Emarat Al Youm

خبايا «القصر الأحمر» عمل فني ف

استمد المعرض عنوانه من قصر كائن في مدينة الرياض يعود إلى عام 1944. استطاع الفنان السعودي استحضار روح المكان وطاقته.

- أبوظبي إيناس محيسن

الأماكن ليست مجرد جدران وأثاث فقط، فللأماكن والأشياء حضور قد يخبو في أوقات معينة، لكنه لا يزول، أو كما يؤمن الفنان السعودي سلطان بن فهد، وفق ما ذكره ل«الإمارات اليوم»، بأن القطع والمقتنيات، مهما بدت للبعض كمخلفات قديمة لا قيمة لها، تحمل رسالة ما تحاول أن تعرّ عنها، وهنا يأتي دور الفنان ليتلمس هذه الرسالة ويرزها لآخرين في أعمال فنية مبدعة.

ويأتي معرض «القصر الأحمر» للفنان سلطان بن فهد، الذي افتتح أول من أمس في المجمع الثقافي بأبوظبي، واستمد عنوانه من القصر الأحمر الكائن في مدينة الرياض، هذا المبنى الأيقوني الذي يعود تاريخه إلى عام 1944، وكان محط الأنظار باعتباره انطلاقة مهمة للتطور العصري في المملكة، كما كان شاهداً عى العديد من الأحداث المهمة في تاريخ المملكة والمنطقة، حيث سكنه ولي العهد السعودي آنذاك الأمر سعود بن عبدالعزيز، وأصبح مقر إقامته ولياً للعهد وملكاً لسنوات، واستقبل فيه العديد من رؤساء الدول، مثل جواهر لال نهرو وجمال عبدالناصر وشكري القوتلي، وبعد انتقال الملك سعود إلى قصر الناصرية في عام 1953، أصبح القصر الأحمر مقراً لمجلس الوزراء السعودي، ومن ثم ديوان المظالم حتى عام 1987، ليغلق بعدها لسنوات في انتظار خطط التجديد. وقد مثل المعرض أول استخدام للمبنى، عى هذا المستوى، منذ أن تم إغلاقه.

واستطاع الفنان السعودي، في معرضه، أن ينقل الزائر إلى القصر الأحمر، ليبدو وكأنه يتجول في بعض غرفه وأروقته، من خلال أعمال فنية لم تكتفِ بعرض قطع مادية ملموسة، ولكن تجاوزت الملموس إلى المعنوي، لتستحضر روح المكان وطاقته، كما في عمل «عشاء القصر» الذي أعاد فيه تمثيل مشهد عشاء القصر بشكل يعكس أدق التفاصيل التي ظهرت في صور موائد العشاء التي أقيمت في القصر الأحمر في تلك الحقبة، من خلال مائدة الطعام التي توسطت القاعة، والكراسي المخملية الخضراء المصممة خصيصاً لهذه الغرفة، بالإضافة إلى أدوات المائدة الفعلية التي استخدمت لتقديم الأطباق الرئيسة ويزينها شعار المملكة، وهي أدوات كان الفنان قد بدأ في جمعها منذ سنوات عدة، كما تضمن العمل فيديو يلقي الضوء عى العاملن والخدم الذين كانوا يتولون إعداد هذه الموائد، ليقدمهم في مشهد موازٍ وهم يقومون بعملهم لإعداد الطعام، ثم ارتداء الزي الرسمي الذي كان مخصصاً لهم في ذلك الوقت.

سياجات الحرم

من الأعمال اللافتة التي يضمها معرض «القصر الأحمر»، الذي افتتحه رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، محمد خليفة المبارك، ويستمر حتى 28 مارس المقبل، عمل بعنوان «سياجات» استخدم فيه الفنان ثلاثة قضبان من النحاس كانت في الحرم الشريف خلال حادثة الحرم عندما هاجم إرهابيون المسجد الحرام وحاصروه لأكر من أسبوعن واحتجزوا ما يقرب من 100 ألف مصلٍّ وزائر كرهائن. وتظهر عى القضبان الثقوب التي خلفها إطلاق الرصاص، وقد وظفها الفنان لتكون منصة أثرية تعكس صورة للمساحة المحيطة بالكعبة، ورافقها عرض فيديو للحادث.

وكون السعودية وجهة لزوار وحجاج من مختلف دول والعالم، يأتون حاملن ثقافات مختلفة ويتواصلون رغم اختلاف لغاتهم، كان أيضاً ملهماً لعدد من الأعمال الفنية التي تجاوز الفنان مضمونها الظاهر ليغوص في ما تحمله من معانٍ إنسانية اجتماعية واقتصادية أيضاً، ومنها عمل «الاقتصاد المقدس» الذي وظف فيه زمزميات الماء التي خلّفها الحجيج وراءهم، بما عليها من زخارف وزينة تستمد خصوصيتها من الحدث والمكان، ولتعكس فكرة الاستخدام والإهمال، وترز التنوع والاختلاف رغم الوجود في جماعة.

رسائل الأشياء

الفنان سلطان بن فهد أكد ل «الإمارات اليوم » أن إعجابه بالقصر

الأحمر كتحفة معمارية كان هو الدافع لفكرة المعرض، إلى جانب حبه منذ سنوات لجمع التذكارات التاريخية والمقتنيات، موضحاً انه لم يجد صعوبة تذكر في

جمع المقتنيات والقطع التي وظفها في أعماله الفنية المعروضة. وأضاف: «قد يرى البعض عشقي لجمع المقتنيات وربما القطع المهملة نوعاً من

 ?? تصوير: إريك أرازاس ?? «القصر الأحمر» أصبح مقرا لمجلس الوزراء السعودي ومن ثم «ديوان المظالم» حتى عام 1987.
تصوير: إريك أرازاس «القصر الأحمر» أصبح مقرا لمجلس الوزراء السعودي ومن ثم «ديوان المظالم» حتى عام 1987.
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates