Emarat Al Youm

تطوير نظام ذكي لمحاصرة ومكافحة «كورونا»

يمكنه فرز المناطق الآمنة عن المصابة لحظيا من خلال تطبيق على الهواتف

-

في مقابل الانتشار الحاد والسريع لفيروس «كورونا»، إلى الدرجة التي تعرقل جهود مكافحته وتطويقه، طور فريق من العلماء في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليات البيانات الضخمة، نظاماً ذكياً لمحاصرة ومكافحة انتشار الفيروس، عبارة عن شبكة رصد عميقة تفرز المناطق الآمنة عن تلك الموجود فيها عدوى بالفيروس لحظياً، وذلك من خال تطبيق يعمل عى الهواتف الذكية.

وأوضح الفريق العلمي أن فرص نجاح النظام مرهونة بأن ينتشر التطبيق بالطريقة نفسها التي ينتشر بها الفيروس، وهي الانتشار الكثيف السريع عى أوسع نطاق خال أقصر فترة زمنية ممكنة.

فكرة النظام

وانطلقت فكرة النظام الجديد، الذي طوره علماء معهد «ماساشوستس» للتقنية «إم آي تي» ونشروا تفاصيله عى غرفة الأخبار في موقع المعهد، من ظاهرة معروفة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، هي «تأثير الشبكة،» والمقصود بها أن انتشار تطبيق أو نظام ما عبر شبكة اجتماعية واسعة النطاق، تضم أعداداً متزايدة وضخمة من المستخدمين، يضمن له أعى مستوى من التأثير، كما هي الحال مع تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي. وبالتالي فإن الحصول عى نتائج سريعة وملموسة من ورائه في مكافحة فيروس «كورونا» ومحاصرته، مرهون بالأساس بانتشاره عى نطاق واسع، بين مايين المستخدمين في كل دولة، خال فترة قصيرة.

قاعدة بيانات

وبحسب ما أورده العلماء، فإن النظام يتكون من قاعدة بيانات قادرة عى التعامل مع البيانات الضخمة، تقوم عى تشغيلها وصيانتها وتأمينها، الجهات الصحية المختصة، وتطبيق عى المحمول، يقوم بتنزيله جميع المواطنين المستخدمين والمالكين لهواتف محمولة، من الأصحاء والمرضى معاً، وفي

الوقت نفسه جميع مسؤولي الجهات الصحية، والأجهزة المشاركة في تقديم الرعاية الطبية، ويستخدم التطبيق في بث إخطارات سريعة وفي خطوة واحدة تقريباً، عبر شاشة أو واجهة تفاعل موجودة بالتطبيق مخصصة بذلك، ليقوم المواطن أو أي من القائمين عي المكافحة من الطواقم الطبية، بإرسال إخطار عن حالة الشخص، سواء كان مشتبهاً في حمله للفيروس، أو ظهرت عليه أعراض الإصابة، ومراحل هذه الأعراض، يرفق به رقم هاتفه المحمول.

تشفير

وتنقل هذه البيانات بصورة مشفرة إلى قاعدة البيانات، بما في ذلك رقم الهاتف المحمول، ومفصول عنها كل ما يحدد هوية الشخص، لحماية خصوصيته. وبوصول هذه البيانات، تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأدوات تحليل البيانات الضخمة، بالتعامل معها لحظياً، فتقوم عى الفور بالاتصال بقواعد بيانات شبكات الهواتف المحمولة، لسحب البيانات الدالة عى الأماكن التي زارها وذهب إليها ووجد فيها الهاتف المحمول وصاحبه خال فترة زمنية محددة سابقة، تحددها السلطات الصحية.

ويتم سحب البيانات التاريخية المطلوبة بصورة مشفرة، ومن دون أي دلائل تحدد هويات أصحابها، وفي الوقت نفسه تقوم هذه الخوارزميا­ت بوضع هذه الهواتف قيد الرصد منذ لحظة وصول الإخطار، لتتبع حركة أصحابها لحظياً، لينشأ تلقائياً، ملف تعريفي بحركة صاحب المحمول، تترابط فيه بيانات التحركات السابقة مع الحالية والاحقة حال حدوثها.

صورة لحظية

ومع تجميع ووضع مايين الملفات

التعريفية معاً، تقوم الخوارزميا­ت وأدوات تحليل البيانات الضخمة، بتغذية خريطة تفاعلية ضخمة، تعمل بصورة لحظية، هدفها وضع صورة محدثة وآنية، تفرز أمام جميع المواطنين، الأماكن الموجود بها إصابات أو مصادر للعدوى، والأماكن الآمنة التي لم تتعرض للعدوى، وذلك بدرجات متفاوتة، حسب وجود المشتبه فيهم أو الحاملين للفيروس أو من أصيبوا به، في هذه الأماكن من عدمه، في الفترات السابقة والحالية، وحركتهم داخل المكان ومدة بقائهم به.

ويأمل العلماء في أن تصل عمليات التحليل والذكاء الاصطناعي، إلى مرحلة رصد المخالطين للمصابين، من خال التعرف عى الهواتف التي كانت موجودة بالمنطقة أو المكان الذي وجد فيه المصاب أو المشتبه فيه، وتتبع حركتهم أيضاً، واستخدام هذه البيانات في تحديد أدق لدوائر الاشتباه بالعدوى، ودقتها، وهي عملية تحليل عميق، تدخل فيها تقنيات تعلم الآلة آيضاً.

كيفية الاستخدام

وبحسب ما أورده العلماء، فإن استخدام النظام يتطلب فقط أن يقوم كل مواطن مصاب أو سليم، وكذلك كل من يعمل في مجال الرعاية الصحية، بتنزيل التطبيق عى هاتفه المحمول، وبعد التثبيت والتشغيل، يكون الاستخدام لهدفين: الأول خاص بالمستخدمي­ن المصابين أو المشتبه فيهم، أو من يعانون أعراض المرض، فيقوم تلقائياً بالإخطار عن نفسه، محدداً حالته عبر التأشير عى مجموعة من

الخيارات

التي تظهر بواجهة التفاعل الخاصة بالإباغ عن إخطار.

الأصحاء

أما الهدف الثاني فهو لأصحاء، الذين يرغبون في التحرك والانتقال من مكان لآخر، عبر مسار بعينه، وفي هذه الحالة يقومون بتشغيل الخريطة التفاعلية الحية للتطبيق، ويحددون المسار الذي يرغبون السير فيه، للوصول لأعمالهم أو لقضاء حوائجهم، ثم يستخدمون أمر فرز الأماكن الآمنة.

القاهرة À الإمارات اليوم

فرص نجاح النظام مرهونة بنشر التطبيق بالطريقة نفسها التي ينتشر بها الفيروس.

 ??  ?? النظام يرصد حركة المشتبه فيهم والحاملين للفيروس والمصابين ومخالطيهم. À رويترز مجاني ومفتوح قدّم العلماء البناء الكودي أو «شفرة المصدر» للنظام الجديد ككل والتطبيق الملحق به على الهاتف المحمول، في صيغة مفتوحة ومجانية، قابلة للاستخدام من قبل أي جهة حول العالم، وفي إصدارات تصلح للتشغيل على الهواتف العاملة بنظامي «أندرويد» و«آي أو إس» معا.
النظام يرصد حركة المشتبه فيهم والحاملين للفيروس والمصابين ومخالطيهم. À رويترز مجاني ومفتوح قدّم العلماء البناء الكودي أو «شفرة المصدر» للنظام الجديد ككل والتطبيق الملحق به على الهاتف المحمول، في صيغة مفتوحة ومجانية، قابلة للاستخدام من قبل أي جهة حول العالم، وفي إصدارات تصلح للتشغيل على الهواتف العاملة بنظامي «أندرويد» و«آي أو إس» معا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates