دأب سليماني على السفر باستمرار للإشراف على شبكة واسعة جدا من القوات التي أمضت إيران سنوات طويلة في إنشائها.
أبوالحسن، عما إذا كان سيكف عن الانتقام إذا طلبت منه إيران ذلك، أصر عى أن الميليشيات المدعومة من إيران لن تتوقف عن طلبها للثأر، مؤكداً أنه بغض النظر عن اسراتيجية إيران العسكرية، فإن أذرعها لا يمكن ضمان بقائها هادئة. وقال «حتى لو توقفت إيران عن طلب الثأر، فإن إيران ثأرت لسليماني، وعى الحشد أن يثار للمهندس».
ويعتر ما ستفعله أذرع إيران في نهاية المطاف مهماً جداً لأنه من غر المرجح أن تسعى طهران إلى مواجهة عسكرية تقليدية مع الولايات المتحدة، ناهيك بأنها ستسعى إلى حل نووي سريع لصراعها مع الولايات المتحدة، عى الرغم من أنها تعمل عى توسيع قدراتها عى تخصيب اليورانيوم، وتقصر المدة الازمة لحصولها عى الساح النووي.
ويمكن مقارنة نفوذ إيران باليد الممدودة التي ترك بصماتها في كل المنطقة، ولطالما قامت طهران برعاية مجموعات تعمل بالوكالة عنها موزعة في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا، وأصبح هناك لاعبون أساسيون ينفذون أجندتها. بعض حلفائها الإقليمين الأكر قوة هم حزب الله اللبناني والحشد الشعبي وحركة الحوثين في اليمن، إضافة إلى حركة حماس في غزة.
والعديد من هؤلاء الحلفاء لهم وجهات نظرهم الخاصة في ما يتعلق
بمقتل سليماني، وتختلف الآراء حول كيفية كل منها في تقديم المساعدة لإيران كي تنفذ انتقامها. وأكد مسؤول كبر من حزب الله اللبناني طلب عدم ذكر اسمه لأنه من غر المسموح لمسؤولي حزب الله التحدث مع الصحافة الغربية، أن حزبه يقف عى أهبة الاستعداد لتنفيذ الجزء المناط به لدعم إيران في صراعها مع الولايات المتحدة. وقال المسؤول «سيكون هناك الكثر من التصعيد ضد المصالح الأمركية في الشرق الأوسط، وإذا تفاقم الوضع وقامت الولايات المتحدة بضرب إيران، فإننا سنقطع اليد الأمركية عى الحدود اللبنانية. سنضرب إسرائيل».
وبالطبع فإن «حزب الله» معتاد عى الخطابات النارية، وكان الحزب قد خسر عدداً من قادته أمثال عماد مغنية، الذي اغتالته إسرائيل دون أن يرد الحزب بأكر من الحديث عن التعهد بالانتقام. وقال أستاذ العاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، الرفيسور فالي ناصر: «يمكنني القول إن الحكومة الإيرانية احتاجت لتوجيه الضربة إلى القاعدة الأمركية لإرضاء أنصارها في لبنان، والعراق، وداخل إيران بأنهم يردون عى مقتل سليماني». وأضاف «من الغريب أنهم أطلقوا العديد من الصواريخ عى قاعدتن ولم يكن هناك إصابات عراقية ولا أمركية، لكن في الوقت ذاته تريد إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة مفادها أنها تمتلك القدرات العسكرية لضرب الأهداف التي يريدونها»، مشراً الى أن العديد من وكاء إيران فهموا هذه الضربة المحدودة بهذه الطريقة.
وقال أحد أعضاء كتائب حزب الله، واسمه محمد مويهي لمجلة «فورين بوليي»: «نحن فرضنا عى أمركا اسراتيجية دفاعية جديدة عن طريق استخدام أسلحة متطورة دون أن تتمكن الولايات المتحدة من اعراضها واسقاطها». وأضاف «ومن جهة أخرى فإن عدم رد أمركا عى الضربة يظهر كيف أن الولايات المتحدة تخى انتقامنا. وكان خطاب ترامب في الرد عى هجومنا ضعيفاً جداً ولم يقنع حتى أتباعه».
ولكن عى الرغم من أن ما يراه مويهي عرضاً ناجحاً لقوة إيران العسكرية فإن الرجل يقول إن هذه الضربة غر كافية للتعويض عن خسارة سليماني، مشراً إلى أن ثمة ضربات انتقامية أخرى يمكن أن تأتي في المستقبل القريب. وقال «هذه الضربة الصاروخية كانت بمثابة صفعة لأمركا وليس انتقاماً. الانتقام سيكون مواجهة شاملة مع الوجود الأمركي في المنطقة. لقد حققت الضربة هدفاً جيداً، ولكن بالتأكيد ليست كافية كرد عى الجريمة الكبرة ضد شخصية الشهيد سليماني .»