أفالم نجوم الموسيقى.. ظاهرة متنامية في السينما العالمية
يشكل فيلم «باك تو باك» Back To Black الذي يتناول حياة النجمة الراحلة إيمي واينهاوس، وتنطلق عـــــروضـــــه الـــســـيـــنـــمـــائـــيـــة قـــــريـــــبـــــاً، مـــــثـــــاالً عـــــى كـــــــون الـــشـــاشـــة الـــــكـــــبـــــرية تــــعــــيــــش ظــــــاهــــــرة مـــتـــنـــامـــيـــة يف هـــــــذا املـــــــجـــــــال، وهــــي بــمــثــابــة رافـــعـــة لـلـصـنـاعـة املــوســيــقــيــة، إذ يـعـقـب عـــمـــا عن ســــــــرية بــــــــوب مـــــــــــاريل، ويــــســــبــــق اثــــــنــــــني، أحـــــدهـــــمـــــا عــــــن بــــوب ديـــــــــــــان، واآلخـــــــــــــر عـــــــن بـــــــــــروس ســــريــــنــــغــــســــتــــني. وانــــطــــلــــقــــت عروض هذا الفيلم الروايئ الطويل عن مغنية «ريهاب» Rehab أمس يف اململكة املتحدة، ويف 24 أبريل الجاري يف فرنسا، ويف 17 مايو املقبل يف الواليات املتحدة.
ويـــــــــــبـــــــــــدو واضــــــــــــحــــــــــــا أن الـــــــــفـــــــــن الــــــــســــــــابــــــــع يــــــــــــــويل قــــصــــص املــــوســــيــــقــــيــــني اهـــــتـــــمـــــامـــــا كـــــــبـــــــريا، إذ إن ســـــــــري نـــــجـــــوم الــــغــــنــــاء تــنــطــوي عـــى جـــوانـــب عـــدة جـــذابـــة سـيـنـمـائـيـا. فمعظمهم نـــشـــؤوا يف بــيــئــة مـــتـــواضـــعـــة، وحـــقـــقـــوا نـــجـــاحـــا هـــائـــا وغـــري متوقع، وانزلقوا إىل اإلدمان أو كانت نهايتهم مأساوية. فـــإيـــمـــي وايــــنــــهــــاوس تـــوفـــيـــت عـــــام 2011 بــفــعــل اإلفــــــــراط يف اسـتـهـاك الـكـحـول، وهــي يف الــــ72 (يف ســن وفـــاة جانيس جوبلني وجيمي هندريكس، وسواهما). أما بوب ماريل فــــتــــويف عــــــام 1981 عـــــن 36 عـــــامـــــا بـــعـــد مــــعــــانــــاة مـــــع مـــرض السرطان.
البحث عن أساطير
إال أن املـــــــؤســـــــس املــــــــشــــــــارك ملــــــوقــــــع «لــــــيــــــه جـــــــــــور» Les Jours اإلخــــبــــاري الـــفـــرنـــي ســفــيــان فـــانـــني، الـــــذي أصـــدر أخــــرياً كــتــابــاً بــعــنــوان «إيـــمـــي، بـــور ال يف» Amy pour la ،vie رأى أن «الــــســــيــــنــــمــــا لــــيــــســــت هـــــــي الــــــتــــــي تــــبــــحــــث عـــن األسـاطـري، بـل أوســاط املوسيقى وأصـحـاب الحقوق هم الــــــذيــــــن يــــبــــحــــثــــون عــــــن أدوات بــــجــــعــــل األجـــــــيـــــــال الــــجــــديــــدة الـــــغـــــارقـــــة يف األخــــــبــــــار عــــــن األحــــــــــــداث تـــســـتـــمـــع مــــــجــــــددا إىل املوسيقيني».
وكـانـت شركة «بـارامـاونـت» التي وزعــت فيلم «بـوب ماريل، وان الف» Bob Marley, One Love مرتاحة يف نهاية فراير لنجاح الفيلم. والحظت الشركة أن مجمل أغنيات بوب ماريل استقطبت يف فرنسا مثا «ما معدله أكرث من مليون استماع يومياً ملدة أسبوع».
وأشــــــــــــــارت يف بــــــيــــــان إىل أن أغـــــنـــــيـــــة «كــــــــــود يــــــو بــــــي الفـــــد Could You Be Loved دخلت من جديد قائمة أفضلً 200 أغـنـيـة اسـتـقـطـابـا للمستمعني، رغــم مـــرور 44 عـامـا عـــــى صـــــــدورهـــــــا»، وأشــــــــــارت إىل أن «فــــرنــــســــا تـــحـــتـــل املـــركـــز األول من حيث نمو االستماع» إىل أغنيات بوب ماريل عر منصات البث التدفقي «بنسبة تزيد عى .»%45
استرداد التكاليف
ورأى رئــــيــــس تـــحـــريـــر الـــنـــســـخـــة الـــفـــرنـــســـيـــة مـــــن مــجــلــة «رولــيــنــغ ســتــون» بـلـقـاسـم بــهــلــويل، أن الـشـركـتـني اللتني اشــرتتــا حــقــوق أعــمــال بـــروس سرينغستني (لــقــاء نصف مليار دوالر بحسب الصحافة املتخصصة)، وبوب ديان (يف مقابل 200 مليون)، تسعيان إىل «اسرتداد تكاليف» استثماريهما.
واعتر سفيان فانني الذي أصدر أيضا كتابا عن البث التدفقي بـعـنـوان «بـولـفـار دو سـرتيـم» Boulevard du ،stream أن تـــعـــويـــض كـــلـــفـــة االســـتـــثـــمـــار تـــســـتـــلـــزم الــبــث الـــتـــدفـــقـــي املـــكـــثـــف عــــر اإلنــــرتنــــت ألعــــمــــال املـــغـــنـــني الـــقـــدامـــى «لـــي تـنـتـقـل إىل جــيــل آخـــــر». والحــــظ بـلـقـاسـم بــهــلــويل أن األفـــام عـن ِســـَري املوسيقيني تشهد ازدهــــاراً كــبــرياً. وقــال: «لدينا يف الوقت الراهن اثنان كل عام، وهي تشهد نمواً ســــريــــعــــاً ومـــــفـــــاجـــــئـــــاً». ووصـــــفـــــت صـــحـــيـــفـــة «ذي غــــــارديــــــان» الــريــطــانــيــة، أفــــام ســـرية املـوسـيـقـيـني بـأنـهـا «نــــوع واســـع، يــتــوســع بـــاســـتـــمـــرار، وال تـــوجـــد مــســاحــة كــافــيــة لـــســـرد كل يشء». وأكدت مجلة «رولينغ ستون» يف عددها الصادر يف فراير املايض، أن أفام ِسَري املوسيقيني كرثت خصوصاً «خـــــــــــــال الــــــســـــــنـــــــوات الـــــــــــــــــ01 األخــــــــــــــــــرية، ومـــــــــــن بــــيــــنــــهــــا الــــجــــيــــد والسيئ».
صورة األب
واألرجــــــــح أن فــيــلــم «بــــــاك تــــو بــــــاك» يـــصـــنـــف يف الــفــئــة الـــثـــانـــيـــة، وال يـــقـــع الــــلــــوم يف ذلـــــك عــــى املــمــثــلــة الــريــطــانــيــة ماريسا أبيا التي تــؤدي دور املغنية يف هـذا الفيلم الـذي أخرجته ســام تايلور جونسون، صاحبة فيلمي «فيفتي شـــيـــدس أوف غـــــــراي» Fifty Shades of Grey وقــبــلــه «نــــوويــــر بــــــوي» Nowhere Boy عــــن شـــبـــاب نـــجـــم فــرقــة «بيتلز» جون لينون.
ورأى بــلــقــاســم بــهــلــويل أن املــشــكــلــة تـكـمـن يف «تـلـمـيـع صــــورة والــــد إيــمــي وايــنــهــاوس الــــذي يــبــدو يف الـفـيـلـم رجــاً طيبا، وهو ما كان عليه يف البداية، قبل أن يفسده املال».
وذكـــر سفيان فـانـني بــأن الـوثـائـقـي الــبــارز «إيــمــي» من إخــراج آصـف كاباديا عـام ،2015 تـنـاول هـذا الجانب من شخصية الوالد. وقال: «ربما كان الوثائقي يدين األب إىل حد ما، لكن الفيلم الجديد يغّيب شخصية األب كلياً، إذ ال يريد جرح أي شخص، وال يتخذ خيارات، وال يطرح أي أسئلة».