ،)Alexa واطلاعه عى كل المراحل والأحاسيس التي مرت بها بطلة المسلسل، حينها شرحت له كل ما مررت به

خلال الفرة الماضية.»

تجربة حية

أسهمت صراحة دجى وشجاعتها في الحديث مع طفلها الوحيد عن مرضها، في التفكير جدياً في كتابة عمل قصي وجّهته لأطفال، عى الرغم من صعوبة التجربة والخوف من الفشل، أو عدم وصول الرسالة بالشكل الصحيح، الأمر الذي دفعها إلى تدوين تجربتها الشخصية مع المرض، وعلاقتها بأسرتها الصغيرة، ومن ثم الشروع بتقديمهاها في شكل عمل أدبي لأطفال، يبدو أنه وجد صدى طيباً لديهم، وذلك أثناء لقائها بأطفال مركز الجليلة لثقافة الطفل للمرة الأولى، حيث كانت أمسية فياضة بالمشاعر الإنسانية والرغبة في الحديث عن مرض يخاف الجميع من البوح باسمه، «لأسف هناك الكثير من حالات النساء اللواتي تخى أزواجهن عنهن بسبب المرض، ونقص المعلومات المتعلقة به، صحيح أنه مرض مخيف لكنه لا يقتل، وأنا اليوم أقدم للجميع تجربة حية للمعاناة، كما أنها مناسبة أيضاً لتأكيد أن مكافحة سرطان الثدي، والقيام بحملات توعية، لا يجب أن يقتصرا عى شهر أكتوبر فحسب، وإنما يجب تعميمه عى مدار العام، فالتوعية هي الخطوة الأولى، والهدف الذي يجب عى المجتمع الوصول إليه لتخطي عتبة الممنوع، وأنا هنا لا أريد أن أظلم الجمعيات ولا الجهود المبذولة في التعاطي مع هذا المرض، لكننا بحاجة إلى جهود أكر تنظيماً وجدية»، لافتة «قد لا يعلم الكثيرون أن الكلفة الإجمالية لعلاج مرض سرطان الثدي تقارب مبلغ مليون 350 ألف درهم إماراتي، وذلك بناء عى إحصاءات معتمدة في هذا الخصوص، وهذا ما يجعل الكثير من النساء حول العالم غير قادرات عى الشفاء.»

تجارب المعاناة

عى صعيد آخر، تصف دجى بن فرج مسيرتها المهنية أثناء فرة المرض بالاستثنائ­ية، مشيدة بتفهم إدارة عملها لطبيعة مرضها، واحتوائها لها وثقتها بقدرتها عى مواصلة العمل وهي مريضة، قائلة «في ثاني يوم من إعلامي الإدارة بخر مرضي، كان لدي نشرة أخبار في السابعة صباحاً، خفت حينها من عدم مقدرتي عى القراءة وإيصال صوتي للمستمعين، لكنني نجحت في أول اختبار نفي لي، واكتشفت بعدها أنني قادرة عى هزيمة المرض بعد أن أصبح العمل اليومي علاجاً نفسياً لي واظبت من خلاله عى تقديم الكثير من الفقرات والرامج التوعوية، إلى

جانب عدد من الأنشطة الشخصية والجهود الإنسانية التي لها علاقة بالتوعية بالمرض .»

صغار كبار

تحمل دجى بن فرج رصيداً من التجارب العلمية والعملية المرموقة، بدأتها بتخرجها من جامعة العلوم والاتصال بالعاصمة الجزائرية في عام 2000، سبقتها بتجربة إعلامية في إذاعة سطيف الجهوية، قبل أن تنتقل إلى الإمارات للعمل في عدد من القنوات الإعلامية، وتستقر منذ عام 2014 في إذاعة «نور دبي»، واصفة هذه التجارب الإعلامية بالقول «يبقى التلفزيون الجزائري المدرسة الأم التي تعلمت فيها الكثير عر عمي فيها

مقدمة للنشرات الإخبارية، إلى جانب إعدادي لعدد من التقارير في الاجتماع والثقافة والسياسة والاقتصاد، وعشرات المقالات في الصحف حول الأماكن الثقافية والمعمار في بلادي.»

وحول إمكانية عودتها إلى تقديم برنامج «صغار كبار» بعد سنوات من التوقف عى إذاعة «نور دبي »، أجابت «أتمنى أن يعود هذا الرنامج الذي استطعت من خلاله أن اكتشف الطفلة الصغيرة التي ترقد في داخي، رغم قصر مدة بثه التي لم تتجاوز آنذاك العام ونصف العام، إلا أنني أعتره من أجمل التجارب المهنية التي حظيت بها خلال مسيرتي في الإعلام، بعد أن كانت المحفز عى تجربة الكتابة لأطفال .»

للأسف هناك الكثير من حالات النساء اللواتي تخلى أزواجهن عنهن بسبب المرض ونقص المعلومات المتعلقة به.

 ?? الإمارات اليوم ?? دجى بن فرج تمسّكت بالإيمان والرضا والأمل وحب الحياة.
الإمارات اليوم دجى بن فرج تمسّكت بالإيمان والرضا والأمل وحب الحياة.
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates