«القاتل الصامت» يودي بحياة خادمتين أثناء نومهما

شرطة دبي سجلت 6 حالات وفاة بأول أكسيد الكربون العام الماضي

توفيت خادمتان آسيويتان اختناقاً بغاز أول أكسيد الكربون أو ما يعرف باسم «القاتل الصامت،» داخل غرفتهما بفيا يعمان فيها بمنطقة بر دبي، يوم السبت الماضي.

وقال مدير إدارة مسرح الجريمة، العقيد أحمد المري، ل«الإمارات اليوم»، إن هذه الحوادث تتكرر خال موسم الشتاء، إذ استخدمت الضحيتان موقداً للتدفئة بواسطة الفحم، وغلبهما النعاس دون إدراك خطورة هذا التصرف، ونظراً لعدم تجدد الهواء داخل الغرفة طغى غاز أول أكسيد الكربون عى الأوكسجين الموجود في المكان وماتتا أثناء نومهما.

وأضاف أن الإدارة سجلت ست وفيات بطرق مماثلة خال العام الماضي، لكن هذه الحالة الأولى من نوعها خال العام الجاري، لافتاً إلى أن هناك ضعفاً في الثقافة العامة لدى بعض الجاليات حول خطورة التدفئة بهذه الطريقة، خصوصاً في الأماكن المغلقة.

وأوضح المري أن صاحب الفيا التي تعمل بها الخادمتان لاحظ تأخرهما في الاستيقاظ صباحاً عن الوقت المعتاد، فظن في البداية أنهما غادرتا المنزل، وتوجه إلى

غرفتها وفتحها وفوجئ بأنهما في وضعية النوم، لكن دون استجابة تذكر.

وأشار إلى أنه استدعى الإسعاف وتأكد من وفاتهما خال الفحص ثم انتقلت خبيرتان بمسرح الجريمة المواطنتان، مساعد خبير إيمان بن طوق المري، ومساعد خبير

أشواق سعيد سالم، إلى الموقع، وتبين من خال الفحص أن الخادمتين استنشقتا أول أكسيد الكربون أثناء نومهما، بعد أن أشعلتا الفحم في موقد لتدفئة الغرفة، لافتاً إلى أن المنزل الذي شهد الواقعة حديث ونوافذه وأبوابه محكمة الإغاق ومزودة

بعوازل صوت، لذا حالت كلياً دون تسرب هواء جديد إلى الداخل ما أدى إلى ارتفاع نسبة الغاز القاتل.

وأوضح المري أن غاز أول أكسيد الكربون يعد من أخطر مسببات الوفاة، بل إن هناك حالات انتحار تحدث في دول أخرى بهذه الطريقة، نظراً لأنه يقتل بصمت دون شعور بالألم ولا أمل في النجاة منه إذا ملأ الرئتين.

ولفت إلى أن هناك صورتين للوفاة بهذا الغاز داخل الدولة: الأولى في أوقات الرودة كما حدث في هذه الواقعة، والأخرى في حالات النزاع بين المستأجر والمؤجر في بعض المنازل أو العقارات، ما ينجم عنها خاف حول استخدام الكهرباء، فيلجأ مستأجرون إلى تشغيل مولدات كهربائية، ويخفونها داخل الغرف، فينطلق منها عادم أول أكسيد الكربون الذي يتسبب في وفاة القاطنين في الغرف.

«غاز أول أكسيد الكربون من أخطر مسببات الوفاة لأنه يقتل في صمت.»

■ من المصدر موقد الفحم الذي أدى إلى وفاة الخادمتين بغاز أول أكسيد الكربون.

العقيد أحمد المري: