Emarat Al Youm

شعوب دول «الناتو» تفقد الثقة ب «الحلف»

- عن عوض خيري «الفايننشال تايمز» ترجمة:

هبطت ثقة الجمهور بحلف شمال الأطلي )ناتو( بحدة، في الولايات المتحدة ودول رائدة بالاتحاد الأوروبي منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، وفقاً لبحث جديد يسلط الضوء عى التوترات المتزايدة حول مستقبل هذا الحلف العسكري. وانخفضت نسبة الأشخاص، الذين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه «الناتو» بمقدار 10 نقاط مئوية عى الأقل في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بن عامي 2017 و2019، وفقاً لمسح أجراه مركز بيو لأبحاث. وظهرت نتائج الاستطاع قبل مؤتمر ميونيخ الأمني هذا الأسبوع، وهو تجمع سنوي يستمر ثاثة أيام لزعماء العالم والقادة العسكرين والدبلوماس­ين ومسؤولي الاستخبارا­ت، وقد طغت عليه توترات متصاعدة في العاقات بن ضفتي الأطلي في السنوات الأخيرة.

وتم تشكيل حلف الناتو عام 1949، لدعم الدفاع الجماعي ضد الاتحاد السوفييتي السابق، وأعاد اخراع نفسه بعد نهاية الحرب الباردة كحصن ضد النفوذ الروسي، بينما ظل يدرب ويقدم النصح للدول التي تكافح الإرهاب مثل العراق وأفغانستان. إلا أن الانعزالية التي أبداها ترامب «أميركا أولاً،» وانعدام الثقة بالمؤسسات المتعددة الأطراف، أضعفا ثقة الجمهور بهذه المنظمة. ووصفه ترامب، في حملته الانتخابية، بأنه قد «عفا عليه الزمن»، وانتقد الدول الأوروبية مراراً وتكراراً، لفشلها في التحرك بسرعة أكر بشأن التزاماتها بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحي عى الدفاع بحلول عام 2024. كما أثار ترامب غضب الحلفاء باسراتيجيت­ه المباشرة في الشرق الأوسط، عى مرأى ومسمع منهم، عندما سحب القوات الأميركية من شمال سورية العام الماضي، وأمر باغتيال القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني، بطائرة أميركية بدون طيار الشهر الماضي. توتر «الحلف»

وتسببت تركيا، أيضاً، في توتر «الحلف»، خصوصاً مع الهجوم العسكري الأحادي الجانب، الذي شنته بشمال سورية العام الماضي. وكرد فعل جزئي عى هذه العملية الركية، اعتر الرئيس الفرني، إيمانويل ماكرون، أن الناتو «مات دماغياً». واقرح الرئيس الفرني، أيضاً، ألا ينظر الحلف إلى روسيا كعدو، وهي وجهة نظر أثارت غضباً في بولندا ودول البلطيق.

وكشفت دراسة «بيو» أن متوسط 53% من 16 دولة من دول الحلف، شملها الاستطاع كان لديها رأي إيجابي عن «الناتو»، مع 27% فقط يعرون عن رأي سلبي. إلا أنه بن عامي 2017 و2019، انخفضت نسبة الأشخاص الذين كانت لديهم نظرة إيجابية إلى الحلف من 62 إلى 52% في الولايات المتحدة، ومن 60 إلى 49% في فرنسا ومن 67 إلى 57% في ألمانيا. وقد تم تنفيذ العمل الميداني لبيانات عام 2017 في الولايات المتحدة، بن فراير وأبريل 2017، أي بعد تنصيب ترامب. اتجاه معاكس

وفي المملكة المتحدة، حيث اكتسب حلف الناتو أهمية أكر نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان الاتجاه المعاكس يعمل أيضاً، حيث ارتفعت نسبة الآراء المؤيدة للناتو من 62 إلى 65%. كما أبرز استطاع «بيو» تضارب كثير من الآراء في أوروبا تجاه المادة 5 من معاهدة الناتو، التي تنص عى أن الهجوم ضد دولة عضو يعتر هجوماً عى جميع الأعضاء.

وعندما طُرح سؤال عى من شملهم الاستطاع عما إذا كان ينبغي عى بادهم أن تدافع عن دولة حليفة لها في حلف شمال الأطلي، ضد هجوم محتمل من روسيا، قال متوسط 50% في 16 دولة عضو بحلف شمال الأطلي، إنها يجب ألا تفعل ذلك، بينما أجاب 38% فقط بالإيجاب.

وكان هذا الردد واضحاً بشكل خاص في إيطاليا، حيث قال 66% من المجيبن إن إيطاليا يجب ألا تستخدم القوة العسكرية للدفاع ضد بلد متورط في نزاع عسكري خطير مع روسيا. وفي ألمانيا، كانت النسبة 60%، وفي فرنسا 53%. وفي خمس دول فقط من الدول ال16 التي شملها الاستطاع، وهي: هولندا والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وليتوانيا، قال نصفهم أو أكر إن عى بلدانهم استخدام القوة في حال شنت روسيا هجوماً عى عضو في «الناتو».

انخفضت نسبة الأشخاص، الذين لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه «الناتو» بمقدار 10 نقاط مئوية على الأقل، في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا بين عامي 2017 و2019، وفقا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث.

 ??  ?? تم تشكيل حلف الناتو عام 1949، لدعم الدفاع الجماعي ضد الاتحاد السوفييتي السابق، وأعاد اختراع نفسه بعد نهاية الحرب الباردة كحصن ضد النفوذ الروسي .
تم تشكيل حلف الناتو عام 1949، لدعم الدفاع الجماعي ضد الاتحاد السوفييتي السابق، وأعاد اختراع نفسه بعد نهاية الحرب الباردة كحصن ضد النفوذ الروسي .

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates