Emarat Al Youm

فرصة لتختبر الأمم والدول قدراتها في الأزمات كيف تمكنت الإمارات من الفوز في معركتها ضد فيروس «كوفيد-19»

-

تشكّل الفيروسات حيوانية المنشأ، وأشهرها فيروسات إنفلونزا الطيور والخنازير وإيبولا ونقص المناعة البشرية، أخطر أنواع الفيروسات عى البشر، لأن جهاز المناعة البشري لم يواجهها سابقاً ويكون أجساماً مضادة لها، ولهذا تتسبب بأعداد كبيرة من الضحايا. والعالم يواجه اليوم أحدث جائحة عالمية من تلك الفيروسات حيوانية المنشأ، وهو فيروس كورونا المستجد - سارس كوف 2 - الذي يتسبب بمرض «كوفيد- 19.»

وعى الرغم من تأثير الفيروس السلبي، فهو أيضاً فرصة لتختر الأمم والدول قدراتها عى تجاوز الأزمات، فتبتكر الحلول وتنطلق بتسارع أقوى نحو المستقبل بما اكتسبته من خرات وما أثبت جدارته من بنى تحتية وأساليب حوكمة وحكم. ولعل من أبرز أمثلة مواجهة هذه الأزمة والسيطرة عليها عى مستوى العالم والمنطقة، دولة الإمارات العربية المتحدة، فعى الرغم من أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات أعلنت يوم 29 يناير 2020 عن تشخيص أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في الدولة لأشخاص من عائلة واحدة قادمن من مدينة ووهان في الصن، فإن عدد الحالات المسجلة لإصابة بهذا الفيروس في الدولة بعد نحو شهر وأكر من 22 يوماً حتى ساعة كتابة هذه المقالة لم يتجاوز 153 حالة. في المقابل سجلت دول أخرى عشرات آلاف حالات الإصابة المؤكدة في مدة مماثلة، فكيف استطاعت الإمارات أن تنجح في معركة احتواء الخطر القادم بأقل الآثار السلبية عى المجتمع والاقتصاد؟

الدول الناجحة هي الدول التي تستعد للمستقبل، ويعني ذلك الاستعداد لاستفادة من الفرص السانحة من جهة، والاستعداد أيضاً للمخاطر والكوارث المفاجئة من جهة أخرى. ومن أبلغ ما قيل في الاستعداد للمستقبل، قول صاحب السمو الشيخ محمد بن

راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «هدفنا صنع المستقبل وليس توقعه، والحكومات غير المستعدة للمستقبل ستضيّع سنوات وتخسر ثروات.» وانطاقاً من هذه الرؤية استعدت دولة الإمارات منذ فترة طويلة لإدارة الأزمات والكوارث بتأسيسها في عام 2007 الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والكوارث والأزمات حرصاً من القيادة الرشيدة عى سامة أرواح المواطنن والمقيمن عى أرض الدولة، وحفاظاً عى المكتسبات والممتلكات، وهي تعمل اليوم عى تنسيق أدوار الجهات المعنية في الدولة لمواجهة تفي فيروس «كوفيد- 19،» والمشاركة في إعداد خطط الطوارئ وتنسيقها ومتابعة تنفيذها بالتعاون مع الجهات المختلفة في الدولة.

ومن ناحية الخدمات الحكومية، توجهت الإدارات الحكومية في دولة الإمارات مبكراً نحو تبني مقومات البيئة الذكية،

وعملت عى التحول إلى الخدمات الذكية، وتنفيذ مبادرات التحول الرقمي لتقديم خدماتها عن بعد، والعمل عن بعد، منها مبادرة دبي الذكية، واستراتيجي­ة دبي للمعامات الاورقية، التي تسعى إلى تحويل حكومة دبي بالكامل إلى حكومة با ورق في العام 2021.

منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ترى القيادة الرشيدة في الدولة أن الإنسان يمثل ركيزة التنمية، والهدف منها، وكما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله: «الروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط». ولهذا حرصاً عى سامة جميع سكان دولة الإمارات من ناحية، والحفاظ عى سبل عيشهم من ناحية أخرى، لم تتأخر السلطات الإماراتية في الاستجابة لتفي الفيروس عالمياً، وتعاملت بجدية كاملة مع المشكلة، فانطلقت سريعاً لاتخاذ مجموعة من الإجراءات شملت عدداً من الإجراءات قصيرة المدى، ومتوسطة المدى، وطويلة المدى.

فبدأت السلطات المعنية في الدولة بتطبيق مجموعة من الإجراءات الاحترازية الوقائية في منافذ الدخول في الدولة، وأطلقت آلية ترصد وبائي وفق معايير منظمة الصحة العالمية، منها تشغيل أجهزة المسح الحراري وإجراء فحوص طبية، وعززت مخزون المستلزمات الطبية. وأفادت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بأنها أجرت فحوصاً مخترية لأكر من 127 ألف حالة عى المستوى الوطني للتأكد من سامتهم وخلوهم من أعراض فيروس كورونا، وذلك حتى يوم 17 مارس 2020. ووفقاً لأرقام الفحوص يتبن أنه تم فحص 13 ألفاً و20 فرداً من بن كل مليون نسمة، وهي النسبة التي تتفوق بها دولة الإمارات التي يبلغ عدد سكانها 9.6 ماين نسمة، عى أكر دول العالم تأثراً بالمرض عى مستوى حجم إجراء الفحوص مقارنة بعدد السكان.

 ??  ?? الإدارات الحكومية في الإمارات توجهت مبكرا
نحو تبني مقومات البيئة الذكية.
الإدارات الحكومية في الإمارات توجهت مبكرا نحو تبني مقومات البيئة الذكية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates