الجلسة الثانية: كيف تعمل الأطر القانونية الجديدة على تمكين الاستثمار المبتكر؟
يقول مروان أبو ديب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Tekuma Frenchman( ) في الكلمة الافتتاحية للجلسة الثالثة للندوة: “ينتقل مليونا شخصٍ إلى المدن كل أسبوع، هذا يعني ضرورة بناء مدنٍ قادرةٍ على استيعاب مليوني شخص، ويجب علينا تغيير طريقة بنائنا لها، ويجب أن تكون مدنًا أكثر ذكاءً، وأكثر إدراكًا، لكن الأهم من ذلك أن تكون مدنًا مستدامة”. إذًا، كيف تتشابك الاستدامة والمدن الذكية معًا من أجل خلق مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة؟ يقول ستيف سيفيرانس، مدير برامج التسويق في مدينة مصدر: “لا يعني كون المدينة مستدامةً أنها ذكيةٌ بالضرورة، نحن نبدأ تطبيق الذكاء وكأننا نضع طبقةً من الثلج على كعكة، دون الدخول في تكوين الكعكة نفسها، لقد بدأنا بالتخطيط الرئيسي، وسألنا: كيف سنبني هذه المدينة في حال عدم وجود مكيفاتٍ للهواء؟”. وتطرقت الجلسة إلى أن الاستدامة يجب أن تبدأ مع تصميم المدينة، مثل بناء جدرانٍ أكثر سمكًا، أو نوافذ أصغر للمساعدة في إدارة درجة الحرارة، وبمجرد توجيه الأساس نحو الاستدامة، يمكن إضافة التقنية لإنشاء مدينةٍ ذكية. قد ينجح ذلك مع الإنشاءات الجديدة، ولكن ماذا عن المدن القائمة بالفعل؟ يمكن أن تلعب التقنية دورًا رئيسيًا في تحويل هذه المباني القديمة إلى مبانٍ مستدامة، ولكن كما هو الحال مع معظم الأشياء الجديدة، يلعب تثقيف السكان دورًا مهمًا، ويقول سيفيرانس: “لا يستطيع المهندسون في كثيرٍ من الأحيان شرح ماهية الكيلووات في الساعة لعامة الناس، أو كيف يبدو استهلاكهم؟ أو كيف يمكن إشراكهم في رحلة الاستدامة؟ هذه هي الخطوة التالية التي يتعين علينا القيام بها مع شركائنا لإشراك المجتمع رقميًا إلى جانب الشراكة المادية التي نقوم بها الآن”. تصبح المدن الذكية أكثر شيوعًا مع تحول المجتمع نحو مزيدٍ من الاستدامة، ويشير كاسبار هيرزبرج رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة Schneider Electric( ،) إلى أن أسعار أجهزة الاستشعار تشهد انخفاضًا أيضًا، مما يعني أنها ستصبح متاحةً بدرجةٍ أكبر لمزيدٍ من الأشخاص، وسيكون من السهل إضافة المزيد من أجهزة الاستشعار داخل غرفةٍ واحدة. ويقول هيرزبرج: “انطلقت العام الماضي ثورةٌ في أجهزة الاستشعار الدقيقة، التي ستشهد تسارعًا خلال العامين المقبلين، لقد أصبح وجود 50 و100 و200
جهاز استشعارٍ في الغرفة الواحدة أمرًا واقعًا، وليس مجرد وجود اثنين أو ثلاثة أو أربعة فقط، وينخفض سعر هذه المجسات لدرجة أنه يمكنك وضعها داخل وحدات الإسكان الميسر”. كما تولِّد المدن الذكية بياناتٍ، وتوفر رؤىً تعتمد على البيانات حول كيفية تحسينها في المستقبل. وتتطلب التقنية التي تتكون منها المدن الذكية بعض أشكال الاتصال لتكون قادرةً على التواصل مع بعضها البعض. يقول فادي شناعة، مديرٌ أول ورئيس قسم إنشاء البنية التحتية والضيافة في شركة اتصالات: إن الرابط المشترك في جميع تعريفات المدن الذكية هو استشعار وربط أجهزة الاستشعار ونقل البيانات لاستخدامها في شيءٍ مفيد، والاعتماد عليها لاتخاذ القرارات في نهاية المطاف، ويضيف: “الاتصال هو جوهر المدن الذكية، لن توجد مدينةٌ ذكية إذا لم يكن هناك اتصال، وبناءً على ذلك، فإن الاتصالات تلعب دورًا كبيرًا في هذا القطاع”. وبينما يحصر بعض مشغلي الاتصالات دورهم في توفير الاتصال وحسب، تطورت بعض الشركات الأخرى لتُقدِّم منصاتٍ تُمكن من تنفيذ حلول المدن الذكية، مثل الحوسبة السحابية ومنصات العمليات والتحليلات والبيانات الضخمة، وعلى الرغم من أنها خطوةٌ في الاتجاه الصحيح، إلا أن المدن الذكية ستصبح قابلةً للحياة فقط إذا كانت جزءًا من نظامٍ بيئي للشركاء. وأوضح خليفة السويدي، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للحلول العقارية ERES() التابعة لدائرة الأراضي والأملاك في دبي قائلًا: “يحتوي الحل القائم على تقنية “بلوك تشين” العقارية الذي تقدمة المؤسسة على بيانات وسندات الملكية، حيث يمكنني السماح لكل شريك -سواءً كان من القطاع الخاص أو القطاع الحكومي- باستخدام البيانات الصحيحة، حتى يتمكنوا من إجراء خدماتهم بطريقةٍ سهلة”. ويُعقِّب هيرزبرج قائلًا: “إذا كان هناك مجالٌ واحدٌ تُعتبر فيه دبي رائدةً على مستوى العالم، فهو الطريقة التي تستطيع بها المدينة التفاعل بسرعةٍ كبيرةٍ مع التقدم التقني، عبر تحديد حجم التقنية المطلوبة للحصول على تعليماتٍ سهلة الاتباع إلى حدٍّ ما بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في القيام بأعمالٍ تجارية هنا، وهذا هو السبب في أدائها الجيد”.