Emarat Al Youm

هل تايلور سويفت هي وردزوورث عصرنا

- * باحث زائر يف جامعة هارفارد د. كمال عبدالملك *

يف تــــــــق­ـــــــريـ­ـــــــر ملــــــجـ­ـــــلــــ­ــة «هـــــــــ­ـــــــارف­ــــــــــ­ــــــارد غـــــــــ­ــــازيـــ­ــــــــــ­ت» هــــــــذ­ا األســــبـ­ـــوع، نـــقـــرأ عـــن قـــــدرة املــغــنـ­ـيــة الـــشـــه­ـــرة تــايــلــ­ور ســويــفــ­ت عـــى الــتــأقـ­ـلــم مـــع عـــوالـــ­م شـــعـــرا­ء الـعـصـر الرومانيس اإلنجليز. طلبت الربوفيسور­ة ستيفاين بــرت يف إحـــدى املــحــاض­ــرات مــن طـابـهـا التفكر يف دورهــــــ­ــــــــم كــــمــــ­ســــتــــ­مــــعــــ­ن ألغـــــنـ­ــــيـــــ­ة «فــــــيــ­ــــفـــــ­ـتــــــن»، الــــتـــ­ـي قدمت فيها سويفت نفسها كفتاة معربة عن فرتة املراهقة والصداقة بكلمات مؤثرة.

قـــارنـــ­ت بــــرت بـــن خــصــائــ­ص األغـــنــ­ـيـــة الــتــأمـ­ـلــيــة وقــصــيــ­دة الــشــاعـ­ـر اإلنــجــل­ــيــزي »Wordsworth« وردزوورث، ‪»Tintern Abbey«‬ (ديـــر تينترن) لعام .1798

اســـتـــق­ـــبـــل الـــــطــ­ـــاب الــــــــ­ـدرس بـــتـــفـ­ــاعـــل إيـــجـــا­بـــي، وكـــــانـ­ــــوا يـــجـــلـ­ــســـون يف صـــفـــوف­ـــهـــم يـــنـــصـ­ــتـــون بـــانـــت­ـــبـــاه شـــــديــ­ـــد، ويــــضـــ­ـحــــكـــ­ـون أحـــــيــ­ـــانـــــ­ا عــــنــــ­دمــــا تـــــطـــ­ــرح بــــرت إشـــارات داخلية ملعجبي سويفت. كانت هـذه هي الــــدورة الــكــربى الــتــي دّرســتــهــ­ا بـــرت عــى اإلطـــاق، واألكرب أيضا يف مجال الفنون والعلوم اإلنسانية يف جامعة هارفارد هذا الربيع.

بـــالـــن­ـــســـبــ­ـة ملـــنـــه­ـــج الــــــــ­ــدورة، تــــم تــنــظــي­ــمــه حــســب «فـــــــــ­ــــرتات» مـــــســـ­ــرة ســــويـــ­ـفــــت املــــهــ­ــنــــيــ­ــة، حــــيــــ­ث بــحــث الــــــطـ­ـــــاب مـــــوضــ­ـــوعـــــ­ات ثــــقــــ­افــــة املــــعــ­ــجــــبــ­ــن والــــشــ­ــهــــرة واملراهقة والنضج، إىل جانب أغان لفنانن آخرين وكتابات أدبية.

أشـــارت بـــرت إىل أنـهـا تتطلع لكسب الـطـاب لـــــيـــ­ــس فـــــقـــ­ــط تــــــقــ­ــــديــــ­ــرا أعــــــمـ­ـــــق لـــــســـ­ــويـــــف­ـــــت، بــــــل أيـــــضــ­ـــاً ملـــجـــم­ـــوعـــة جـــــديــ­ـــدة مـــــن األدوات لـــلـــتـ­ــحـــلـــ­يـــل األدبـــــ­ـي والثقايف ألعمال الكتاب من الكاسيكين الكبار.

يف مــــقــــ­ابــــلـــ­ـة قــــبــــ­ل املــــــح­ــــــاضــ­ــــرة، صــــــرحـ­ـــــت بــــــرت: «أفــــــــ­ـضــــــــ­ـل طــــــريـ­ـــــقــــ­ــة إلدخــــــ­ــــــــــ­ــال شــــــــخ­ــــــــص مـــــــــ­ا إىل حــــيــــ­ز االهـتـمـا­م (عـنـد الــطــاب) هــي ربـطـه بــيء يحبونه بالفعل.

أعتقد أننا سنجد أن كثرا من طاب هارفارد ســيــقــر­ؤون ‪Alexander Pope‬ ألـيـكـسـا­نـدر بـوب (ت. ،)1744 ألنــــه يف دورة تـــايـــل­ـــور ســـويـــف­ـــت، أكـــر مما لـو ظهر فقط يف دورات تتعلق بأشخاص قد غــابــوا عــن عـاملـنـا مـنـذ قــــرون». وأضـــافــ­ـت: «عــــادة ما يـــــعـــ­ــنـــــي الــــــشـ­ـــــعــــ­ــر أعــــــــ­ــمـــــــ­ـــاال فـــــنـــ­ــيـــــة تـــــســـ­ــتـــــخـ­ــــدم كــــلــــ­مــــات املـــــقـ­ــــصـــــ­ود قـــــراءت­ـــــهــــ­ـا عــــــى الــــصـــ­ـفــــحـــ­ـة املــــطــ­ــبــــوعـ­ـــة، وال تـحـتـاج إىل قــراءتــه­ــا بـصــوت عـــال مــن قـبـل الـكـاتـب. كـــتـــاب­ـــة األغــــــ­ــاين تـــعـــنـ­ــي كـــتـــاب­ـــة لـــلـــنـ­ــغـــم والــــــر­نــــــن. إنـــهـــا كتابة يرتجمها املغنون».

أوضــــــح­ــــــت ٍبـــــــرت ًأن الــــــــ­ــــدورة «تــــــقــ­ــــدم ســـويـــف­ـــت كــــــكــ­ــــاتــــ­ــبــــــة أغــــــــ­ــــــــــ­ان بـــــــــ­ــــــدال مـــــــــ­ن شـــــــــ­ــاعــــــ­ـــــرة، ألن الـــــكــ­ـــتـــــا­بـــــة اإلبـــــد­اعـــــيــ­ـــة لـــلـــمـ­ــوســـيــ­ـقـــى والـــــغـ­ــــنـــــ­اء هـــــي شــــكــــ­ل أدبـــــي مــــســــ­تــــقــــ­ل، يــــتــــ­طــــلــــ­ب مـــــــهـ­ــــــارات مـــخـــتـ­ــلـــفـــ­ة عـــــــن كـــتـــاب­ـــة النص».

وأشارت برت إىل أن الكتابة لألغاين يتم فك شفرتها عى البيانو خال الدرس.

يف حن أن بعض النقاد قد ال يعتربون املغنية تايلور سويفت جديرة بالتحليل الكاسييك لدورة يف األدب اإلنـــجــ­ـلـــيـــز­ي، إال أن بـــــرت ال تــــوافــ­ــق عـى ذلــــــك: «نـــصـــف أدبـــــــ­اء اإلنـــجــ­ـلـــيـــز­يـــة الــــذيــ­ــن نــعــتــر­بهــم اآلن كاسيكين، وذوي ثقافة عالية، وجـاديـن، تعرضوا لاستهانة بهم يف عصرهم، ألنهم كانوا مـــــــشـ­ــــــهـــ­ــــوريـــ­ــــن، وكــــــــ­ــانــــــ­ــــوا شـــــــعـ­ــــــبـــ­ــــيـــــ­ــن، يـــــــقـ­ــــــدمــ­ـــــون فـــــنـــ­ــاً شعبوياً هابطاً».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates