تنقلات المعلمين المفاجئة.. تربك المدارس الخاصة
تسبب تنقات المعلمن في المدارس الخاصة إرباكاً لإدارات المدرسية والطلبة، نتيجة لتأخر شرح المناهج الدراسية، وعدم قدرة المدارس على تعين البديل للمعلم المنتقل خال شهر.
وتلجأ مدارس إلى معلمن آخرين من مراحل دراسية مختلفة لسد شواغرها، أو تزيد عدد ساعات التدريس مؤقتاً لحن توفير معلمن جدد.
وقالت إدارات مدرسية إنها «رفعت تقارير إلى الجهات المعنية بشأن تنقات المعلمن المفاجئة، طالبت فيها بأن تتزامن عقود المعلمن مع نهاية العام الدراسي، إضافة إلى خصم راتب شهر من مستحقات المعلم المنتقل، لأن قراره المفاجئ في منتصف العام الدراسي يسبب إرباكاً».
كما أبدى ذوو طلبة استياءهم من تكرار ظاهرة تنقل المعلمن في المدارس الخاصة بعد مرور فرة على انطاقة العام الدراسي، لافتن إلى أن انقطاع المعلم فجأة عن وظيفته يبقي أبناءهم دون دراسة، أو يدفع المدارس إلى سد الشواغر بمعلمن من تخصصات مختلفة.
وقالت نائب مدير مدرسة الشارقة الأميركية الخاصة في أم القيوين، منى سرحال، إن «تنقات المعلمن خال العام الدراسي تربك الميدان التعليمي، خصوصاً إذا شملت التنقات أكر من معلم في تخصصات مختلفة، وأكر من مرحلة دراسية، إذ يقدم المعلم استقالته لإدارة المدرسة قبل شهر من انتقاله، وهي مدة قصيرة جداً، يصعب تعين البديل خالها».
وأوضحت أن «عقود العمل الموقعة بن المدارس الخاصة والمعلمن تسمح لهم بالاستقالة والانتقال إلى مدرسة أخرى في أي وقت، شرط أن يبلغ إدارة المدرسة بقرار الانتقال قبل شهر من الموعد المحدد، إلا أن هذه الفرة لا تسمح للمدارس بتعين معلمن آخرين وفقاً للشروط المعتمدة لديها، التي تشمل الخرة والأداء والتميز في مجال التدريس».
وأكدت سرحال على رفع تقارير إلى الجهات المختصة للمطالبة بعقود عمل تنتهي مع نهاية العام الدراسي، بهدف الحدّ من ظاهرة تنقات المعلمن المفاجئة خال العام الدراسي، على أن يجدد عقد العمل مع بداية العام الدراسي الجديد.
وقالت إنه «في هذه الحال، إذا قرر المعلم الاستقالة، أو الانتقال إلى مدرسة أخرى، يكون عليه إباغ الإدارة قبل ثاثة أشهر، مع خصم راتب شهر لإخاله بعقد العمل».
ورأت مسؤولة في مدرسة خاصة، فضّلت عدم ذكر اسمها، أن «التنقات تدفع الإدارات المدرسية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، حرصاً على مصلحة الطلبة، مثل زيادة عدد ساعات التدريس على بقية المعلمن لسد الشواغر».
وشرحت أن «المدارس تتخذ احتياطاتها مع بداية كل عام دراسي لمواجهة انتقال المعلمن المفاجئة، من خال إجراء مقابات مع المعلم الذي يتقدم للعمل في المدرسة، حيث تقيّم أداءه وخرته قبل الاستعانة به
وتعيينه في حال وجود شاغر، إلا أن العثور على معلم خال العام الدراسي ليس سهاً، نتيجة تعيينهم في مدارس أخرى».
وأشارت إلى أن «السبب الرئيس لانتقال المعلمن إلى مدارس أخرى، هو تلقيهم عروضاً برواتب وامتيازات أفضل مما كانوا يحصلون عليه، أو انتقالهم للسكن في مناطق بعيدة عن المدارس».
وأشار مسؤول قسم شؤون المعلمن في مدرسة خاصة، فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن «بعض المعلمن ينتقلون إلى العمل في مدارس أخرى قبل أسابيع قليلة من بداية الامتحانات الفصلية، الأمر الذي يربك المدرسة ويؤخر مراجعة الطلبة للمواد الدراسية، ما يضطر إدارات المدارس إلى إعادة جدولة الحصص مع بعض المعلمن
لتغطية النقص، من خال تكليف معلمن بحصص إضافية، ما يشكل عبئاً وضغوطاً عليهم».
وأوضح أنه «من المهم تحديد فرة سريان عقود العمل بن المعلمن والمدارس الخاصة على أن تكون مع بداية العام الدراسي ونهايته، لضمان مصلحة الطلبة، وضمان عدم تأخر المسيرة التعليمية في بعض المدارس، لأن التنقات تربك ذوي الطلبة وتدفعهم لنقل أبنائهم إلى مدارس أخرى، خصوصاً إذ تجاوز عدد المعلمن المنتقلن ثاثة معلمن في المرحلة الدراسية نفسها».
وقال ذوو طلبة: رائد العبد، ويوسف أبوخضرة، وسهى أحمد، ورندة أبورزق، إن «تنقات المعلمن تحرم أبناءهم من تلقي الحصص الدراسية لأيام عدة، وإن بعض المدارس توجه معلم الفيزياء لتدريس مادة الأحياء، ومعلم اللغة العربية لتدريس الربية الإسامية، ما يؤدي إلى عدم قدرة معلمي الاحتياط على تغطية المواد الدراسية وعدم أداء الطلبة أنشطة منزلية أو فصلية».
وأضافوا أنهم «يضطرون إلى نقل أبنائهم لمدارس تتميز بالاستقرار طوال العام الدراسي، لأن تنقل أي معلم خال العام وتعين معلم جديد بدلاً منه بمستوى خرة أقل أو بأسلوب تدريس مختلف، قد يؤدي إلى تدهور مستوى الطلبة وعدم فهمهم الشرح، لذلك فإن الاستقرار الوظيفي للمعلمن مهم للطلبة وذويهم، ويرفع من مستوى الطلبة في جميع المواد الدراسية».
«المعلم يقدم استقالته قبل شهر من انتقاله.. وهي مدة قصيرة جداً، يصعب تعيين البديل خلالها .»
«السبب الرئيس لانتقال المعلمين إلى مدارس أخرى هو تلقيهم عروضاً برواتب وامتيازات أفضل .»
«عقود العمل بين المدارس الخاصة والمعلمين تسمح لهم بالانتقال في أي وقت من العام الدراسي.»
«التنقلات المفاجئة تدفع الإدارات المدرسية لاتخاذ إجراءات استثنائية، حرصاً على مصلحة الطلبة .»