احذروا غدر الزمان
قبل أيام قليلة شاهدت موقفًا أثر بي كثرياً، شاهدت رجالً كبرياً يف السن يف أحد املعارض، وباملصادفة وجدته يطلب من أحد العارضني قلمًا أو دفرتاً من التي توزع كهدايا لزوار الفعالية كان يريدها البنه، ورغم أن هذا الرجل كان صاحب شركة كبرية يف يوم ما وكان هو من يوزع الهدايا ويجامل الناس يمينًا ويساراً، ولكن ألن الزمن دوار فقد دار عليه الزمان إىل أن وصل لهذه الحالة، وكان يبدو عليه االنهزام واالمتعاض من وضعه ولسان حاله يقول «ما باليد حيلة.»
أصعب شعور قد تشعر به بحياتك أن تشعر بأنه ال حول لك وال قوة أمام ظروف الحياة ومتغرياتها، خصوصًا عندما يتقدم بك
وأيض ًا العملية املعحدمرودوتة،صبحيحنقهادرفاتعكالً وإمكاناتك الصحية والنفسية
سيكون من الصعب عليك أن تشد من عزيمتك وتنهض من جديد إذا ما وقعت أو حصلت لك مشكلة أطاحمنتذبفكرتأةرطضًوايلة وهذه الفكرة تدور يف رأيس، خصوص .
ًا أنني أشاهد أناسًا كرثاً ال يحسبون حساب هذه املرحلة من العمر وال يستعدون لها جيداً، وتخيل معي حال ذلك الرجل الذي غدر به الزمان وبعد أن كان ميسور الحال يقيض حوائج أيامه بحمد الله ويسره، حتى أىت اليوم الذي جلس فيه بالبيت وأصبح غري قادر عىل العمل لظروف ما أو لوصوله سن التقاعد، ويا لتلك املصيبة إن كان غري مؤّمن براتب تقاعدي أو لم يدخر من أموال لتعينه عىل هذه املرحلة، فحينها سيصبح منتظراً للرحيل ويعجل يف طلبه وتمنيه.
أناس كرث من حولنا يدور بهم الزمان، وهذا أمر ال يمكن أن نتحكم فيه بشكل كامل، فمهما كان استعدادنا له إّال أن مشيئة الله وحكمته ستأخذ مجراها ال محالة، وأنا أؤمن كل اإليمان بهذا، ولكن هناك أشياء كثرية يمكن أن نفعلها يف حياتنا، خصوصًا ونحن لدينا القوة والقدرة لكيال يهيننا العمر ونصبح أذلة ملحدودية قدراتنا .
يف الحقيقة كرث من هم بهذه الحالة الصعبة يف مختلف املستويات والدرجات، فهناك من عمل جاهداً طوال حياته لتأيت العاصفة وتهد كل ما بناه، وهناك من ذاق أوضاعًا صعبة من حروب ومشكالت يف وطنه جعلته يصل لتلك الحالة، وهناك من كان يعيش حياته يومًا بيوم دون أن يضع يف حسبانه ضريبة العمر فلم يحسب ولم يخطط لهذه املرحلة العمرية، وهناك من قال بلنجفانبسهي،غدواًل أكونالدسريعاسينكمارباوكتن وشكفماأ رنبأيتمثهالمناواعللمشتعهبيمة لسيمقتفرتونك
شيئ ًا إال وقالته، ويذكر حينها املثل القائل «ما حك جلدك مثل ظفرك»، فحتى األوالد سينشغلون وسيصارعون الحياة، ومنهم من سيتخاذل عن الوقوف بظهر أبيه يف مثل هذه الظروف، فلهذا احذروا غدر الزمان.
ألننا نصادف أشخاصًا كرثاً يف حياتنا وأصبحنا منفتحني عىل أسرار بعضنا بعضًا، فبات من السهل أن نعرف ونتعرف عىل تجارب اآلخرين من حولنا، ونعرف فالنًا وما حصل معه من قصص، وفالنًا أين كانت الضربة القاضية بالنسبة له، ونعرف فالنًا وما هي حكايته وكيف نجح يف هذا وذاك، ولنأخذ كل هذه التجارب كعربة نستلهم منها طريقًا يناسبنا، وطريقًا يجعلنا نستعد جيداً لوقت قد تخوننا فيه األبدان واألذهان ورفقة العمر وحتى األبناء، خصوصا أن املذلة صعبة جداً يف مثل هذا العمر واالنكسار الداخيل سيكون عميقًا يف وقتها، فاحذروه واعملوا للنجاة منه إن كتب الله عليكم ذلك.