Emarat Al Youm

حسم نزاع الحدود الصيني الهندي يواجه عقبات كثيرة

التقى مودي مع شي 18 مرة خلال الفترة بين عامي 2014 و2019، وهو أكبر عدد من مرات الالتقاء قام بها أي زعيم هندي في التاريخ الثنائي للدولتين.

- واشنطن ⬛ د.ب.أ

التقى الرئيس الصيني شي جن بينغ في 15 نوفمر الماضي، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لدقائق قليلة في حفل عشاء، أثناء قمة مجموعة العشرين. وكان اللقاء عبارة عن كسر علني للجمود، بعد ثلاثة أعوام مرت دون أي اتصالات عى مستوى عالٍ بن الجانبن.

ويقول الباحث السياسي الهندي في معهد جريفيث آسيا بجامعة جريفيث الأسرالية، الدكتور أتول كومار، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنريست» الأمركية، إنه عى الرغم من أن شي ومودي، لم يشاركا في أي اجتماع عى هامش قمة مجموعة العشرين، إلا أن الحديث المقتضب بينهما أعطى انطباعاً، عن أن هناك مفاوضات ثنائية مكثفة تجرى وراء الكواليس، لحسم الجمود العسكري بن الهند والصن.

وشهدت العلاقات بن الهند والصن معاناة شديدة للغاية خلال السنوات الثلاثة الماضية، فالقوات المسلحة الهندية، وجيش التحرير الشعبي الصيني، في حالة مواجهة في منطقة لاداخ منذ أبريل 2020. ومازال الوضع غر مستقر، حيث يقوم الجانبان بتطوير بنيتهما التحتية العسكرية سريعاً عند خط السيطرة الفعي، ومع ذلك تتفاوض الصن والهند في الوقت نفسه عى المستوين العسكري والدبلوماس­ي للحد من الأعمال العدائية وحسم حالة المواجهة سلمياً.

تطوير القدرات مع المفاوضات

ومن ثم يمكن القول إن تطوير القدرات العسكرية الداخلية يسر جنباً إلى جنب مع المفاوضات الثنائية في مسارات متوازية. ويعتر الحديث بن شي ومودي، خلال قمة مجموعة العشرين، دليلاً عى هذه العملية المكثفة، التي تهدف إلى الحد من العداء وتطوير أسلوب عمل جديد بن الدولتن.

ويقول كومار إن مودي التقى مع شي 18 مرة في الفرة بن عامي 2014 و2019، وهو أكر عدد من مرات الالتقاء قام بها أي زعيم هندي في التاريخ الثنائي للدولتن، كما أن مودي توجه إلى الصن خمس مرات لحضور قمم مختلفة وأبرم اتفاقيات سهلت العلاقات التجارية والسياسية.

ومع ذلك، كان لهذه التفاعلات أهمية عى المدى الطويل، ففي عام 2020، احتلت قوات التحرير الشعبي الصيني سبع مناطق متنازع عليها عى الجانب الهندي من خط السيطرة الفعي. وأسفر احتلال جيش التحرير الشعبي الصيني عن إبرام اتفاقيات ثنائية عدة من أجل السلام والهدوء عى الحدود، ولكنها أصبحت بلا معنى. وبالتالي واجه مودي انتقاداً داخلياً صارماً لاجتماعه مع شي من حن لآخر، مع عدم استيعاب نواياه الحقيقية.

ومنذ ذلك الحن، تجنب شي ومودي اللقاء في ما بينهما بصورة علنية، فقد تقابل الاثنان خلال اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، ولكن تجاهل كل منهما الآخر في العلن. ومع ذلك، هناك دلائل عى أنهما عقدا اجتماعاً خلف الكواليس.

وألحقت عملية التوغل التي قام بها جيش التحرير الشعبي الصيني في منطقة خط السيطرة الفعي الضرر بالعلاقات الصينية الهندية بشكل كبر، وأدت إلى اشتباك «وادي جالوان» في يونيو 2020 وإلى عمليات الانتشار المضادة التي قامت بها الهند في منطقة جبل كالياش. واقربت الدولتان من خوض حرب فعلية في أغسطس 2020، ومع ذلك ساد الهدوء، وساعدت المفاوضات الثنائية من خلال القنوات الدبلوماسي­ة والعسكرية عى عدم اشتباك القوات.

فك اشتباك جزئي

وحتى الآن عقدت الصن والهند 16 اجتماعاً لبحث حالة المواجهة، وهناك احتمال لعقد اجتماع آخر. وأسفرت المفاوضات عن فك اشتباك جزئي لقوات الجانبن من خمس نقاط مواجهة مع انسحاب القوات الصينية والهندية لمسافة متساوية لتوفر منطقة عازلة محددة، ومن ثم تحول خط السيطرة الفعي إلى «حزام المناطق العازلة» الذي يحظر عى جيي الدولتن صراحة، إرسال دوريات إلى هذه المناطق المحددة، ومع ذلك، يتوقع استمرار المراقبة غر البشرية.

ويبدو أن المناطق العازلة هذه تعتر ترتيباً مناسباً لتوفر مسافة بن القوات الصينية والهندية، وستوفر وقتاً كافياً للتحذير ضد أي توغلات، ومازالت الهند تعتر أقل استفادة، لأن معظم المناطق العازلة توجد في أراضي منطقة خط السيطرة الفعي التي تعترها تابعة لها. وعى أية حال، إذا كانت القوات الهندية لا تستطيع دخول هذه المناطق، فإن القوات الصينية أيضاً لا تستطيع دخولها، وهناك حاجة عاجلة لأسلوب عمل عن طريق التفاوض، لتسهيل دخول الرعاة المحلين إلى مراعيهم التقليدية الواقعة في هذه المناطق العازلة، وفرض الحظر عى دخولهم سيلحق الضرر البالغ بأحوالهم المالية.

فضاء

ويرى كومار أن مناطق خط السيطرة الفعي العازلة وفرت فضاء بن القوات الصينية والهندية. ومع ذلك، تثر مشروعات الجانبن السريعة المتعلقة بالبنية التحتية عى الحدود خطر وقوع حرب في المستقبل، وقد حققت الصن بالفعل هدفها المتمثل في منع القوات الهندية من تطوير بنية تحتية في المناطق المتنازع عليها، ويريد جيش التحرير الشعبي الصيني تعزيز مكاسبه والتفاوض من مركز قوة.

وهنا تفضل الصن تحقيق هدفها تحت سقف الحرب، وقد تجنبت بوعي الوصول إلى الحافة مع الهند، ومع ذلك لم يتقلص وضع قواتها أو انتشاراتها. ورغم حالات فك الاشتباك الجزئية، مازالت القوات منتشرة بالقرب من كل نقاط الصراع، وخلال الشهر الماضي أدخل جيش التحرير الشعبي الصيني ثلاثة ألوية مشاة إضافية إلى القطاع الشرقي لخط السيطرة الفعي، للحفاظ عى الضغط عى الهند طوال الشتاء.

ولطالما تمتعت القوات الصينية باتصالات وتسهيلات لوجستية أفضل عى الهضبة، وأدى تفوقها في البنية التحتية إلى تعزيز ثقتها بالنسبة للاشتباك مع القوات الهندية في أي مكان عى خط السيطرة الفعي، ولكن هذا الشعور سينحسر تدريجياً مع مجاراة الهند لتطورات البنية التحتية الصينية، فقد أدت خرة الجيش الهندي واسعة النطاق في مجال التحليق المرتفع، وامتلاك الأسلحة المتقدمة، والتدريبات العسكرية الدورية مع الولايات المتحدة وحلفائها، إلى زيادة تعزيز ثقة الهند بقدراتها، ومن ثم فإن التوازن العسكري عى خط السيطرة الفعي أصبح من الصعب التكهن به. وحفز هذا الدبلوماسي­ن من الجانبن عى البحث عن خيارات سلمية. وأوضحت عملية كسر الجمود بن شي ومودي في قمة مجموعة العشرين أن هناك جهوداً دبلوماسية محمومة تجرى وراء الكواليس، ومع ذلك لا يمكن توقع أي حل سريع لحالة المواجهة، فالدولتان مشاركتان في الوقت نفسه في مواجهة ومفاوضات. ومن الممكن أن تكون قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وقمة مجموعة العشرين في الهند العام المقبل، والتي من المتوقع أن يحضرها شي، موعداً نهائياً مؤقتاً لحسم حالة المواجهة بن الهند والصن.

ألحقت عملية التوغل التي قام بها جيش التحرير الشعبي الصيني في منطقة خط السيطرة الفعلي الضرر بالعلاقات الصينية الهندية بشكل كبير، وأدت إلى اشتباك «وادي جالوان» في يونيو 2020، وإلى عمليات الانتشار المضادة التي قامت بها الهند في منطقة جبل كالياش.

 ?? ?? شي ومودي.. علاقة متقلبة. ⬛ أرشيفية
شي ومودي.. علاقة متقلبة. ⬛ أرشيفية
 ?? ?? الهند تجاري الصين في تطوير بنية تحتية عسكرية بالمنطقة المتنازع عليها. عن «تايمز أو إنديا». ⬛ أرشيفية
الهند تجاري الصين في تطوير بنية تحتية عسكرية بالمنطقة المتنازع عليها. عن «تايمز أو إنديا». ⬛ أرشيفية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates