Emarat Al Youm

تهديدات أذرع إيران تمثل الخطر الحقيقي الآن

حتى لو شعرت إيران بأنها راضية، فإن السؤال الكبير المطروح الآن هو ما إذا كانت المجموعات المقربة منها تشعر أيضا بالشعور نفسه، أو أنها ستسعى للانتقام لمقتل سليماني عن طريق شن العديد من الهجمات على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

- سولم أندرسون *

بدت ضربة إيران الرمزية إلى حد ما، والتي وقعت في وقت مبكر ضد القواعد العراقية التي تحوي جنوداً أمركين؛ كأنها تمت لإرضاء إيران بردّ سريع عى عملية مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني من قبل الأمركين. وترافقت الضربة الإيرانية عى قاعدة عن الأسد الجوية مع بيان يوضح أنها لا تنوي التصعيد إلا إذا ردت الولايات المتحدة عى ضربتها، ويبدو أن الرئيس الأمركي دونالد ترامب أجل الرد العسكري حالياً أيضاً.

ولكن حتى لو شعرت إيران بأنها راضية، فإن السؤال الكبر المطروح الآن هو ما إذا كانت المجموعات المقربة منها تشعر أيضاً بالشعور نفسه، أو أنها ستسعى لانتقام لمقتل سليماني عن طريق شن العديد من الهجمات عى مصالح الولايات وحلفائها.

وباعتباره المهندس الرئيس لاسراتيجية إيران المتمثلة في توسيع سيطرتها وتقويض النفوذ الأمركي في المنطقة، كان سليماني محبوباً جداً من قبل المجموعات التي تشكل أذرع إيران، مثل «حزب الله». ودأب سليماني عى السفر باستمرار للإشراف عى شبكة واسعة جداً من القوات التي أمضت إيران سنوات طويلة في إنشائها، وكان هذا الرجل يمثل مصدر الإلهام لأتباعه في شتى المناطق التي تقع تحت سيطرة النفوذ الإيراني، وكان يعرف ب«الشهيد الحي»، ويمكن مشاهدة صورته عى ملصقات موزعة من جنوب لبنان إلى اليمن، وغالباً إلى جانب المرشد الإيراني علي خامنئي.

ولهذا السبب صدر عن المجموعات التي تمثل أذرع إيران أعى الأصوات التي تطالب إيران بضرب الولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن انتقاماً لمقتل سليماني. وفي خطاب ألقاه الأمن العام ل«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، وجه تحذيرات قاسية الى الولايات المتحدة، وقال «الجيش الأمركي هو الذي قتله، وسيكون هذا الجيش وقواعده وكوادره وسفنه أهدافاً لنا.»

ومنذ اليوم الذي وجهت فيه

إيران ضربتها عى القاعدة الأمركية، وقع العديد من الصواريخ عى القواعد العسكرية في المنطقة الخضراء في بغداد، التي تضم قوات أمركية، ومن المرجح أن هذه الصواريخ أطلقتها وحدات من القوات الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي، والتي يشعر بعضها بالسخط من البيانات التي نشرتها قيادتهم والتي تحث فيها أتباعها عى ضبط النفس وعدم استفزاز الولايات المتحدة.

وتشر المقارنة بن استعداد طهران لعدم التصعيد مع الولايات المتحدة والخطاب العدائي الصادر عن أذرعها إلى ظهور مشكلة كبرة في المستقبل القريب، ولطالما حاولت إيران النأي بنفسها عن نشاطات

مجموعات مثل «حزب الله»، لكن بعد مقتل سليماني أعلنت صراحة عن قبولها بما تفعله بعض هذه المجموعات. وفي يوم الخميس الماضي عقد قائد القوى الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أمر علي حاجي زاده، مؤتمراً صحافياً، حيث ظهرت خلفه العديد من رايات حلفاء في المنطقة، وكان من الواضح من كامه بالنسبة للولايات المتحدة أنه إذا «قمت بضربنا فإننا سنرد عليك».

ومهما كانت حسابات إيران الاسراتيجي­ة، فإن المجموعات التي تشكل أذرعها لا يمكن ضمان بقائها هادئة كما تقول الخبرة الايرانية في مؤسسة سنشري فاونديشن الأمركية، دينا اسفندياي، التي أضافت: «أعتقد أن أذرع إيران يمكن

أن تجعل حياة أمركا كالجحيم، ونظراً إلى أن إيران تطرح نفسها باعتبارها مسيطرة تماماً عى هذه المجموعات يجب اعتبارها مسؤولة عن كل ما ترتكبه من أفعال.»

وهناك شخصية أخرى لا يمكن التغاضي عنها بسهولة عى الرغم من كل الاهتمام المركز عى موت سليماني، حيث قضت الطائرة بدون طيار التي قتلت سليماني أيضاً عى أبومهدي المهندس القائد العسكري لكتائب «حزب الله» العراقية. وتشكل جزءاً من قوات الحشد الشعبي، وهي مجموعة مسؤولة عن اقتحام السفارة الأمركية في بغداد في 31 ديسمر الماضي.

وعندما سئل أحد قادة الصف الثاني للحشد الشعبي، واسمه

وجود حالة من الاستعداد والتأهب وسط قبائل طوق صنعاء، بعد عودة عمليات التحرير إلى تخوم صنعاء، وأن عدداً من القبائل بات لديه القناعة الكاملة للمشاركة في عملية تحرير صنعاء، ومساندة الجيش والتحالف في استعادة الدولة والقضاء عى الانقاب.

ودعا قائد المقاومة الوطنية «حراس الجمهورية» عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، العميد طارق صالح، كل اليمنين إلى التوحد خلف معركة نهم الهادفة لتحرير العاصمة

صنعاء، كما أعلن استعداده لدعم ومساندة قوات الجيش في جبهة نهم بمحافظة صنعاء.

وقال في تغريدة عى «تويتر»: «إن قلوبنا وعقولنا مع الأبطال الأشاوس في جبهة نهم، الذين يسجلون الآن صفحة لابد أن تكون خالدة في معركة اليمنين لاستعادة دولتهم وجمهوريتهم»، مضيفاً: «جاهزون لدعم وإسناد المعركة الوطنية التي يخوضها أبطال اليمن في نهم، بكل ما نستطيع وكل ما نملك».

من جانبها، أعلنت ميليشيات الحوثي حالة الاستنفار، ودفعت

بتعزيزات مسلحة إلى جبهات نهم من عمران وذمار، إلى جانب إرسال اللواء الثاني حماية رئاسية بقيادة القيادي الحوثي، العمید خالد الجبري، التابع للميليشيات، إلى نهم.

إلى ذلك، واصلت مقاتات التحالف العربي شن غاراتها المساندة لقوات الجيش اليمني، وشنت، أمس، غارة جوية عى منطقة ضبوعة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وخمس غارات عى مديرية الظاهر بمحافظة صعدة، وأربع غارات عى مناطق متفرقة من مديرية صرواح في

محافظة مأرب، ما أدى إلى مصرع وإصابة عدد من عناصر الحوثي وتدمر آليات عسكرية تابعة لهم.

وفي صعدة، لقي عدد من عناصر الحوثي مصرعه وأصيب آخرون، جراء قصف لقوات الجيش اليمني عى مواقعهم في مديريتَي شدا ورازح، فيما عاودت قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية السادسة عملياتها العسكرية في مديريتَي المصلوب والغيل غرب محافظة الجوف.

وتمكنت قوات لواء الحسم حرس حدود، من إسقاط طائرة مسرّة تابعة لميليشيات الحوثي،

أثناء تحليقها فوق منطقة بردة بمديرية برط العنان في الجوف.

وفي مأرب، استهدفت ميليشيات الحوثي أحد مساجد المنطقة العسكرية الثالثة بصاروخ، مساء أول من أمس، في هجوم هو الثاني في أقل من أسبوع عى مواقع الجيش في المحافظة، وطال مساجد المصلن في المعسكرات.

وذكرت مصادر محلية أن الصاروخ الأخر سقط في مسجد مدرسة القوات الخاصة، وأسفر عن إصابة سبعة من المجندين.

 ??  ??
 ??  ?? موت سليماني خسارة كبيرة لإيران لن تعوضها بسهولة À. إي.بي.إيه
موت سليماني خسارة كبيرة لإيران لن تعوضها بسهولة À. إي.بي.إيه

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates