Emarat Al Youm

جهود الإمارات لمواجهة «التغير المناخي».. خطة استدامة ومحطات للطاقة النظيفة

- أمين الجمال ⬛ دبي

شدد خراء في مجال البيئة عى ضرورة العمل بشكل سريع لمنع حدوث ارتفاع في درجة حرارة الأرض خال السنوات المقبلة بما يزيد عى درجتين مئويتين، داعين المسؤولين والمجتمعات المدنية إلى التحول لاستخدامات الصديقة للبيئة، التي تضمن الاستدامة، لمنع تفاقم التغرات المناخية التي قد تؤدي إلى اختفاء سواحل دول وجزر ومدن بأكملها.

وأكدوا ل«الإمارات اليوم» أن دولة الإمارات تعد إحدى الدول السباقة في دعم خطط واسراتيجيا­ت الحفاظ عى البيئة، ومواجهة التغر المناخي بعدد من المبادرات والإنجازات، منها التحول بشكل كبر إلى الطاقة المتجددة، والركيز عى تعزيز الاستدامة في مشروعاتها التنموية.

وقال الخبر البيئي، الدكتور علي جاسم: «تتزايد التحديات التي يواجهها الإنسان في ما يخص التلوث البيئي والاحتباس الحراري والتغر المناخي والتأثرات السلبية عى كوكب الأرض، وبات واضحاً معاناة العديد من المناطق في العالم، إما بسبب التصحر أو الفيضانات أو حرائق الغابات أو صعوبة الحصول عى الموارد الازمة للحياة والتطور البشري».

وأضاف: «العديد من الكائنات الحية باتت مهددة بالانقراض، ما يهدد التنوع الحيوي والتوازن البيئي، وعى الرغم من الجهود المبذولة من الأطراف المعنية كافة لمكافحة التلوث والتقليل من الانبعاثات الحرارية، إلا أن التأثرات البيئية مستمرة، بل وتشهد مناطق بعض الظواهر المناخية التي لم تعهدها في السابق كارتفاع درجات الحرارة في قارة أوروبا، وحسب الدراسات والتقارير التي تصدرها المؤسسات والمراكز المتخصصة، فإن هذه التغرات المناخية مستمرة، بل وقد تتزايد في السنوات والعقود المقبلة .»

وأكد جاسم أهمية تكثيف الجهود المبذولة، من أجل تحقيق أمرين؛ الأول: الاستعداد لمواجهة تلك الكوارث الناجمة والتكيف مع التغرات المناخية، وذلك من خال إعادة التفكر في تخطيط وتصميم المدن والمجتمعات واستخدام وتطوير وسائل التنبؤ بالظروف الجوية ووضع خطط الطوارئ

والأزمات والاحتياطا­ت الضرورية، والثاني: الحد من الانبعاثات الغازية الضارة، والتقليل من النفايات الصلبة والسائلة، وذلك من خال التحسين في كفاءة استخراج وإنتاج واستخدام الطاقة والمياه والموارد الطبيعية الأخرى، وتنويع مصادر الطاقة، وتشجيع استخدام المصادر المتجددة والنظيفة.

وشدد عى ضرورة تطبيق مبادئ الاقتصاد المدور، بما يسهم في التقليل من استهاك المواد الخام المستخرجة من الطبيعة وكمية إنتاج النفايات، إضافة إلى زيادة الوعي لدى كل فئات المجتمع وتغير السلوكيات الخاطئة المتعلقة بالبيئة، وكذلك تدريب وتعليم وتأهيل كفاءات فنية وقيادية تعمل عى قيادة التغير الإيجابي والانتقال بالمجتمعات إلى مستوى بيئي أفضل وتطور بشري مستدام.

من جانبه، قال رئيس أكاديمية مانجسر الدولية، الخبر البيئي، الدكتور رياض حامد الدباغ، إن «العالم معرّض لخطر تخطي درجة حرارة الكوكب الحد الذي وضعه علماء المناخ في اتفاقية باريس.»

وأشار إلى تعدد العوامل التي تؤدي إلى هذا التخطي، وأهمها العنصر البشري الذي لعب دوراً كبراً منذ الثورة الصناعية وحتى الوقت الحاضر، حيث إن هناك استخداماً مفرطاً للطاقة، خصوصاً الغاز والبرول والفحم الحجري، ويعد ذلك سبب زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغاف الجوي،

وهذه الزيادة جعلت الأرض محاطة بكتلة وطبقة كثيفة من هذا الغاز، تقدر بمايين الأطنان، ما ينتج عنه مشكات بيئية متعددة، أهمها أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يسبب ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، وما يتبعه من ارتفاع مناسيب المياه في البحار والمحيطات، وهو أمر يؤثر بشكل كبر عى السواحل، وقد تغرق العديد من الجزر، وتتعرض مناطق ساحلية لاختفاء.

وأضاف أن «من المرجح أن يصل العالم إلى حد مؤشر درجة الحرارة العالية، خال السنوات الخمس المقبلة، والذي حدده علماء المناخ، ومن المتوقع بنسبة 40% أن تصل درجة حرارة الأرض إلى أشد سخونة من الدرجة المحددة بحلول عام 2025، فمن المحتمل أن تصل درجة حرارة الأرض إلى أشد سخونة من الدرجة المحددة )1.5 درجة( لعام واحد عى الأقل».

وأشار الدباغ إلى أن العلماء دعوا إلى عدم تخطي درجة الحرارة 1.5 درجة كحد أدنى، بهدف درء أسوأ آثار تغر المناخ.

كما حددت اتفاقية باريس للمناخ هدفاً هو إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية عند مستوى لا يزيد عى درجتين مئويتين، ومحاولة عدم تجاوز حد ال1.5 درجة مئوية، ما يعني أنه يتم التجاوز خال فرة طويلة، وليس خال عدد من السنوات.

وأضاف أنه إذا لم يتخذ العالم إجراءات، منها التحول من الطاقة غر المتجددة إلى الطاقة النظيفة، فسيواجه خطراً بيئياً شديداً، لافتاً إلى أن دولة الإمارات بدأت منذ فرة

في التحول إلى الطاقة الشمسية، وانطاقاً من ذلك أنشأت مجمعات للطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة، الخبر البيئي، الدكتور إبراهيم علي «وضعت دولة الإمارات خطة تستهدف أن تكون الإمارات واحدة من أفضل خمس دول بالعالم في جميع المجالات، ومنها الاستدامة، حيث بدأت الخطة في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وظهرت مبادرات عدة لتحقيق الاستدامة في كل القطاعات، سواء محلية أو اتحادية، بحيث تكون المباني صديقة للبيئة ومستدامة.»

وأكد حرص الدولة عى المشاركة في الفعاليات البيئية الدولية، التي تدعم التحول إلى الطاقة النظيفة، وتعمل عى إنقاذ كوكب الأرض من خطر التغر المناخي، وآخر هذه الفعاليات «كوب 27» الذي انتهت فعالياته قبل أيام في جمهورية مصر العربية، وستستضيف «كوب 28» العام المقبل، فالدولة تسهم في تقليل نسبة الانبعاث الحراري التي يشهدها العالم.

وأضاف أن الدولة نفذت عدداً من المشروعات التي تدعم الاستدامة، منها محطة الطاقة البديلة والمتجددة والطاقة النووية، مؤكداً أنه لابد من تفاعل المجتمع المدني مع خطط الحكومة في الحفاظ عى البيئة، إذ لايزال هناك تقصر في هذا الجانب، مشراً إلى أن تضافر الجهود يؤدي إلى نجاح تطبيق الخطط والاسراتيج­يات التي تضعها الجهات الرسمية والمختصون في مجال البيئة.

«ضرورة تطبيق مبادئ الاقتصاد المدور بما يسهم في التقليل من استهلاك المواد الخام المستخرجة من الطبيعة .»

«العالم معرّض لخطر تخطي درجة حرارة الكوكب الحد الذي وضعه علماء المناخ في اتفاقية باريس .»

«الإمارات وضعت خطة تستهدف أن تكون واحدة من أفضل 5 دول بالعالم في جميع المجالات ومنها الاستدامة .»

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates