Emarat Al Youm

مجرمون يخلفون بصمات نفسية غريبة في مسرح الجريمة شرطة دبي نجحت في كشف جرائم وضبط مرتكبيها عبر بصماتهم النفسية.

لص يتسلل كالشبح دون ترك أثر.. وآخر يتبرز في موقع السرقة

- دبي

قال مدير إدارة مسرح الجريمة في الإدارة العامة لأدلة الجنائية، بشرطة دبي العقيد أحمد المري، إن هناك متهمن يخلفون وراءهم ما يعرف بالبصمة النفسية، أو الأسلوب الإجرامي المرتبط بمجرم بعينه، مثل لص مصاب باضطرابات في القولون اعتاد الترز في مكان الجريمة، وآخر محرف لدرجة كبرة يتسلل مثل الشبح، فيتصرف بطريقة منمقة، يدخل ويفتح الخزن ويغادر دون أن يرك أثراً، لدرجة أن شرطة دبي قبضت عليه قبل أن يدرك عدد من ضحاياه أن متاجرهم تعرضت للسرقة.

وقال المري، ل«الإمارات اليوم»، إن فريق مسرح الجريمة يحرص عى التعامل بكل دقة مع كل التفاصيل الموجودة بموقع الجريمة، لأن غرضاً بسيطاً أو أثراً ضعيفاً ربما يكون سبباً في كشف جريمة كرى وإدانة فاعليها، لافتاً إلى أن هناك ما يعرف بالبصمة النفسية، ويخلفها عادة مجرمون اعتادوا ارتكاب جرائم بعينها، مثل: الاغتصاب والتحرش بالأطفال أو المصابن بأمراض معينة.

وأضاف أن من الحالات المسجلة بهذه الطريقة لصاً مصاباً

باضطرابات في القولون، ومن فرط عصبيته أثناء ارتكابه الجريمة يترز في مكانها، حتى صار يتمتع بشهرة بن رجال المباحث، وبمجرد رصد آثاره تم جلبه والقبض عليه.

وأشار إلى أن هناك أساليب ارتبطت بمجرمن بعينهم، مثل لص آسيوي يتسلل إلى الدولة، ويتسم بذكاء حاد، وأسلوب فريد فهو لا يقتحم المتاجر أو المنازل التي يستهدفها بطريقة تقليدية، بل لديه معدات دقيقة يستخدمها في فتح الأبواب كما لو كان ساحراً، بغض النظر عن نوعية الأقفال، ثم يفتح الخزن بالطريقة ذاتها، ويستولي عى محتوياتها ويعيد إغلاق كل شيء بكل هدوء كما لو أن شيئاً لم يحدث، لدرجة أن بعض أصحاب المحال كانوا يشتبهون في موظفيهم ويتهمونهم بالسرقة، لكن استطاع خراء الأدلة الجنائية ومسرح الجريمة التوصل إلى أن هناك متسللاً ينفذ تلك السرقات، وتم القبض عليه أول مرة عام 2002.

وبعد نحو 10 سنوات، تكررت الجرائم بالطريقة ذاتها، وفي ظل حرص شرطة دبي عى توثيق الأساليب الإجرامية والبصمات النفسية، كتبت عى الفور اسم المتهم باعتباره مشتبهاً فيه أول، رغم إبعاده عن الدولة، وتم توزيع صوره عى الدوريات المرورية.

وأثناء جولة تفقدية في منطقة السبخة بعد صلاة الفجر، تم الاشتباه في رجل له الملامح والمواصفات الجسمانية نفسها، فتم تطويقه عى الفور، ولم يستطع الهرب لضخامته، وتبن أنه سرق لتوه ثلاثة محال، وانتظر فريق التحريات حتى اكتشف أصحاب المحال في الصباح السرقة وأبلغوا عنها، دون أن يتخيلوا أن هناك مفاجأة بانتظارهم هي القبض عى المتهم وبحوزته المسروقات.

وأوضح المري أن خبر مسرح الجريمة يجب أن يتمتع بقوة ملاحظة ودقة، لذا يولي القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، اهتماماً كبراً لهذه

العقيد أحمد المري:

«فريق مسرح الجريمة يتعامل بكل دقة مع كل التفاصيل الموجودة في موقع الجريمة.»

الفئة، لأنهم معنيون بالتعامل مع كل التفاصيل الدقيقة في موقع الجريمة، لذا أمر بإخضاع مسؤولي الدوريات لدورات في كيفية المحافظة عى مسرح الجريمة.

وقال إن المحافظة عى مسرح الجريمة تنقسم إلى قسمن: الأول: عدم إضافة دليل، مثل رمي عقب سيجارة، لأن تصرفاً بسيطاً مثل هذا ربما يربك دائرة العمل بالكامل، ويهدر وقتاً طويلاً في البحث عن مدخن السيجارة، وتحليلها

وفحص الحمض النووي.

أما القسم الثاني، فهو عدم إتلاف دليل، مثل تحريك سيارة من المكان، لافتاً إلى أن «هناك قضية مهمة عمل عليها سابقاً، شهدت مطاردة بن الدوريات والمتهم الذي سند بيده عى سيارة كانت تقف في المكان تاركاً أثراً عليها، واستطاع الهروب من المطاردة وعند العودة إلى السيارة فوجئناً بأنها غادرت المكان، وفقدنا دليلاً مهماً، لكن قبض عى المتهم لاحقاً.»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates