Forbes Middle East (Arabic)

التحول الإستراتيج­ي للطاقة المستدامة في الشرق الأوسط

- بقلم: الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا

يتوجه الشرق الأوسط -الذي يعد موطنًا لأكثر من نصف مخزون العالم من النفط- سريعًا نحو ترسيخ مكانته كمركزٍ للطاقة المتجددة في ظل تحوّل قطاع الطاقة العالمي إلى الاستدامة. وساعدت الطاقة الشمسية المتوافرة المنطقة على جذب الاستثمارا­ت البالغة 100 مليار دولار تقريبًا، بالإضافة إلى الاستثمارا­ت المتوقعة بقيمة 300 مليار دولار بحلول عام 2050. وتستحوذ مشاريع الطاقة الشمسية على معظم هذه الاستثمارا­ت، تليها مشاريع طاقة الرياح، مع توافر الإمكانات الهائلة داخل دول الخليج. ومن المتوقع زيادة إنتاجية طاقة الرياح إلى حوالي ضعف قدرتها الحالية في المملكة العربية السعودية بحلول 2028، وتمتد هذه التوقعات نفسها إلى الكويت وعمان.

كما تتوجه البحرين بصورةٍ فعالةٍ نحو زيادة حصة المصادر المتجددة في مجال الطاقة الوطنية إلى 5% بحلول عام 2025 و10% بحلول عام 2035. ومهدت سياسة «صافي القياس» لاستهلاك الكهرباء الصادرة عام 2018 الطريق أمام نمو القطاع ودفعت إلى توصيل النظام الضوئي الجهدي إلى الوحدات السكنية على صعيد شبكة الكهرباء الوطنية. وتشمل الإنجازات الأخرى الاستثمارا­ت في المشاريع على نطاقٍ كبير، مثل: محطة الطاقة الشمسية المركزية بقدرة 100 ميجاوات، ومحطة «تطوير» للطاقة الشمسية بقدرة 4 ميجاوات، ومشروع BAPCO() للطاقة الشمسية بقدرة 5 ميجاوات، بجانب مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المقدمة من هيئة المياه والكهرباء البحرينية بإجمالي قدراتٍ تبلغ 5 ميجاوات.

وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة العام الماضي زيادة الاستثمارا­ت المقررة لإنتاج 7 جيجاوات في دول الخليج خلال السنوات الأولى من العقد الجاري. وللتوضيح، تكفي جيجاوات واحدة لإمداد 750 ألف منزلٍ بالطاقة في المناطق شديدة الاستهلاك مثل كاليفورنيا.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة -عبر تحقيق الأهداف الموضوعة المتعلقة بالحد من المواد الهيدروكرب­ونية والاستعانة بالمصادر المتجددة- توفير ما يتجاوز 220 ألف وظيفةٍ بحلول عام 2030، مع تخفيض حجم المياه المستهلكة في إنتاج الطاقة واستخراج النفط بنسبة 11.5%. وفي المجمل، سينخفض الاستهلاك الإقليمي للوقود الأحفوري بنسبة 23%، ما سيوفر استهلاك نحو 354 مليون برميلٍ من النفط ويقلل من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنحو 136 طنًا.

وفي عام 2014، تعاونت البحرين مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تأسيس وحدة الطاقة المستدامة SEU(،) وقدمت التوصيات

بالخطط الممكنة لإنشاء قطاعٍ متنوعٍ للطاقة المتجددة. ووضعت الوحدة أول خطة عملٍ وطنيةٍ للطاقة المتجددة وخطة عملٍ وطنيةٍ لكفاءة استهلاك الطاقة، واقترحت الأهداف المراد تحقيقها في المملكة. وبفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، حققت البحرين 70% من الأهداف الموضوعة لزيادة مصادر الطاقة المتجددة ضمن موارد الطاقة الوطنية بنسبة 5% بحلول عام 2025.

وينتشر استخدام المصادر المتجددة على نطاقٍ واسعٍ في الإمارات العربية المتحدة، حيث أطلقت أبوظبي في عام 2019 محطة «نور أبوظبي» أكبر محطةٍ للطاقة الشمسية الكهروضوئي­ة في العالم، بطاقةٍ إنتاجيةٍ قدرها 1.17 جيجاوات في منطقة سُـوَيْـحَـان. وفي عام 2018، أطلقت دبي أكبر مشروعٍ للطاقة الشمسية المركزة في العالم، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.

بينما ربطت المملكة العربية السعودية أول محطةٍ للطاقة الشمسية لها بالشبكة الوطنية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويعد مشروع محطة سكاكا المستقل للطاقة الشمسية في منطقة الجوف بقدرة 300 ميجاوات ثمرة إستراتيجية رؤية 2030. كما أحرزت كلٌّ من عمان ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس تقدمًا ملموسًا في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وفيما يتجاوز أشعة الشمس الوفيرة، كان للعديد من العوامل الأخرى تأثيرٌ مهمٌ في وضع الطاقة المتجددة كخيارٍ رئيسي للطاقة في المنطقة، ومن ضمنها النمو السكاني السريع وبرامج التوسع الاقتصادي الطموح.

ومن المتوقع أن يزيد الطلب الإقليمي على الكهرباء إلى ثلاثة أضعافه بحلول عام 2050، لذا يتعين أن تزيد سعة إنتاج الطاقة الحالية بنسبة 35% خلال خمس سنوات حتى تتمكن من تلبية الطلب المتزايد، وفقًا للتقديرات الصادرة من مؤسسة Utilities( & Energy.)

وتدفع الشواغل المثارة بشأن التغيير المناخي التوجه نحو استدامة الطاقة. كما أن المدن الساحلية المنخفضة في الإمارات العربية المتحدة، والبحرين والسعودية هي الأكثر عرضة -بشكلٍ خاص- لارتفاع منسوب مياه البحر. هذا بجانب أن الهبوط الكبير في تكلفة تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عزز من مدى تبنيهم لها، إذ انخفضت تكلفة تدشين محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئي­ة بنسبة 73% و80% على التوالي منذ عام 2010. ومن شأن الاستعانة بمصادر الطاقة المتجددة الوفيرة ضمان مستقبل الأجيال القادمة، مع تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادي­ة.

رخاء

لطالما أبهرتني علاجات التجميل وشيخوخة البشرة. ومنذ دخولي هذا المجال، بدأتُ حضور العديد من المؤتمرات الدولية التي تتناول علاجات التجميل والشيخوخة. هنا أدركت مدى تنوع التخصصات داخل هذا المجال، وهو الأمر الذي لا يكف أبدًا عن إبهاري. أتفهم أن علاج الشيخوخة عملية شاملة، وتتضمن العديد من العلاجات والأساليب التي تتطور باستمرار: من الفحوص المبكرة إلى أساليب التخلص من السموم حتى الجراحات التجميلية والليزرية المتطورة وغيرها،

حيث لا تقتصر أساليب مقاومة الشيخوخة على العناية بالبشرة فحسب. وهذا ما أردتُ نقله إلى بلدي الحبيب لبنان. ولهذا أيضاً أنشأتُ المركز الطبي )Dermapro( بهدف تعزيز جميع جوانب العناية بالصحة عبر استخدام أحدث التقنيات.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates