العادات الصحية في رمضان
يـــحـــتـــل شــــهــــر رمـــــضـــــان املــــــبــــــارك مــــكــــانــــة خــــاصــــة يف قلوب املسلمني كافة، فهو شهر للعبادة والتواصل الروحي، ومناسبة خاصة لتعلم الصرب، وممارسة أعــمــال الــخــر واإلحـــســـان، إال أنـــه ويف الــوقــت نفسه يقدم أيضاً فرصة سانحة قد تخفى عن كثرين، أال وهي تنمية العادات الصحية وتعزيزها إىل الدرجة الـــــتـــــي تـــســـتـــمـــر فـــيـــهـــا حــــتــــى بــــعــــد انــــقــــضــــاء هـــــــذا الـــشـــهـــر الــفــضــيــل، ومــــا أقـــصـــده هــنــا هـــو االهـــتـــمـــام بـالـجـانـبـني الـــــصـــــحـــــي والـــــــــــروحـــــــــــي، بـــــمـــــا يــــضــــمــــن عـــــافـــــيـــــة الــــجــــســــم وصالح الصيام.
ومــــن أجــــل ســــرد الــــعــــادات الــصــحــيــة الـــتـــي يـجـب عــى الجميع اتـبـاعـهـا، ســأبــدأ أوال بـالـسـحـور، كونه يمثل الوجبة األوىل التي تأيت قبل الفجر، وعليه أن يــــــكــــــون خـــــفـــــيـــــفـــــاً، ويف الــــــوقــــــت ذاتــــــــــه غـــــنـــــيـــــاً بـــالـــعـــنـــاصـــر الغذائية التي تضمن استدامة الطاقة طوال اليوم، وطبعاً تبقى السوائل مفتاحاً لكل سحور، وعليكم بشرب املاء والعصائر مع تجنب الكافيني، كونه يد ّر البول، ويذهب السوائل.
أمـــا بـالـنـسـبـة لــإفــطــار، فــمــا أجــمــل اتـــبـــاع الـسـنـة الـــنـــبـــويـــة الـــشـــريـــفـــة، والــــبــــدء بــالــتــمــر واملــــــــاء، ومـــــن ثـم مـــجـــمـــوعـــة مـــتـــنـــوعـــة مــــن األطــــعــــمــــة املـــــتـــــوازنـــــة، بـــمـــا يف ذلــــك الـــخـــضـــراوات والـــلـــحـــوم الــخــالــيــة مـــن الـــدهـــون، بـــــــاإلضـــــــافـــــــة إىل الـــــــفـــــــواكـــــــه والـــــــحـــــــلـــــــويـــــــات مــــــــع مـــــــراعـــــــاة االبــتــعــاد عــن الـسـكـر إال مــا كـــان يف حـــدود املـعـقـول؛ وطـبـعـا تـجـب مــراعــاة شــرب كمية كـافـيـة مــن املـــاء ما بــــــني اإلفـــــــطـــــــار والــــــســــــحــــــور، ألن هــــــــذا مــــــن شـــــأنـــــه مـــنـــع الجفاف وتجهيز الجسم لصوم يوم جديد.
وال أضـيـف جــديــدا إذا نصحتكم بـعـدم اإلفـــراط يف تـــنـــاول الـــطـــعـــام أثـــنـــاء اإلفــــطــــار، حـــيـــث إن كــــال مـن االعــــــــــــتــــــــــــدال جــــــنــــــبــــــا إىل جــــــنــــــب مـــــــــع الـــــــــبـــــــــطء يف تــــــنــــــاول األطعمة، يسمحان للجسم بهضم الطعام بشكل أفضل، ويضمنان الراحة يف سائر اليوم.
انتقل إىل النشاط البدين، وهـو يف هـذه الحالة الــــــتــــــمــــــاريــــــن املـــــعـــــتـــــدلـــــة كـــــــاملـــــــي الــــــســــــريــــــع أو الـــــهـــــرولـــــة الخفيفة، أو يمكن غـر ذلــك مـن الـتـمـاريـن الـتـي قد تعجبكم وتحلوا لكم، وما يهم هنا هو الحرص عى دمـــــــــــج تــــــلــــــك الـــــــتـــــــمـــــــاريـــــــن الـــــــريـــــــاضـــــــيـــــــة ضــــــمــــــن الـــــــجـــــــدول الرمضاين، بما يدعم الصحتني البدنية والروحية، الســـيـــمـــا إذا مــــا نــجــحــتــم بـــاخـــتـــيـــار نـــــوع الـــنـــشـــاط الــــذي يـــتـــنـــاســـب مــــع جـــســـمـــكـــم، وأيـــــضـــــا يف تـــحـــديـــد تــوقــيــتــه املــــنــــاســــب الــــــــذي ال بـــــد أن يـــــــأيت بــــعــــد اإلفــــــطــــــار أو قــبــل الــــســــحــــور، ألنـــــه إذا مــــا أىت خـــــالل ســــاعــــات الـــصـــيـــام، فــإنــه سـيـسـتـنـزف مــخــزون الــطــاقــة بـشـكـل ســريــع، ما يــؤدي إىل زيـــادة التعب والـجـفـاف، خاصة يف األيــام الحارة.
وأؤكـــــــــــــد لـــــكـــــم خــــــتــــــامــــــا أنـــــــــه وبــــــعــــــد اتـــــبـــــاعـــــكـــــم تـــلـــك الـــــــنـــــــصـــــــائـــــــح، إىل جــــــــانــــــــب مـــــــراعـــــــاتـــــــكـــــــم فــــــــــــــــرات الـــــــنـــــــوم املـنـتـظـمـة، وابــتــعــادكــم عـــن الـــعـــادات غـــر الـصـحـيـة، مثل التدخني بـأنـواعـه، ستنجحون يف إعـــادة ضبط أنفسكم، ليس عى املستوى الروحي فحسب، بل عــى الــجــســدي أيـــضـــاً، وســتــؤســســون حـتـمـاً لــعــادات صحية تستمر معكم مدى الحياة.