الجلسة الثالثة: كيف يمكننا تبنِّي الاستدامة من خلال المدن الذكية؟
يشكل الابتكار القوة الدافعة التي تحافظ على تقدم الأسواق. وتسمح عددٌ من الابتكارات الجديدة للأفراد بالاستثمار في العقارات دون الحاجة لدفع تكلفة شراءٍ باهظة، وتُعتبر صناديق الاستثمار العقاري والتمويل الجماعي والشراكات الجزئية أحد أشكال هذه الابتكارات. تقول رشا الخواجة، مديرة التطوير في مجموعة :)Equitativa( “بدأت صناديق الاستثمار العقاري في الظهور بالمنطقة، وبخاصةٍ في المملكة العربية السعودية، ولدى المستثمرين الرغبة في النظر للمنتجات الاستثمارية البديلة بكل تأكيد، كما لديهم الرغبة في استهداف القطاعات الأخرى في سوق العقارات، إلى جانب القطاعات التقليدية، وذلك لتحقيق أفضل عائدٍ ممكن”. وتكتسب صناديق الاستثمار العقاري زخمًا لا يقتصر على المستثمرين المحليين فقط، بل يمتد إلى أوساط المستثمرين الدوليين، وترغب منطقة الشرق الأوسط في جذب مستثمرين جدد مع تغيير القوانين واللوائح وخلق الفرص الجديدة، يقول عبد الله كلداري الشريك الرئيسي في شركة “كلداري محامون ومستشارون قانونيون”: “جذبت دبي في البداية المستثمرين الذين يبحثون عن تحقيق عائدٍ مرتفع، واشتروا قطع الأراضي والعقارات عالية القيمة، وأعتقد أن الاستثمار الأجنبي المباشر سيمكِّن من الوصول إلى مجموعةٍ أوسع من المستهلكين، مثل الأشخاص الذين يبحثون عن منزلٍ ثانٍ، أو الأشخاص الذين يبحثون عن استثمارٍ بديل، أو الذين يرغبون في التقاعد في هذا الجزء من العالم، وتُعد مبادرة الاستثمار الأجنبي المباشر إحدى المبادرات الممتازة، وستجذب الكثير من المستثمرين الجدد، وأعتقد أنها ستخلق الكثير من الاستقرار، وستعمل على وقف التقلبات في تقييم سوق العقارات”. ويوضح الدكتور محمود البرعي، كبير المستشارين في مؤسسة التنظيم العقاري بدبي أن الحكومة قد تبدو بطيئةً في استيعاب مبادرات التمويل الجديدة، لكنها ترغب في رؤية
نتائج، والتأكد من أنها آمنةٌ للمستثمرين قبل القفز مباشرةً إلى أي شيء، إنهم يرغبون في تسهيل في أمانًا أكثر الاستثمار للأشخاص، وأن يظل الوقت نفسه. وتُشكل المملكة العربية السعودية تحديدًا سوقًا جذَّابةً في الوقت الحالي، حيث وفَّرت التغييرات التي مرت بها المملكة في العامين الماضيين الكثير من الفرص التي لا تقتصر على العقارات فقط، بل تمتد عبر مختلف الصناعات، وتوفِّر مكة المكرمة والمدينة المنورة فرصةً فريدةً للاستثمار للمسلمين، ويشير المهندس سامي عبد العزيز المخضوب، الرئيس التنفيذي لشركة مدينة المعرفة الاقتصادية إلى أنه يتم إصدار 8 ملايين تأشيرة سنويًا للحجاج والمعتمرين لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 30 مليون تأشيرة خلال 10 أعوامٍ من الآن. ويُضعِف التضخم القدرة الشرائية للعديد من الأسر المتوسطة ومنخفضة الدخل بحيث يصعب عليهم شراء بيتهم الأول، ويشير صدِّيق فريد، الرئيس التنفيذي لشركة Smart Crowd( ) إلى أن ملكية المنازل ستستمر في التدهور في جميع أنحاء العالم بسبب تراجع القدرة على تحمل التكاليف والخبرات السلبية، وستصبح العقارات السكنية أكثر جاذبية. وسيؤدي استخدام تقنية “بلوك تشين” في سوق العقارات إلى منحها مزيدًا من الشفافية والأمان لجميع الأطراف المعنية، كما سيؤدي تنظيم الحكومة للاستثمارات المبتكرة إلى منحها مستوىً أعلى من الأمان، وبالرغم من الوجود الدائم لشكلٍ ما من أشكال المخاطرة في أي استثمار، إلا أن بعض الاستثمارات تُعد آمنةً أكثر من غيرها، ويُشكِّل كل استثمارٍ فرصةً فريدة من نوعها بطريقته الخاصة، ويحتاج المستثمرون إلى العثور على شيءٍ يناسب كلًا منهم، وأهم شيءٍ هو تثقيف نفسك حول الخيارات المتاحة قبل اتخاذ أي قرارات.