Emarat Al Youm

الإعلام الغربي متحيز في تغطيته جرائم إسرائيل بغزة

- إعداد: حسن عبده حسن

كان الهجوم الوحي الإسرائيي عى قطاع غزة المحاصر متوقعاً، ليس نتيجة استفزازات قامت بها مجموعات في القطاع، وإنما هي السياسة الإسرائيلي­ة الواضحة، حيث تزداد شعبية أي سياسي بقدر توحشه في قتل الفلسطينين، وإمعانه في إيذائهم. وفي 12 نوفمر الماضي، وجهت إسرائيل ضربة قوية لقطاع غزة، وتا ذلك العديد من الضربات المماثلة التي قالت إسرائيل إنها موجهة ضد من وصفتهم ب«الميليشيات»، لكن الضحايا كانوا جميعاً من المدنين، والبنية التحتية المدنية في القطاع.

والأمر المحبط في الحقيقة هو وسائل الإعام الرئيسة بالعالم الغربي، التي ما فتئت تفاخر بدقة تغطيتها ونزاهتها، إلا أن الواقع في غزة مختلف عن ذلك، ففي تقرير نشرته محطة «بي بي سي» الريطانية في 13 نوفمر، أشارت المحطة إلى وجود «أعمال عنف عابر للحدود بن إسرائيل وغزة»، ولكن الحقيقة أن غزة ليست دولة مستقلة، وإنما تحت الاحتال الإسرائيي. من ناحية أخرى، ذكرت محطة «سي إن إن» الأميركية في 13 نوفمر أن «حملة الجيش الإسرائيي عى )الجهاد الإسامي( تدخل يومها الثاني»، وأكدت إدانة الأمم المتحدة لهجوم الصواريخ عى إسرائيل.

ومحطة «سي إن إن»، مثل معظم نظيراتها الأميركيات، تتحدث عن حمات الجيش الإسرائيي باعتبارها جزءاً أساسياً من «الحرب عى الإرهاب»، وبناءً عليه، فإن الحديث عن نزاهة تغطية هذه المحطات يعتر ضرباً من الخيال. والمحزن أن التحيز ضد فلسطن قد امتد إلى وسائل الإعام الرئيسة في الدول الأوروبية، التي كانت سابقاً تتسم بيء من النزاهة، إذا لم نقل التعاطف مع الشعب الفلسطيني.

وتحدثت صحيفة الموندو الإسبانية عن «موت» عدد من الفلسطينين، ومعظمهم من «الميليشيات»، ولم تذكر مرة واحدة المسبب الرئيس لكل هذه الوفيات، وهو إسرائيل. وكذلك صحيفة لاريبابليك­ا الإيطالية، المحسوبة عى اليسار، إلا أنها بدت أكثر يمينية من الصحف الإسرائيلي­ة، واكتفت بوصف الأحداث التي أدت إلى وفاة

المحزن أن التحيز ضد فلسطين قد امتد إلى وسائل الإعلام الرئيسة في الدول الأوروبية، التي كانت سابقا تتسم بشيء من النزاهة، إذا لم نقل التعاطف مع الشعب الفلسطيني.

وجرح العديد من الفلسطينين.

وكذلك صحيفة لوموند الفرنسية، إذ تحدثت بالطريقة ذاتها، حيث اقتبست الكلمات الإسرائيلي­ة ذاتها، مشددة عى عبارات قالها الجيش والحكومة الإسرائيلي­ان. والغريب، أن موت وجرح العديد من الفلسطينين في غزة لا يستحق مكاناً عى الصفحة الأولى، واختارت بدلاً من ذلك الركيز عى أخبار تافهة نسبياً.

وفي الوقت الذي يشعر فيه المرء بالأسى عى موت وأفول نجم الصحافة الجيدة في العالم الغربي، التي لطالما اعترناها حقائق مؤكدة، واستشهدنا بها لكونها صادقة في النقاشات والتحليات، لابد من الإشارة إلى أن هذه الصحف تعمل عى إخفاء أخبار قطاع غزة ومآسيه عمداً عن قرائها، منذ سنوات عدة، كي لا تيء إلى سمعة الحكومة الإسرائيلي­ة وحلفائها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates