كندا تواجه خطر موجة أخرى من حرائق الغابات المدمرة
في ،2023 استمر موسم حرائق الغابات في كندا خالل مايو وحتى أكتوبر. تكلف التأثيرات المتعلقة بالمناخ حاليا، األسرة الكندية المتوسطة 720 دوالرا سنويا.
حذرت الحكومة الفيدرالية الكندية من أن البالد قد تواجه موسما آخـر من حرائق الغابات، بسبب الطقس الـدافـئ غـر املعتاد. وجــاءت كلمة التحذير مـن قبل وزيـر االستعداد للطوارئ، هارجيت ساجان، يف مبنى الربملان يوم األربعاء، يف أعقاب شتاء دافئ عىل نحو غر معهود.
وقـــــــــــــال ســـــــــاجـــــــــان، إنــــــــــه مــــــــن املــــــتــــــوقــــــع ظـــــــهـــــــور مـــــــزيـــــــد مـــن الـطـقـس الــحــار الــجــاف خـــالل فـصـي الـربـيـع والــصــيــف، ما ُيــــعــــّرض مــعــظــم أنــــحــــاء الــــبــــالد لــخــطــر مـــتـــزايـــد. وأضـــــــاف أن الجفاف واسع النطاق، والتنبؤ بدرجات حرارة أعىل من املعتاد، سيشكالن أيضاً عامالً كبراً، محذراً من أن أشهر الصيف املقبلة من املحتمل أن تكون أكرث كارثية من العام املايض.
ويف ،2023 اسـتـمـر مـوسـم حــرائــق الـغـابـات يف الـبـالد خــــــــــالل مــــــايــــــو وحــــــتــــــى أكـــــــتـــــــوبـــــــر. ويف الـــــــعـــــــام املــــــــــــــايض، كــــانــــت الحرائق منتشرة عىل نطاق واســع، لدرجة أن طبقة من الـضـبـاب الــدخــاين غطت معظم أنـحـاء الــواليــات املتحدة. وقال ساجان، إن كندا - عالوة عىل ذلك - موطن لـ9% من غابات العالم، وهو الوقود املحتمل للحرائق يف املستقبل.
تأثيرات تغير المناخ
وقال ساجان: «مع الحرارة والجفاف يف جميع أنحاء الــبــالد، يمكننا أن نـتـوقـع أن يـبـدأ مـوسـم حــرائــق الـغـابـات
مـــــــتـــــــأخـــــــراً، ومـــــــــن املــــحــــتــــمــــل أن يــــــكــــــون أكـــــرث قــــــريــــــبــــــاًًويــــنــــتــــهــــي تدمرا». وأوضح أنه «من املستحيل التنبؤ بالصيف الذي ينتظرنا، لكن ما هو واضح هو أن حرائق الغابات ستمثل تـــــحـــــديـــــاً كــــــبــــــراً لــــكــــنــــدا يف املــــســــتــــقــــبــــل، مــــــع اســـــتـــــمـــــرار تـــفـــاقـــم تـــــأثـــــرات تـــغـــر املـــــنـــــاخ». وتـــــابـــــع: «الـــتـــكـــالـــيـــف الــــتــــي يـتـحـمـلـهـا الـــــكـــــنـــــديـــــون تـــــتـــــزايـــــد كــــــل عـــــــــــام»، مـــــــشـــــــددا عــــــىل أن احــــتــــمــــال حدوث حرائق أخرى يعتمد - إىل حد كبر - عىل مستوى هطول األمطار خالل أشهر الربيع والصيف.
وقال الوزير الكندي، إنه خالل هذه الفرتة، ستكون مناطق مثل جنوب كيبيك وشرق أونتاريو، وغرب كندا، أكـــــــرث عــــرضــــة لــــلــــحــــرائــــق مـــــن املـــــعـــــتـــــاد، مـــســـتـــشـــهـــدا بــــظــــروف الـجـفـاف األخـــرة ووفـــرة األخــشــاب. وردد مـــرارا أن موسم حـــــرائـــــق الـــــغـــــابـــــات، الـــــعـــــام املــــــــــايض، كـــــــان األكـــــــــرث تــــــدمــــــرا يف التاريخ املسجل، مذّكراً الصحافيني كيف اندلع أكرث من ستة آالف حريق خالل الكارثة التي وقعت الصيف املايض.
وأتت الحرائق عىل نحو 37 مليون فدان من الغابات، وتم إجالء مئات اآلالف من الكنديني من منازلهم. وحذر الوزير من أن ربط القضية بتغر املناخ - كما فعل أسالفه العام املايض - قد يكون مدمرا بالقدر نفسه، إن لم يكن أسوأ. ويف العام املايض، حذر الوزراء الفيدراليون من أن تغر املناخ يسهم يف مزيد من الظواهر الجوية املتطرفة، بــمــا يف ذلــــك حـــرائـــق الـــغـــابـــات، مــثــل تــلــك الـــتـــي تــســبــبــت يف الفوىض ألشهر عدة. ولعب الجفاف وموجات الحر أيضاً دوراً مهماً، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، كما هو اآلن. وتحدث حرائق الغابات يف جميع أنحاء كندا. وقال وزير الطاقة واملوارد الطبيعية، جوناثان ويلكنسون، األسبوع املايض: «الجديد هو تواترها وكثافتها». وأوضح ويلكنسون: «العلم واضح يف ما يخص هذا األمـــر. والـسـبـب الــجــذري لـذلـك هــو تـغـر املــنــاخ». وقــد ردد ســــاجــــان الـــــــذي تــــم تــعــيــيــنــه رئـــيـــســـا لـــلـــتـــأهـــب لــــلــــطــــوارئ بـعـد أشــــــهــــــر عـــــــــدة مـــــــن األزمـــــــــــــــة، هـــــــــذه االدعــــــــــــــــــــاءات مـــــــــــــــرارا خـــــالل خـطـابـه. وكـشـف أن أوتـــاوا ستقدم 187.15 مليون دوالر عـــىل مــــدى الـــســـنـــوات الــخــمــس املــقــبــلــة، ملــنــع حـــــدوث أزمـــة أخــــــــرى مـــــن هـــــــذا الــــقــــبــــيــــل، وهـــــــو مـــبـــلـــغ تــــدعــــمــــه مـــقـــاطـــعـــات وأقاليم البالد بمبالغ مماثلة. وستستخدم هذه األموال يف تـــــمـــــويـــــل مــــــــعــــــــدات جــــــــديــــــــدة ملـــــكـــــافـــــحـــــة ظـــــــــــــروف الـــــجـــــفـــــاف والـــــحـــــرائـــــق املـــســـتـــقـــبـــلـــيـــة، إضـــــافـــــة إىل املــــســــاعــــدة يف تـــدريـــب 1000 فرد إضايف من رجال إطفاء حرائق الغابات.
ويف الــعــام املـــايض، اضــطــرت كـنـدا إىل نـشـر 5500 من رجــــــال اإلطـــــفـــــاء الــــدولــــيــــني مــــن دول بـــعـــيـــدة، مـــثـــل جــنــوب إفريقيا وإسبانيا، لتعزيز قوة االستجابة األولية املنتشرة لديها. ومن املقرر أيضا أن يساعد نحو 2135 من القوات املسلحة من الخارج يف مكافحة الحرائق.
وقــــــــال ســـــاجـــــان مــــحــــاطــــا بــــزمــــالئــــه يف الــــحــــكــــومــــة: وزيـــــر الـــبـــيـــئـــة وتـــغـــر املـــــنـــــاخ، ســتــيــفــن جـــيـــلـــبـــولـــت، ووزيـــــــر الـــطـــاقـــة واملـوارد الطبيعية، وجوناثان ويلكنسون، ووزيـرة املوارد الطبيعية، بايت هاجدو: «إن امليزانية الفيدرالية هذا العام يمكن أن تتضاعف لدعم رجال اإلطفاء ومتطوعي البحث واإلنقاذ ملعالجة النقص».
تعويضات هائلة
وقــال العديد من املسؤولني الكنديني، إن أزمــة عام 2023 تسببت يف تعويضات تزيد قيمتها عىل 3.1 مليارات دوالر. كـــمـــا أصـــبـــحـــت كـــنـــدا مـــركـــز اهـــتـــمـــام إعــــالمــــي دويل، حيث تصاعد الدخان إىل الواليات املتحدة، وغطى أجزاء مــــــــن الــــــســــــاحــــــل الــــــشــــــرقــــــي فـــــيـــــهـــــا وحـــــــتـــــــى الــــــــغــــــــرب األوســـــــــــــط. وبالعودة إىل يونيو املـايض، باتت جودة الهواء يف مدينة نــــيــــويــــورك، مـــثـــل تـــلـــك الــــتــــي يف مـــديـــنـــة نـــيـــودلـــهـــي، لـتـصـبـح لــفــرتة وجـــيـــزة، األســــوأ يف الــعــالــم. وقـــال جـيـلـبـولـت - وزيــر البيئة وتـغـر املـنـاخ - يف بـيـان: «أصـبـحـت الـظـواهـر الجوية املتطرفة مألوفة للغاية بالنسبة للكنديني، حيث ضربت تأثرات تغر املناخ مجتمعاتنا»، متابعا: «هذه األحداث تكلف الكنديني وحكومتهم مليارات الدوالرات». وتكلف التأثرات املتعلقة باملناخ حاليا األسـرة الكندية املتوسطة 720 دوالرا سنويا، وفقا للبيانات الحكومية. ومن املتوقع أن يـرتـفـع هـــذا املـبـلـغ إىل نـحـو 2000 دوالر سـنـويـا بحلول عام .2050 وأوضح جيلبولت: «يجب علينا بذل مزيد من الـــجـــهـــد لــــالســــتــــعــــداد لــــتــــأثــــرات تـــغـــر املـــــنـــــاخ، ويــــجــــب عــلــيــنــا تسريع جهودنا الجماعية لوقف إضافة التلوث الكربوين إىل هــــــذه األزمـــــــــة الــــعــــاملــــيــــة». وتـــــابـــــع الــــــوزيــــــر: «بــــعــــد مـــوســـم حرائق الغابات يف عام ،2023 نواجه مرة أخرى، احتمال حــــدوث مـــوســـم حـــرائـــق غـــابـــات نــشــط آخــــر هــــذا الـــعـــام. إنــه تذكر صارخ بأننا بحاجة إىل العمل معا لتقليل املخاطر الناجمة عـن تغر املـنـاخ للحفاظ عـىل سالمة املجتمعات الكندية».