Forbes Middle East (Arabic)

هل نحن مستعدون للتعليم في العصر الرقمي؟

العالم يستعد لربط التقنيات الرقمية بالذكاء الاصطناعي باستخدام شبكات الجيل الخامس )5G(

- www.skylineuni­versity.ac.ae

تنبأ كاتب الخيال العلمي إسحق عظيموف ذات مرةٍ بأن دور المعلم سيختفي من العملية التعليمية، وأن الطلاب سيتعلمون وهم يجلسون في منازلهم أمام شاشات الحاسبات. والآن، تشير التوقعات إلى أن عدد الطلاب على مستوى العالم سيصل إلى 2.7 مليار طالبٍ بحلول عام 2035، مع تركُّز 90% من سكان العالم الذين تقلُّ أعمارهم عن 30 عامًا، المعروفون بجيل Z() في الأسواق الناشئة. لقد وصلت درجة انغماس هذا الجيل في العالم الرقمي المتنقِّل إلى الحد الذي دفع شركة Pearson() إحدى كبريات شركات نشر الكتب المدرسية في العالم، إلى اتخاذ قرار التوقف التدريجي عن طباعة الكتب الخاصة بمراحل التعليم العالي، واستبدالها بسياسةٍ تعطي الأولوية للنشر الرقمي.

ويشير موقع FinanceDig­est.com() إلى أن هذا النمو في أعداد الطلاب سيمثل قوة دفعٍ لصناعة تقنية التعليم EdTech(،) التي من المتوقع أن تصل إلى 252 مليار دولارٍ بحلول العام المقبل، محققةً نموًا سنويًا بنسبة 17.% لقد أصبح من الضروري قيادة قطاع التعليم اعتمادًا على إستراتيجيا­ت التعلم الرقمي، القائمة على الهاتف الذكي، حتى يتمكن القطاع من استيعاب هذا النمو.

سنشهد قريبًا ربط التقنيات الرقمية بالذكاء الاصطناعي باستخدام شبكات الجيل الخامس 5G((، ليصبح من الممكن إيصال المحتوى بمعدلٍ أسرع 40 مرةً أو أكثر من السرعة الحالية. وأخيرًا، ستبدأ تحليلات التعلم القائمة على البيانات الضخمةفياس­تهدافاحتيا­جاتالطلابا­لفردية، بينما سيستجيب لها الذكاء الاصطناعي بتقديم حلولٍا متميزةٍ للتعلم، تقدِّم محتوىً مخصصًا يعزز المشاركة. وستُوفِّر تقنيات الترجمة القدرة على ترجمة كل شيءٍ ترجمةً فورية، وسنتمكن باستخدام أحدث التطورات من استعمال صوت المتحدث نفسه بجميع طبقاته الصوتية، وسيتم تحقيق عددٍ من أعظم التطورات في مجالات الشمول بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم، لقد بدأ استخدام جهاز lex-( ilight) المطوَّر مؤخرًا بالفعل، وهو مصدرٌ بديلٌ للضوء يسمح بالقراءة الطبيعية للأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة. وبدأت الابتكارات المخصصة للتعامل مع المتعلمين المصابين بالتوحد تظهر في الأفق، وتُستخدم معظم هذه التقنيات وراء الكواليس، وبالتالي لن تؤدي إلى إحداثتغييرٍفيالبنيةال­تحتيةالتعل­يميةالحالي­ة.

ومع ذلك، يشير الأستاذ توني بايتس في كتابه الأخير ‪Teaching in a Digital Age(‬ ) إلى فشل مقاربات إدخال التقنية بشكلٍ شاملٍ في التعليم، والتي كان يُنظَر إليها في البداية باعتبارها الدواء الشافي للتعليم على مستوى العالم. ويقدم "تقرير حالة التقنية في التعليم لعام ‪/2019" 2020‬دعمًا لوجهة نظر بايتس، حيث يخبرنا التقرير بأن 16.5% فقط من المعلمين يشعرون بأنهم حصلوا على تدريبٍ كافٍ لاستخدام تقنية التعليم ،)EdTech( وتمثل هذه النسبة انخفاضًا من نسبة 55% في عام ‪/2016، 2017‬كما يؤكد التقرير أن: "86% من المعلمين يواجهون مشكلةً في استخدام التقنية الفاشلة"، وفي هذه الأثناء يتواصل تدفق جيل Z(،) المولود في قلب الرقمنة، إلى الفصول الدراسية.

ومما يضاعف المشكلة، قيام المسوقين في عام 2018 بصياغة مصطلح phygital(،) ليعبِّر عن بيئةٍ أصبح فيها ممكنًا تقديم تجارب من العالم المادي مع درجةٍ أكبر من التفاعلية باستخدام تقنية الهاتف المحمول التفاعلية، لقد أصبح ذلك ممكناً بفضلإنترنت­الأشياء،الذييمنحال­أجهزةالمتص­لة القدرة على تحفيز ردود أفعالٍ ماديةٍ معتمدًا على الجهات الرقمية الفاعلة، والعكس بالعكس، ويُستخدم هذا المفهوم حاليًا في الإعلانات، حيث تجعل تلك التقنية الإعلانات المتعلقة بالمحلات التجارية التي تمر من أمامها تظهر على هاتفك،

أما بالنسبة لداخل الفصول الدراسية، فسيعني ذلك تحول الجدران إلى ألواحٍ بيضاء، تتيح عرض التقنيات الحديثة، مثل ظهور الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد التي تم إنتاجها باستخدام تقنية الواقع المعزز AR()أثناءمشاهد­تكالبيئةال­محيطة بك على الشاشة باستخدام كاميرا هاتفك الذكي أو سماعات رأس الواقع المعزز .)AR(

هل سيتعين على المعلمين الجلوس وتعلم الجيل الجديد من تقنية phygital() مرةً ثانية؟ أم هل سيختفي المعلمون كما تنبأ عظيموف؟ يواجهالتعل­يمنفسالمأز­قالذيتواجه­هالصناعات الأخرى. نحن نمر بمرحلةٍ انتقالية، تتميز بوجود فجوةٍ هائلةٍ في المهارات، نشأت مع تغيير التقنيات الرقمية سريعة التطور لمهنة التعليم، ويكمن جزءٌ من الحل في الاعتماد على التقنية الرقميةداخ­لعلميةالتع­ليم،لقدكانتالت­طبيقات التي تعتمد على التقنية السحابية، والتي تميزت بصعودها الواضح، تسمح للمعلمين حتى عام 2016 بإنشاء وسائط تفاعلية باستخدام الهاتف المحمول دون الحاجة لتعلم مهارات التقنية المتقدمة، وتُسهِّل تطبيقات بث مقاطع الفيديو الأخرى مثل Manycam() وجود مساحاتٍ سهلة الاستعمال على الشاشة، حيث يمكن للمعلمين والطلاب الكتابة أو الرسم معًا في فصولٍ دراسيةٍ مشتركةعبرا­لإنترنت.

التقنيةالر­قميةالحالي­ةتتأقلم،لكنهاتستغر­ق بعض الوقت، ولحسن الحظ، تميل التقنيات الجديدة إلى إصلاح وتعزيز التفاعل البشري، بدلًا من استبداله، أما بالنسبة لتصور عظيموف القاتم عن المستقبل، حيث يجلس المتعلمين الصغار وحدهم أمام الحاسبات، فمن المستبعد أن يتحققذلكفي­المستقبلال­منظور.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates