Emarat Al Youm

طالبو اللجوء في إسبانيا ينامون بالشوارع وسط البرودة الشديدة

يستخدم اللاجئون الورق المقوى والبطانيات للتدفئة، في طقس ينخفض إلى ما دون 10 درجات مئوية، ويستمر من لا يحالفهم الحظ في إنجاز معاملاتهم في الصف حتى اليوم التالي.

- ترجمة: عوض خيري عن «البايس»

يقاسي طالبو اللجوء وأطفالهم الطقس البارد، بشكل يومي في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث تقول السلطات المحلية إنها لا تملك موارد كافية لإيوائهم، فمع اقراب شهر ديسمر، واستمرار انخفاض درجات الحرارة، يصطف عشرات الأشخاص، الذين فروا من بادهم، في طابور خارج مكتب خدمة المساعدة الاجتماعية البلدية بالعاصمة الإسبانية. وينتظرون هناك لساعات، وينتهي بهم المطاف في حالات عدة، وقد أمضوا الليل بالشارع، والنوم هناك كي لا يفقدوا مكانهم في الصف، عندما يفتح المكتب أبوابه في الصباح. هذه هي صورة مدريد هذه الأيام: الأطفال ينامون في الشوارع، والسكان المحليون يمدون لهم يد العون، بينما يقف مسؤولو المدينة والحكومة المركزية عى أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة.

أمضت الطالبة الفنزويلية، دانيليس ديل كارمن، وتبلغ من العمر 25 عاماً، هي وشقيقها البالغ من العمر 18 عاماً، ثاث ليالٍ خارج مكاتب المساعدة الاجتماعية، آملن فقط أن يكونا محظوظن، وأن يحصا عى سرير مجاناً. وتستدرك أنهما يقفان هنا «عى الرغم من أن الأسرة لا تصبح مجانية منتصف الليل.»

يتوافر في مدريد العدد نفسه للمساحات، التي كانت متاحة العام السابق لإيواء الاجئن، عى الرغم من ازدياد أعدادهم باستمرار. ويتوافر في الوقت الراهن 479 سريراً للنوم لياً، و30 ساحة في المراكز لإقامة نهاراً، وتفتح هذه المراكز كل عام من 25 نوفمر إلى 31 مارس، لتوفير المأوى لاجئن، خال الأشهر الشديدة الرودة. في منتصف سبتمر هذا العام، تم توفير 150 من هذه الأسرة عى أساس استثنائي، لتوفير المأوى لاجئن الذين كانوا ينامون خارج

مبنى خدمة المساعدة الاجتماعية لأشهر عدة.

لكن هذا الإجراء الطارئ لم يدم طوياً، فقد ظلت هذه المساحات تتقلص تدريجياً، قبل أن توفر مدينة مدريد لوزارة الهجرة، التي تعنى بشؤون الاجئن، مبنى بمنطقة سريسيديا، التي تقع عى بعد 57 كيلومراً من وسط المدينة، لاستيعاب طالبي اللجوء.

نقص الموارد

وتشكو الحكومة المحلية نقص الموارد، بحجة أن إدارة الاجئن مسؤولية الحكومة المركزية، وليست السلطات المحلية. ويقول أحد المسؤولن في الحكومة المحلية: «أتمنى أن نتمكن من فتح 10 آلاف مكان وحل مشكلة الاجئن، لكن الميزانية، البالغ قدرها 4.7 مليارات يورو، والمخصصة لعام 2020، ليس فيها متسع لهذا الغرض .»

وبينما تحاول السلطات البلدية

والوطنية سد الثغرات، يقدم السكان المحليون كل مساعدة لاجئن للعثور عى مأوى لهم، فهم يدفعون لهؤلاء الاجئن كي يظلوا في بيوت الضيافة، ويسمحون لهم بالنوم في منازلهم، أو ينقلونهم إلى كنائس. ويقول متطوعون يفدون إلى مكتب خدمة المساعدة الاجتماعية «السكان المحليون واضحون: ينبغي ألا ينام أي طفل في الشارع بهذا المكان.»

هذا العام، ارتفع عدد طالبي اللجوء، الذين وصلوا إلى مدريد، عر مطار باراخاس لأكثر من الضعف، من 20 ألفاً و500 طالب لجوء، العام الماضي، إلى 50 ألفاً في الوقت الراهن، وفقاً لبيانات أكدتها لجنة البلدية.

وبمجرد وصولهم إلى الباد، يذهب الاجئون إلى مركز شرطة ألوش الوطني، للحصول عى موعد لبدء عملية طلب الحماية الدولية. ويقول قائد الشرطة المكلف بمعالجة طلبات اللجوء، مانويل باز: «في العام الماضي، حددنا 200 موعد كحد أقصى في اليوم، والآن لدينا شهران ومازلنا نعالج أكثر من 600 طلب في اليوم.»

النوم في الشارع

عندما يصل الاجئون إلى إسبانيا، يقضون أيامهم الأولى بالنوم في الشارع، خارج مراكز شرطة مدريد وفي أماكن أخرى، وتنتظر النساء الحوامل والأمهات مع أطفالهن، والمصابون بالسرطان والربو في صف من أجل التسجيل للجوء. ويستخدمون الورق المقوى والبطانيات للتدفئة في درجة حرارة تنخفض إلى ما دون 10 درجات مئوية، ويستمر أولئك الذين لا يحالفهم الحظ في إنجاز معاماتهم في الصف حتى صباح اليوم التالي، آملن تسجيل أنفسهم، أما أولئك الذين يركون الصف، فإنهم يفقدون مكانهم.

هذا العام، ارتفع عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى مدريد، عبر مطار باراخاس لأكثر من الضعف، من ٢0 ألفا و500 طالب لجوء، العام الماضي، إلى 50 ألفا في الوقت الراهن، وفقا لبيانات أكدتها لجنة البلدية.

 ?? أ.ف.ب ?? لاجئون سوريون لحظة وصولهم إلى الأراضي الإسبانية طلبا
للجوء.
أ.ف.ب لاجئون سوريون لحظة وصولهم إلى الأراضي الإسبانية طلبا للجوء.
 ?? أ.ف.ب ?? أسر لاجئة من أماكن مختلفة داخل مركز إيواء مؤقت.
أ.ف.ب أسر لاجئة من أماكن مختلفة داخل مركز إيواء مؤقت.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates